القاهرة ـ «القدس العربي»: بينما الأزمة على أشدها، وتدهس كل نهار ضحايا جددا، طالت المحنة كثيرا من أبناء الوسط الفني، الذي يرزح الكثير من أفراده تحت عتبة الفقر، وإن حال الخجل بينهم وبين الجهر بالمعاناة، إلا القليل بينهم الممثلة وفاء مكي التي كانت في نهايات القرن الماضي ملء السمع والبصر، قبل أن تنزوي في ركن مظلم من العالم، غير أنها امتلكت مؤخرا قدرا من الشجاعة أهلها لأن تصرخ “لا أجد خبز لأطعام ابني”، معترفة بأن الأزمة التي تحياها تواجه الكثير من النجوم.
وما زالت الورقة الخضراء تمثل أخطر تهديد يواجه الدولة المصرية في مساعيها الرامية لكبح جماح الغلاء، الذي تحول لغول يلتهم إمكانات المواطنين المتواضعة، وفي هذا السياق أعلن الدكتور عاصم الجزار وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، تفاصيل آلية تخصيص الأراضى الاستثمارية في المدن الجديدة للشركات، بالدولار الأمريكي من الخارج. ومن الأخبار السارة: بحث رئيس مجلس الوزاء سير المسابقات المركزية في مختلف الوزارات والهيئات، حيث استمع لعرض من رئيس الجهاز بشأن نتائج كل من مسابقة شغل 1000 وظيفة إمام وخطيب ومدرس في وزارة الأوقاف، وكذا مسابقة شغل 14813 وظيفة معلم مساعد وأيضا مسابقة شغل 3197 وظيفة معلم مساعد في 14 محافظة. ومن القضايا التي تهم المغتربين: أكدت وزيرة الهجرة وشؤون المصريين في الخارج سها الجندي حرص الحكومة على تذليل أي عقبات تواجه المصريين في الخارج بشأن جلب سياراتهم ضمن مبادرة “سيارات المصريين في الخارج”، والاستجابة لمطالبهم من خلال تيسير الإجراءات، وإلغاء كل التصديقات على المستندات الخاصة بالمبادرة. وضمن تفاصيل الامتيازات الجديدة لصالح المصريين في الخارج إجراء تعديلات على اللائحة التنفيذية لخفض الجمارك على السيارات بنسب تصل إلى 35%. ومن أخبار البرلمان: تقدمت النائبة مايسة عطوة عضو مجلس النواب، بسؤال إلى وزير العدل ووزير التضامن الاجتماعي بشأن فرض دورات تأهيلية للمقبلين على الزواج. وأوضحت عطوة أنه نظرا لما تعانيه الأسرة المصرية من مشاكل متعلقة بانتشار حالات التفكك الأسري، وما يسببه من تأثير في السلامة والصحة النفسية للأبناء، وتفعيلا لتوجيهات الرئيس السيسي، بشأن إيجاد السبل الجديدة لتعزيز الحياة الأسرية والقضاء على مشاكل الزواج الصحية والنفسية، ومن هذا المنطلق أصبح وجود دورة لتأهيل الشباب المقبلين على الزواج للحياة الأسرية ضرورة قصوى. ومن أخبار المدارس: أكد شادي زلطة المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، أنه تم عزل مدير مدرسة في العمرانية، وكذلك توقيع جزاءات على المشرفين، بعد إصابة عدد من الطالبات نتيجة التدافع داخل المدرسة. ومن أخبار الحوادث: قرر المستشار عمرو المعتصم وكيل نيابة مركز دمنهور، حبس (محمد.ا)، المتهم بقتل سهير الأنصاري، المعروفة إعلاميا بـ”شهيدة العمل الخيري”، 4 أيام على ذمة التحقيقات وقام المتهم بتمثيل خطوات الجريمة التي هزت الرأي العام، واعترف المتهم بقيامه بقتل المجنى عليها لسرقة مبلغ 2400 جنيه و3 أساور ذهب كانت تتحلى بها لمروره بضائقة مالية، وحاجته للمال لإتمام زفافه.
