لندن- “القدس العربي”:
نشر موقع “بزنس إنسايدر” تقريرا جاء فيه أن الولايات المتحدة هي التي كانت وراء ترتيب اللقاء غير المسبوق بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وذلك كهدية لإسرائيل على اغتيالها قياديا في تنظيم القاعدة بإيران.
ونقل الموقع عن مصدرين مطّلعين، واحد إسرائيلي وثان أوروبي، أن اللقاء السري كان محاولة لتعبيد الطريق أمام اعتراف السعودية بإسرائيل، لكن اللقاء لم يحقق أهدافه حيث نفت السعودية حصوله.
ويرى محللون أن المحاولة كانت جزءا من سياسة دونالد ترامب وفريقه لتأكيد ما حققوه في دفع دول عربية للتطبيع مع إسرائيل قبل وصول جوزيف بايدن إلى السلطة. وعلقت مصادر استخباراتية أن اللقاء كان بمثابة الدفع من السعودية لإسرائيل على اغتيالها أحد قادة القاعدة أبو محمد المصري.
وجاء اللقاء على خلفية قمة العشرين التي استضافتها السعودية نهاية الأسبوع الماضي، وكان بمثابة حجر أساس في العلاقات السرية بين البلدين اللذين لم يقيما علاقات دبلوماسية في السابق. وكان اللقاء سريا ولكن كشف عن تفاصيله في الصحافة الإسرائيلية أولا ومن ثم العالمية.
ومع انتشار الأخبار، نفت السعودية على لسان وزير خارجيتها اللقاء. لكن المصادر أكدت وقوعه. وقال المصدران إنهما متأكدان من حصول اللقاء وطلبا عدم الكشف عن هويتهما. وصوّرا اللقاء على أنه مكافأة لإسرائيل من الولايات المتحدة التي طلبت من جهاز الموساد اغتيال المصري في طهران بالنيابة عنها. وأشار الموقع إلى أن العملية لم تكن لتحدث بدون صفقة مع الولايات المتحدة.
وقالت صحيفة “نيويورك تايمز” إن قمة العشرين كانت مناسبة لكي تعلن السعودية عن خطوة الاعتراف بإسرائيل بعد خطوات مماثلة قامت بها الإمارات العربية المتحدة والبحرين والسودان.
وقال المصدر الذي تحدث مع “بزنس إنسايدر” إنه كان من المتوقع أن “تكون هذه الخطوة الأخيرة في العملية”. والمصدر هو مستشار منافس نتنياهو في الائتلاف الحكومي بيني غانتس. وأضاف: “عقد مايك بومبيو صفقة مع الإسرائيليين بشأن المصري، حيث تساعد إسرائيل في اغتيال إرهابي وتركيز الضوء على رجال القاعدة في إيران”.
وقال إن “الخطة كانت تطبيع البحرين والسودان والإمارات علاقاتها مع إسرائيل ثم اغتيال المصري كدليل على أن إيران تعمل مع القاعدة. ثم يتحرك السعوديون للتطبيع في وقت يتم فيه إعادة انتخاب ترامب مما سيقود إلى نوع من المواجهة الإقليمية مع إيران”، لكن ترامب خسر الانتخابات “وتمت المقابلة مع السعوديين الذين عبروا عن غضبهم بسبب تسريب المعلومات عنه، وغادر نتنياهو إلى تل أبيب وهو يعرف أن السعوديين انتهوا مع ترامب”.
وقال المسؤول إن السعوديين ينتظرون الإدارة الجديدة “وهم غير مستعدين للتحرك حتى تصل الإدارة الجديدة وتتحدث مع الدبلوماسيين السعوديين”. وعندما سئل المسؤول إن كانت الخطة عملية ضحك قال إنها “لم تكن قابلة للنجاح”، ولام نتنياهو وبومبيو ومجموعة من “الحمقى والمهرجين” الذين يعملون في كل الجوانب على الفشل. وقال إن الهدف من اللقاء كان وضع عقبات أمام إدارة بايدن بطريقة لا يستطيع فيها العودة للاتفاق النووي مع إيران من خلال التركيز على علاقتها مع تنظيم القاعدة.
وقال مسؤول ثان كان يعمل حتى وقت قريب في الرياض لصالح وكالة استخبارات أوروبية، إن اللقاء كان فعلا مكافأة لإسرائيل، ولكنه فشل في تحقيق أهدافه ونيل اعتراف سعودي.
وأوضح: “كان الأمريكيون مدينين للإسرائيليين في هذا اللقاء” و”أراد بومبيو وجارد كوشنر دفع السعوديين للتوقيع”. وقال المسؤول إن كوشنر وبومبيو أساءوا تقدير المدى الذي سيتنازل فيه السعوديون عن علاقتهم مع إدارة بايدن المقبلة.
وقال: “هناك إمكانية لموافقة السعوديين على التطبيع مع معرفتهم أن سيرفضون العرض وأن المعلومات عنه ستسرب”. وأضاف: “تكذب الأنظمة العربية دائما على شعوبها وتقول إن اللقاء لم يحدث، رغم معرفة الجميع أنه حدث، وكان السعوديون سيقولون للعرب والمسلمين إنه مجرد لقاء وسننكر حدوثه لأنه لم ينتج صفقة”. وبهذا “فهم ينكرون ويحضرون شعبهم في الوقت نفسه لحقيقة أنهم ماضون وأنهم سيتحاورون مع الإسرائيليين”.
أي أن أمريكا تكافئ إسرائيل من كيس المملكة العربية السعودية، فماذا يصبح حكام المملكة في هذه الحال؟ إنهم أقل من خدم وعبيد لأمريكا وإسرائيل ولا قرار لهم ولا سيادة وعلى جزيرة العرب السلام، أين أنت يا من لديه كرامة وشهامة وعزة في الجزيرة العربية؟