بيروت: قال رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، اليوم الأحد، إن الخطة الأمريكية التي تقضي بضخ استثمارات بالمليارات في بلاده مقابل توطين اللاجئين الفلسطينيين لن تغري لبنان.
وتتضمن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لحل الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين استثمارات بقيمة 50 مليار دولار لدعم الاقتصاد الفلسطيني واقتصادات الدول المجاورة. ومن المقرر أن يعرض جاريد كوشنر صهر ترامب الخطة خلال مؤتمر في البحرين يومي 25 و26 يونيو حزيران. لكن الخطة قوبلت برفض واسع النطاق في العالم العربي وذلك رغم دعوة البعض في الخليج إلى منحها فرصة.
وتتمسك الأحزاب اللبنانية منذ فترة طويلة برفض التوطين الدائم للاجئين الفلسطينيين في البلاد ويسود اعتقاد على نطاق واسع في لبنان أن هذا هو أحد أهداف خطة كوشنر.
وقال بري في بيان صادر عن مكتبه: “يخطئ الظن من يعتقد أن التلويح بمليارات الدولارات يمكن له أن يغري لبنان الذي يئن تحت وطأة أزمة اقتصادية خانقة على الخضوع أو المقايضة على ثوابت غير قابلة للتصرف وفي مقدمتها رفض التوطين الذي سنقاومه مع الأشقاء الفلسطينيين بكل أساليب المقاومة المشروعة”.
وأضاف البيان: “نؤكد أن الاستثمار الوحيد الذي لن يجد له في لبنان أرضا خصبة هو أي استثمار على حساب قضية فلسطين وحقوق الشعب الفلسطيني بالعودة إلى أرضه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف”.
وفكرة التوطين الدائم للاجئين الفلسطينيين، وأغلبهم سُنّة، في لبنان قضية شديدة الحساسية إذ تثير مخاوف من الإخلال بالتوازن الطائفي الدقيق فيه.
وتحافظ البلاد على نظام لاقتسام السلطة وفقا لمحاصصة طائفية منذ انتهاء حرب دارت بين عامي 1975 و1990 وشاركت فيها فصائل فلسطينية.
“جريمة تاريخية”
تتباين تقديرات أعداد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان. وتقول الأمم المتحدة إن هناك 470 ألف لاجئ فلسطيني مسجلة أسماؤهم، لكن تعدادا رسميا في لبنان عام 2017 أظهر أن عددهم يقدر بنحو 175 ألفا.
وتشمل الخطة الأمريكية المقترحة إنفاق أكثر من نصف الخمسين مليار دولار في الأراضي الفلسطينية على مدى عشر سنوات في حين سيتم تقسيم المبلغ المتبقي بواقع تسعة مليارات لمصر و7.5 مليار دولار للأردن، وستة مليارات للبنان.
وقال كوشنر أمس السبت إن إدارة ترامب تأمل بأن تتكفل دول الخليج الغنية ودول في أوروبا وآسيا ومستثمرون من القطاع الخاص بقدر كبير من هذه الميزانية.
وأثار غياب تفاصيل الحل سياسي، الذي قالت واشنطن إنها ستكشف عنه لاحقا، رفضا ليس من الفلسطينيين فحسب ولكن أيضا في الدول العربية التي تسعى إسرائيل إلى إقامة علاقات طبيعية معها.
ولن يحضر لبنان الاجتماع المقرر عقده في البحرين يومي 25 و26 يونيو حزيران لمناقشة الخطة.
وقال مصدر لبناني مسؤول اليوم الأحد إن حتى الآن لم يتسلم لبنان أي صيغة رسمية من الخطة الأمريكية.
كانت جماعة حزب الله المدعومة من إيران والتي تتمتع بنفوذ كبير على الحكومة، قد وصفت في السابق الخطة بأنها “جريمة تاريخية” يجب وقفها.
وخاض حزب الله حربا مع إسرائيل استمرت شهرا في 2016 أسفرت عن مقتل 1200 شخص تقريبا في لبنان أغلبهم من المدنيين، وأكثر من 150 إسرائيليا أغلبهم جنود. (رويترز)