منتخب موسى
لا يزال السياسي المخضرم عمرو موسى الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، الذي اهتم بنشاطه صبري حافظ في “الوفد” مهموما بتراجع الكرة المصرية وترنحها بشكل مخيف، مثل همومه السياسية وانشغاله بالوضع السياسي والاقتصادي المصري والعربي.. شغلت الكرة المصرية خاصة والعالمية عامة، حيزا كبيرا من فكره، فمن ينشغل بآلام الوطن وأوجاعه لا يفرق بين كرة قدم واقتصاد وسياسة. وعندما تدلي شخصية بقيمة وقامة عمرو موسى «أسطورة السياسة العربية»، على الجميع أن ينصت ويعي خاصة أن خبراته متراكمة، واحتكاكه بقامات عالمية كبرى متعددة، ورؤيته وبُعد نظره مضربا للمثل، صال في دهاليز ودروب الدول كرحال، ويعلم ما تفعله المستديرة بسحرها وجنونها في نفوس الشعوب عند كل انتصار، واعتلاء منصات التتويج، توحدهم وترفع معنوياتهم وتروى معاناتهم، وتمنحهم الثقة والقدرة على النجاح مهما كانت التحديات، وتؤثر في قرارات الدول الكبرى كقوة ناعمة. وشغف السياسي الكبير ليس وليد مونديال قطر الأخير، حيث كانت له تغريدات في أعقاب فضيحة الكرة المصرية في مونديال روسيا 2018، واحتلال مصر ذيل مجموعتها التي ضمت السعودية وأورغواي وروسيا، وتذيلت «أم الدنيا» قائمة الـ32 المشاركة في المونديال مع بنما. خلال تغريداته، وضع موسى خلاصة تجاربه وخبرته بحكم العلاقة الوثيقة بين الرياضة والسياسة والاقتصاد. دق المخضرم السياسي ناقوس الخطر وقتها، محذرا ومطالبا بثورة كروية شاملة، ولم يجد آذنا صاغية وكأنه يقرأ المشهد، تغريداته وقتها اعتصرت ألما وحزنا على ما وصل إليه حال الكرة المصرية قائلا: هذا الفشل له أسبابه الضاربة في أسس البناء المجتمعي والإداري المليء بالسطحية ونقص المهنية والفساد، الرياضة عمل جدي وولاء للعِلم، الرياضة ليست «سبوبة» ويجب أن تُمنع أن تكون كذلك.
جنة بعيدة المنال
طالب عمرو موسى بالنظر لمصلحة المنتخب قبل المصالح المادية الخاصة، وتراجع الإعلام السيئ، ومراقبة الفساد، وإعلاء قيم المهنية والولاء لِعَلم البلاد واسم مصر العظيم. وبعد 4 سنوات كما أوضح صبري حافظ زادت أحوال الكرة المصرية سوءا بغيابها عن مونديال قطر، لأننا نتخبط، ونترنح، وسقطنا أرضا. لتأتي تصريحات موسى أشد مرارة وتحمل في طياتها صراحة وواقعية مؤلمة قائلا: هناك بعد في العلاقات الدولية اسمه الرياضة، ومركز هذه الرياضة اسمه كرة القدم، وهناك سياسة واقتصاد ومفاهيم خلقتها اللعبة، الوجود في المونديال في غاية الأهمية، فهي ليست ترفيها.. لماذا؟ لأن كل الدول تعمل بجدية لتكون ضمن المجتمع البازغ «كأس العالم»، التي تختلط فيه السياسة والاقتصاد بالرياضة.. والأهم أن يكون لدينا في هذا السوق الكبير بضاعة جديدة ليست تقليدية «نتائج وأداء» ليتهافت عليها العالم. ويحذر موسى ثانيا وعاشرا من غياب الجدية، وإلا فلن نذهب للمونديال، مشترطا لوجود سلعة قيمة في السوق الكبير والعرس العالمي ترك الفرصة لأصحاب الخبرة.. لازم نعطي العيش لـ«خبازه».. ما استوقفني في حديثه، تأكيده على نقطة مهمة أنه مع وجود الخبرة والكفاءة مراقبة الدولة.. ويبدو أن الرجل المخضرم «زهق» من الجمعية العمومية لاتحاد الكرة، التي تأتي بالمعارف والأحبة بعيدا عن الخبرة والكفاءة، وأحيانا يفرض عليها قائمتان أفضلهما مرّ، فحث الدولة ممثلة في وزارة الرياضة التدخل لوجه الله والوطن لإنقاذ الكرة المصرية..
