لندن ـ وكالات: اعلن متحدث باسم رئاسة الحكومة البريطانية الخميس ان لندن ‘يمكن ان تشن’ ضربات محددة الاهداف في سورية حتى من دون موافقة مجلس الامن الدولي ‘وفقا لمفهوم التدخل الانساني’.
وقال المتحدث باسم مكتب رئيس الوزراء البريطاني ان ‘موقف الحكومة حول شرعية اي عمل يفيد بوضوح انه في حال حصول تعطيل في مجلس الامن الدولي يمكن لبريطانيا بموجب مفهوم التدخل الانساني اتخاذ تدابير استثنائية بما فيها التدخل العسكري المحدد الاهداف لتخفيف المعاناة الانسانية في سورية’.
واضاف المتحدث ان ابرز الوزراء البريطانيين الذين اجتمعوا مع ديفيد كاميرون صباحا ‘اتفقوا على انه من مصلحتنا الوطنية فرض احترام المعاهدة حول الاسلحة الكيميائية الموقعة منذ زمن واثبات بانه لا يمكن استخدامها من دون عقاب’. واوضح المصدر ان ‘اي رد على هذا الهجوم يجب ان يكون قانونيا ومتناسبا ومحددا واتفق الجميع حول طاولة مجلس الوزراء ان الامر لا يتعلق بالانحياز لطرف في النزاع السوري’.
الا ان المعارضة العمالية البريطانية قررت بعد ظهر الخميس التصويت في البرلمان ضد اقتراح للحكومة ينص على مبدأ تدخل عسكري في سورية، كما قال مصدر في الحزب.
وقال هذا المصدر ‘لدينا شكوك متزايدة بشأن الطبيعة المبهمة لمذكرة الحكومة’ التي ‘لا تذكر شيئأ’ عن ضرورة توافر ‘ادلة مقنعة’ على تورط نظام الرئيس السوري بشار الاسد في الهجوم الكيميائي المفترض في 21 آب/اغسطس قبل اي تدخل.
من جهتها أفادت شبكة ‘سكاي نيوز’ اليوم الخميس، أن مجلس العموم (البرلمان) البريطاني تلقى رسالة من مجلس الشعب الشعب السوري تحثّ نوابه على عدم التهور، قبل ساعات من بدء جلسته الطارئة لمناقشة الرد على الهجوم المزعوم بالأسلحة الكيميائية في ريف دمشق.
وقالت ‘سكاي’ أن الرسالة وجهها رئيس مجلس الشعب السوري (محمد جهاد اللحام) إلى رئيس مجلس العموم البريطاني، جون بيركو، لتوضيح عواقب توجيه ضربة عسكرية ضد بلاده والمخاطر الكبيرة التي تنطوي عليها.
واضافت أن الرسالة اقترحت بأن العمل العسكري ‘يمكن أن يساعد الإرهابيين، ويؤدي إلى مقتل العديد من الجنود البريطانيين’.
ونقلت سكاي عن رسالة رئيس مجلس الشعب السوري قولها ‘أليس من الحكمة التوقف وتذكر آلاف الجنود البريطانيين الذين قُتلوا وشوهوا في افغانستان والعراق، قبل التسرع على المنحدرات الصخرية الشاهقة للحرب؟’.
واضافت ‘نحن نطلب منكم أن لا تقصفونا ولكن أن تعملوا معنا.. وترسلوا وفداً إلى سورية للتحقق من استنتاجات مفتشي الأمم المتحدة بشأن الهجوم المزعوم بالأسلحة الكيميائية في ريف دمشق، والذي ندينه من دون تحفظ ‘. وحذّرت رسالة رئيس مجلس الشعب السوري النواب البريطانيين من أن أي هجوم دولي على سورية ‘سيكون عملاً عدوانياً غير مبرر من أعمال الحرب من شأنه أن يقوي تلقائياً عدونا المشترك، تنظيم القاعدة وفروعه’.
ويأتي هذا التطور مع استعداد البرلمان البريطاني لعقد جلسة طارئة في وقت لاحق اليوم حول سورية بعد استدعائه من عطلته الصيفية، وتخلي الحكومة الائتلافية البريطانية عن خطط للتدخل المبكر بسبب اعتراض حزب العمال المعارض على هذا التوجه.
هذا التوني بلير بتاع أوباما، يريد أن ينافس توني بلير الحقيقي، وأن يحارب في الشرق الأوسط حتى آخر صاروخ أمريكي لحماية مصالح الامبراطورية العجوز