دولارات مهدرة
ما نراه في الأندية الرياضية يراه الدكتور محمد حسن البنا في “الأخبار” إهدارا شديدا للمال العام، وإهدارا للدولار، خاصة ونحن نعاني أزمة اقتصادية طاحنة، وأزمة في العملة الصعبة. وما رأينا نتيجة واضحة لعمل المدربين الأجانب في مصر.. وما رأينا تطورا في الكرة المصرية.. وما رأينا وصولا للبطولات العالمية. ورأينا الدليل القاطع في إنجاز كروي في كأس العالم حققه المنتخب المغربى بقيادة وطنية. للأسف ما يحدث في الرياضة المصرية يخجل القلم عن كتابته، وقد تابعنا مباريات الدوري ومستويات الفرق، خاصة التي تدربها أجهزة فنية أجنبية. بدأ الدوري بأطقم تدريبية أجنبية، لدينا في منتخب مصر المدرب البرتغالي فوتوريا. في الزمالك البرتغالي فيريرا، وفي الأهلى السويسري مارسيل كولر، وفي بيراميدز تاكيس جونياس، وفي الاتحاد السكندري الصربي زوران مانولوفيتش، وفى شركة فاركو البرتغالي نونو ألميدا، الذي تمت إقالته مؤخرا لسوء النتائج، وفي غزل المحلة اليوناني نيكوديموس بابافاسيليو، وفي الإسماعيلي الإسباني خوان جاريدو، الذى تمت إقالته لسوء النتائج وتعيين مدرب من أبناء الإسماعيلي. حتى كرة اليد وكرة السلة والجمباز لديها مدربون أجانب، وأيضا خبير إنكليزي للتحكيم. هذه تصرفات غريبة في وقت يعاني المواطن من أزمات معيشية ضخمة. كما يعاني المدرب المصري المؤهل من بطالة، وزاد الطين بلة ما تحدث عنه الدكتور جمال محمد علي مدير إدارة المدربين في اتحاد الكرة، من أن رخص التدريب الأولى والثانية توقفت في مصر منذ عام 2015. ولهذا نرى علي ماهر مدرب فيوتشر يدير فريقه من المدرجات. قال جمال: سيتم العمل على إعادة الدورات لتجهيز العديد من المدربين للعمل في الدوريات المصرية، ولنا أسوة في ما حدث مع الاتحاد الأوروبي الذي استجاب لضغوط اللاتيني وسمح لمدربيه بالعمل في أوروبا بعد مراجعة الرخص التدريبية التي يعملون بها. وطالب بوضع ضوابط لعمل المدربين الأجانب في مصر. على الحكومة أن تتدخل في قضية المدربين الأجانب، وتوقف ما يحدث من إهدار للمال العام.
ليتنا نقلدهم
في الأيام المقبلة تحتفل البرازيل بتنصيب لولا داسيلفا رئيسا جديدا للبرازيل.. ومن العادات والتقاليد التي تلتزم بها البرازيل في حفلات التنصيب، واحتفى بها محمد أمين في “المصري اليوم”، أن الرئيس الجديد يمر في سيارة رولز رويس مكشوفة يقدم التحية للجماهير.. لكن هذه المرة قد يحدث تغيير كبير، بعد ملاحظات روز أنغيلا داسيلفا السيدة الأولى وأستاذة الاجتماع، فلا يحدث هذا التقليد الاستثنائي، والسبب أن أنغيلا ترى أنه من غير اللائق أن يستقل الرئيس سيارة فاخرة في بلد يعاني من الفقر، وبالمناسبة، فإن هذا التقليد مستمر منذ سبعة عقود، إلا أنها قد تُلغى هذه المرة، وفقا لما لمحت إليه زوجة دا سيلفا، ومن المتوقع أن يقام حفل التنصيب في الأول من يناير/كانون الثاني المقبل، إذ جرت العادة على أن يقوم الرئيس المنتخب بجولة في تلك السيارة المكشوفة في شوارع العاصمة، لتحية مئات الآلاف من الجماهير، ولكن زوجة الرئيس المنتخب، روز أنغيلا، التي تُشرف على تحضيرات حفل التنصيب لزوجها، قالت إن ذلك التقليد قد يُلغى بحجة أن السيارة قديمة، وقد أصابها العديد من الأعطال، وهو ما نفاه متحدث باسم القصر الرئاسي وكانت روز أنجيلا (55 عاما)، وهي عالمة اجتماع تزوجها الرئيس اليساري في وقت سابق من هذا العام، قد قالت في مؤتمر صحافي إن «السيارة قديمة نوعا ما»، زاعمة أنها تضررت خلال حفل تنصيب الرئيس المنتهية ولايته، بولسونارو، وفي الوقت نفسه، أكد الباحث خوسيه بينتيدو فينيولي، الذي شارك في تأليف كتاب عن تلك السيارة المميزة، أن «عمال القصر الرئاسي يحبون السيارة ويحترمونها.. وكل أسبوع يتم إخراجها للتعرض لأشعة الشمس». ويرى المراقبون أن السيدة الأولى الجديدة ربما شعرت بأن الهالة الأرستقراطية للسيارة قد تبعث برسالة خاطئة لأنصار زوجها، وهو رأي حكيم لعالمة الاجتماع، التي تشغل منصب السيدة الأولى، وكما يقولون: «يا نعيش عيشة فل أو نجوع إحنا الكل».. فلا يُعقل في بلد فقير أن يستقل الرئيس سيارة أرستقراطية فاخرة من ماركة رولز رويس، وإن فعل ذلك الرؤساء السابقون على مدى سبعة عقود.
أزمة ذات مغزى
فجأة، وجد المصريون أنفسهم في الخارج عاجزين تماما عن توفير متطلبات الحياة اليومية، عاجزين حتى عن العودة إلى مصر لعدم قدرتهم على شراء تذكرة السفر، إذا ما أرادوا العودة.. وعندما ارتفعت الصرخات والمناشدات بالذات لمن هو موجود في الخارج للعلاج أو الدراسة، أصدر البنك المركزي قرارا باستثناء من يثبت أنه موجود في الخارج للعلاج، أو الدراسة.. وتعالت الهتافات تحية للقرار. تتساءل كريمة كمال في “المصري اليوم”: أليس هذا الاستثناء جاء بعد التسبب في أزمة لهاتين الفئتين.. بل أليست هناك فئات أخرى تعيش في الخارج أو توجد في الخارج لأسباب أخرى كثيرة قد تكون أساسية وجوهرية، فماذا تفعل هذه الفئات؟ هذا نوع من التحكم في البشر وفي احتياجاتهم وظروفهم، بل في أموالهم، وهو غير دستوري ويسلب المواطن حقه في التصرف في أمواله وقت أن يحتاجها. فكرة أن هناك محاولة لتهريب الأموال عن طريق الكروت في أيدي المصريين في الخارج فكرة مبالغ فيها بشدة، فمن يسحب ألف دولار أو حتى عشرة آلاف دولار، غير أن يسحب أحدهم مليون دولار أو أكثر كل يوم.. وهنا كان يجب متابعة السحب وملاحظة ما يمكن أن يكون نوعا من التهريب، وليس أن أمنع المصري في الخارج من الحياة، واضعا له حدا للسحب مئة دولار في الشهر، ما لم يكن الهدف هو أن أدفعه لكي يشحت في محطات المترو في الدول الأوروبية.. ابحثوا عن حلول أخرى للأزمة الاقتصادية لا تجيء على حساب المواطن المصري وحقوقه، فهذا ليس من حقكم في أي حال من الأحوال.. واستثناء المرضى والدارسين ليس تنازلا إنسانيا، بل هو تراجع عما كان يجب أن تأخذه في الحسبان قبل أن تصدر القرار وتطبقه، فقد ارتكبت الخطأ ثم حاولت إصلاحه بعد أن تعالت الشكاوى والاستغاثات.. وحتى هذا التراجع غير كافٍ، لأن هناك حالات أخرى كثيرة تستلزم وجود المصري في الخارج وتحتاج أن يكون لديه ما يوفر احتياجاته.. فماذا نفعل؟
دونها الروح
قناة السويس بالنسبة لخالد إمام الكاتب في “الجمهورية”، ليست مجرد أصل عادي تملكه الدولة، مثل أي مصنع أو شركة أو ما شابه.. بل هي تاج كل أصول الدولة وقناة بحرية عالمية وشريان تجاري دولي واقتصادي محلي.. وفوق هذا فإن شعب مصر هو الذي شقها بدم أجداده قبل أكثر من 150 سنة، وهي أشهر مسرح حربي منذ افتتاحها في 16 نوفمبر/تشرين الثاني 1869 حتى حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973 مرورا بالعدوان الثلاثي في 29 اكتوبر 1956 ونكسة 5 يونيو/حزيران 1967.. ومن هنا فإنها في قلوب ومآقي كل المصريين. من ناحية أخرى.. أعتقد أن من واجبنا أن نصحح أي معلومة بشأن قناة السويس لمنع الخلاف وقطع الطريق على المتربصين والمتشككين والمزايدين. المادة (43) من الدستور تنص على: (تلتزم الدولة بحماية قناة السويس وتنميتها.. والحفاظ عليها بصفتها ممرا مائيا دوليا مملوكا لها).. ولا أحد يجرؤ على أن يقول غير ذلك. مجلس النواب أقر مؤخرا تعديلا من 8 مواد على القانون 30 لسنة 1975 الخاص بنظام هيئة قناة السويس.. هذه المواد تتعلق بإنشاء وإدارة (صندوق هيئة قناة السويس) هدفه المساهمة في التنمية الاقتصادية المستدامة لمرفق القناة وتطويره، من خلال الاستغلال الأمثل لأمواله ومواجهة الأزمات والحالات الطارئة. المفهوم من القانون والتعديل أن القناة (أصل) والصندوق (فرع) لها وهي التي انشأته.. لكن لأن المتربصين بنا كُثر فقد خرج علينا البعض يتهم الدولة بأنها تسير في اتجاه بيع القناة على طريقة الإخوان.. ولا أدري أي عقلية هذه التي تساوي بين الوطنية والخيانة.. البعض الآخر توقف أمام عبارة في التعديل تقول (حق الصندوق في شراء وبيع وتأجير واستثمار واستغلال الأصول الثابتة والمنقولة والانتفاع بها) وهات يا هري، رغم أن الكلام مفهوم منه أن الصندوق يفعل كل هذا في أصوله هو وليس أصول الهيئة.. فبأى عقل يتصرف التابع في أملاك المتبوع؟
ليست للبيع
تعتبر قناة السويس وفق ما أشار الدكتور محمد نصر غباشي في “الأهرام” من أعظم الموارد الاقتصادية التي تدخل أرباح أموالها في الموازنة العامة للدولة، وفي تطور تشريعي جديد خاص بقناة السويس تقدمت الحكومة بتعديل بعض أحكام القانون رقم 30 لسنة 1975 بنظام هيئة قناة السويس، الحكومة تهدف من هذا القانون إلى وجود كيان اقتصادي مستقل تكثر وتتعاظم فيه الموارد والاستثمارات، لمواجهة ما سيحدث عنه من أزمات ومن تبدل في الأحوال، فلماذا لا نستفيد بتعظيم موارد القناة من خلال كيان اقتصادي في ما لا يمس القناة، ونحن بصدد إصلاح الوطن وإعلاء شأنه؛ لأن الوطن في حاجة إلى أصحاب الفكر والعلم والمعرفة، وهذا يتطلب أيضا تطوير التشريعات واستحداث قوانين جديدة تنظم هذه الأعمال وعلى ذلك فإن قناة السويس ملك الدولة المصرية وحدها، وتحت سيادة بنص قانوني أعلى وأسمى صريح، فكل ما يقال من “تخاريف” “وأوهام” من هستيريا الإعلام المضاد من قنوات الشر، عن أن مشروع القانون يهدف إلى بيع قناة السويس، ما هي إلا تخاريف شاذة تصدر من شخصيات لا حديث لها إلا إطلاق الفتن والشائعات، لأن حجم المؤامرة على مصر كبير فهم يحاولون هدمها، وهذا هو الدور الأساسي لهؤلاء المجموعة المرتزقة من الأذرع الإعلامية التي تمولهم جهات أجنبية خبيثة، لكي تنال مصر ما نالته الدول العربية الشقيقة، مثل ما يحدث في سوريا وليبيا واليمن، من عدم استقرار الأوضاع الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، فهم يريدون العودة بنا إلى زمن الفوضى والخراب والانهيار الاقتصادي، كما حدث بالضبط أثناء وبعد فوضى 25 يناير/كانون الثاني 2011، وهذا شغلهم الشاغل ببث سموم الفتن والشائعات لضرب الوطن وتأليب الرأي العام ضد الحكومة، التي تقوم بعمل جبار من أجل النهوض بالدولة اقتصاديا واجتماعيا وزيادة معدل النمو.
ضد اليأس
تمنح احتفالية «قادرون باختلاف» عبد المحسن سلامة الكاتب في “الأهرام” طاقة أمل رهيبة، لأنها تمثل نموذجا حيا على التحدي، والرضا، وتجعلنا نحمد الله كثيرا على كل نعمه وعطاياه. شكرا للرئيس السيسي الذي يحرص دائما على حضور الاحتفالية السنوية لـ «قادرون باختلاف»، وتحقيق أحلامهم، وإسعادهم، ومشاركتهم في فرحتهم. اهتمام الرئيس بهذه الفئة المهمة لم يتوقف فقط على مشاركته في احتفالها السنوي، ولكنه تحول إلى قرارات مهمة للحفاظ على حقوقها، والدفع بها في أماكن العمل، وفي الرياضة والتعليم، وتوفير احتياجاتها الصحية والنفسية والتوعوية والتعليمية. الآن الأندية تفتح لها الأبواب، والمدارس تحتضنها بحب، وأصبح لدينا أبطال عالميون يرفعون اسم مصر عاليا، ويحققون الميداليات الذهبية في المحافل الدولية. ليس هذا فقط، بل إن «ذوي الهمم» نجحوا في اختراق المناصب الأكاديمية، والإعلامية ليعطونا درسا مهما في القدرة، والتحدي، ومطاردة اليأس والإحباط، وقبل هذا وبعده «الرضا والحمد» على ما أعطاه الله لنا من نعمة الصحة. الاهتمام بـ «ذوي الهمم» لم يأخذ حقه الكافي إلا في ظل وجود الرئيس عبدالفتاح السيسي، ومن المهم استكمال مسيرة الإنجازات في هذا المجال ليصبحوا قوة فاعلة، ومؤثرة، وإيجابية في المجتمع. طه حسين كان نموذجا لهذه الفئة، وقد نجح في اختراق كل الصعاب ليصبح «أيقونة» مهمة نحتفل بها، والآن أصبح لدينا الآلاف من المبدعين والناجحين من «ذوي الهمم» في كل المجالات، وقد حفروا أسماءهم بأحرف من نور، وأكدوا أنه «لا مستحيل». «أنتم أصحاب المكان».. هكذا رد الرئيس عبدالفتاح السيسي وقد اغرورقت عيناه بالدموع على مطلب أحد أبطال «قادرون باختلاف» أن يجدوا لهم مكانا. مشاهد مؤثرة أبكت وأفرحت الحاضرين والمشاهدين بروعة الاهتمام بـ«ذوي الهمم»، وقدرتهم الفائقة على كسر كل القيود، والانتصار على لحظات اليأس والانكسار.
نجمة جائعة
قدمت الفنانة وفاء مكي، استغاثة للدكتور أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية ولكل فناني مصر، بسبب ضيق الحال وقلة الأعمال، مشيرة إلى أنها بعد كل ما قدمته للفن المصري لا تمتلك أي أموال وغير قادرة على مصاريف نجلها ووالدتها المريضة. وقالت وفاء لـ”الشروق”، إنها غير قادرة على شراء كيس خبز سعره خمسة جنيهات، وتبحث عن أحد يشتري منزلها من ضيق الحال، وتوجد عليها التزامات تتعدى الـ500 ألف جنيه، ولا تعرف مهنة غير التمثيل، داعية النقابة للوقوف إلى جوارها في هذه المحنة الصعبة. وأضافت مكي، أنها اتصلت بالدكتور أشرف زكي، عدة مرات ولا يستجيب لها على الإطلاق، وعندما تحدثت معه في إحدى المرات طلبت منه توفير عمل لها، وكان رده “الموضوع مش في أيدي ده عرض وطلب”، وذكرت أنها تواصلت أيضا مع الكثير من النجوم الذين عملت معهم سابقا وكانت “صاحبة فضل عليهم، ولكن لا أحد يرد، تقول الفنانة، وكأنني نكرة وغير معروفه، حتى سئمت من الحياة وكدت أفكر في الانتحار، وتراجعت في هذا القرار بسبب نجلي ووالدتي المسنة”. وأشارت إلى أنها كانت في فترة التسعينيات من أهم فناني مصر، “فهل من المنطق بعد كل هذا، تتسول وتكون غير قادرة على مصاريف منزلها، وتصبح الديون تطاردها في كل مكان؟ من المسؤول عن كل ذلك؟”. وأعربت وفاء عن استيائها قائلة: هناك عظماء من النجوم، جالسين في المنزل دون عمل، فهل هذا هو العدل من وجهة نظر نقيبنا الدكتور أشرف زكي؟”. وكشفت عن أنها قد تبيع منزلها وتجلس هي ونجلها ووالدتها المريضة أمام نقابة الممثلين حتى يجدوا حلا لها، مشيرة إلى أنها لا تطلب صدقة، بل عمل لتكون قادرة على مصاريف منزلها، فمن الصعب عليها عندما ينام نجلها دون أكل وتتوجع والدتها من الألم بسبب عدم القدرة على شراء الدواء. وتحدثت مكي عن أن جميع مجلس نقابة الممثلين يعلمون بظروفها ولجأت إليهم منذ فترة بسبب حجز والدتها في المستشفى وأخذت من صندوق النقابة 25 ألف جنيه، من بعد ذلك يرفض الجميع الرد على مكالماتها الهاتفية.
يرحمهم الله
لم يكـن العنف سمـة بين المصريين الذين عرف عنهم على مرّ العصور الأمن والطيبة والسلام ومساعدة الآخرين. لكن العنف وفق رأي محمـد جلال عبد الرحمـن في “المشهد” أصبح ظاهرة انتشرت مع بداية الألفية الجديدة، وفي الآونة الأخيرة في الشوارع، أو في أماكن التعليم أو العمل حتى وصل إلى داخل الأسرة بما نسمعـه، وما ينشر كل لحظة عن اعتداءات على الأبناء أو الوالدين، فلم يعد العنف وارتكاب الجريمة قاصرا على أماكن أو مناطق بعينها كالمناطق النائية أو المهجـورة. وربما ساعدت الدراما في ترسيخ هذا النوع من العنف، سواء باستخدام القـوة في استرداد الحقوق، أو في لون كوميدي ينال من صور الأب أمام أبنائه، إلى حد السخرية من أفعاله. وفي دراسة قام بها المركز القومي للبحوث الاجتماعية على عينة من المجتمع المصري أشارت نتائجها إلى أن نسبة العنف اللفظي تبلغ 41% من حجم عينة الدراسة، والعنف الجسدي ما بين صفع وركل يشكل 29%، وتزداد الخطورة عندما نجد أن أكثر من 77% من عينـة الدراسة تبرر عنف الزوج تجاه زوجته، وفي دراسة أخرى يشكل العنف الأسري تجاه الأطفال نسبة 79.9% من العينة. ولا يوجد عامل واحـد يفسّر انتشار ظاهرة العنف، فالعنف يحدث نتيجة تفاعل عدة أسباب سواء فردية أو ثقافية أو اجتماعية أو بيئية، وهذه الأسباب تعـود أصلا لثقافة الانغلاق وفساد الثقافة العامة للمجتمع، وازدياد الفقر، واتساع الهوة بين الطبقات الاجتماعية المختلفة، وكذلك تعد وسائل الإعلام من أبرز أسباب انتشار العنف من خلال تسليط الضوء على الجرائم بصورة مكثفة وهو ما يجعل الجريمة سهلة. نحتاج إلى تدخل سريع لمواجهة هذه الظاهرة، بالجمع بين أسلوب المقاومة الأمنية الفورية بمعاقبة الجناة وتحقيق الوجود الأمني وبالمقاومة الوقائية والعلاجية بتوجيه الخطاب المباشر إلى الأماكن التي يحتمـل تفريـخ أجيـال تتسم بالعنف بين صفوفها وبتحسين الأحوال الاقتصادية والاجتماعية لأفراد المجتمع، وإشاعة قيم التسامح والعدل والرحمة، والبدء سريعا في حوار وطني يتسع لكل الفرقاء المتحدين على هدف واحد وهو خدمة هذا البلد، وأمنه وسلامتـه.
الدجاج يجد حلا
أنجزت الدولة، على حد رأي محمود البرغوثي الكاتب في “الوطن”، وأوفت بالوعد، وبدأ الإفراج عن خامات الأعلاف المحتجزة في الموانئ، وتراجع مؤشر أسعار الصويا والذرة الصفراء إلى مستوى شبه معقول، وتأثرت به أسعار الأعلاف تأثرا تدريجيا، ومعه نفض صغار المربين أثقال الخسائر المتتالية، استعدادا لإضاءة عنابرهم مرة أخرى، باحثين عن مدد التمويل لدورات تسمين جديدة. إن الإنتاجية اليومية في عنابر التسمين كانت قد تراجعت بنسبة تتراوح بين 50 و60%، وفقا لإحصاءات حقلية، لكن “الأمهات والجدات” التي هددها الجوع في الوقت ذاته، زاحمت سوق المعروض للذبح، وهو ما ساهم في الحفاظ على أسعار لحوم الدواجن عند حد الخسارة أيضا بسبب زيادة المعروض لحما. لكن بعد شهور عديدة من أزمة أثرت سلبا في جميع حلقات صناعة الدواجن، خرج صغار المربين الذين يملكون ما لا يقل عن 70% من الإنتاج اليومي، ولا سبيل لعودتهم إلا بالتسهيلات الائتمانية التي كانت شركات الأعلاف والكتاكيت تقدمها، كإمداد دوري بالآجل، لحين البيع. لكن شركات التفريخ ومصانع الأعلاف أصبحت هي الأخرى عاجزة عن تقديم خدماتها السابقة للأزمة، بسبب تراكم مديونيات المربين لمستويات جمدت أيضا تروسها، وأعاقتها عن مواصلة البيع الآجل. المشكلة اقتربت من نهايتها، أي أن صناعة الدواجن تقف عند العقبة الأخيرة المتمثلة في عجز تمويل صغار المربين والمنتجين، للسبب السالف ذكره، إضافة إلى امتناع البنوك عن تمويلهم بسبب دخول صناعة الدواجن دائرة “عالي المخاطر”، في جدول الائتمان المصرفي.
أب غائب
لم يبق أمام المنتجين المتعثرين سوى الأب الشرعي الذي يمثلهم أمام الدولة، وهو وفق ما يرى محمود البرغوثي اتحاد منتجي الدواجن، الذي يملك حق المطالبة بفتح “حساب التعويضات” الذي تهيمن عليه وزارة الزراعة، وتتحكم في آليات الصرف منه وفق لائحة تقتضي أن يكون الصرف للتعويض ضد الكوارث. ومن بند الكوارث، وجب على اتحاد منتجي الدواجن أن يطرق باب وزير الزراعة مرة أخرى، لأنه ليس هناك أكبر من كارثتي “كورونا” والحرب الروسية الأوكرانية على جميع الاقتصاديات الإنتاجية في العالم، وأهمها صناعة الغذاء. من السهل صياغة برنامج لإقراض الصغار من حساب تعويضات الدواجن، وفقا لحجم المزرعة، ووفق ضوابط تضمن إعادة هذه القروض، وقد تستدعي الضرورة تحويل هذا الحساب إلى صندوق بتشريع برلماني، وإعادة لائحته وهيكلة مجلس إدارته، ليعود إلى الاتحاد كممول وحيد له، وبذلك يسهل تخصيص بعض بنود لائحة الصرف منه للقروض الدوارة لفئة صغار المربين. تنفيذ هذا الاقتراح، يشجع على تدافع صغار المربين لتقنين أوضاع عنابرهم، فيكملون اشتراطات التنظيم بالتراخيص التي تتضمن: السجل التجاري، والبطاقة الضريبية، والتأمينات الاجتماعية، لدخولهم طوعا تحت مظلة اتحاد منتجي الدواجن، كأعضاء فاعلين يساهمون في تشكيل شُعَبه المختلفة. دخول صغار المربين تحت مظلة اتحاد منتجي الدواجن، يضمن ترجيح كفته لصالحهم، بدلا من سيطرة العشرة الكبار على كيان أنشئ بقرار جمهوري، وحولته البيروقراطية إلى كيان مهدد بالعجز والشيخوخة، رغم أهميته التي تضارع أهمية اتحاد الصناعات، ومجلسي الصادرات الزراعية والصناعات الغذائية.
آهات وأشياء أخرى
فى زمن الآهات والأحلام المجهضة والمجهدة، والأماني المؤجلة واللمسات التي تحرمنا منها الأيام والاهتمام المفقود والأحبة البعاد، والجدران التي وصفتها خديجة حمودة في “الوطن”، بأنها تشع برودة قارسة والأعياد التي لا تجيء، والهاتف الذي توقف رنينه، ولم يبق منه إلا همسات ضعيفة، تعني وصول رسالة أو صورة لا تشبع القلوب، ولا تمتعها. والانتظار الذي لا ينتهي وكأنما يسير الزمن ببطء وملل ولا يتعجل أي شيء لأنه لا يملك خريطة للطريق، حيث سلم أوراقه كاملة لاعتماده وليا على محبيه ونسى أو تناسى أن يحتفظ حتى بقصاصات من تلك الخريطة للذكرى. وفي أيام أخرى، تدور الأحداث بسرعة جنونية مخترقة ومحطمة لجميع القوانين غير عابئة بأجهزة تتابعها وتشاهدها وتوقع عليها الغرامات والجزاءات محاولة أن تعرقل مسيرتها في رحلتها للبحث عن مجد لأصحابها وحسابات بأرقام فلكية وصور تكريم، وأخرى لحفلات الصفوة ونجوم المجتمع، وثياب جميعها تحمل توقيعا يشير لصاحب الفكرة واللون والخطوط ولأرقام بالآلاف دفعت ثمنا لها، ومبان بلا نسب تفقد الهوية المعمارية بحثا عن التفرد والتميز القبيح، تزداد آلام ودموع الوجد. والوجد طبقا لما كتب عنه وفسرته قواميس اللغة العربية له العديد من المعاني فإذا قلنا إن فلانا فيه وجد فهو شغوف، وإذا أرقه الوجد فهو الحب، كما أن له مراتب لدى الصوفيين وهي الوجود والوجد والوجود وهو المرتبة العليا والأخيرة. أكد الأطباء أن البعض منا عندما يتعرض لتجربة قاسية، أو صدمات غير متوقعة يظن أن الوقت وحده كفيل بالتغلب على تلك المشاعر السلبية التي تسيطر عليه إلا أن العلم له رأي آخر، حيث تؤكد جميع النظريات المعتمدة أن القدرة على التعامل مع تلك الآلام هي في الحقيقة مهارة لا بد أن نتعلمها ونتدرب عليها لنجتاز تلك الأزمات القاسية. ويلجأ الأطباء في رحلة تخلص من يعانون من الوجد وآهاته ودموعه إلى إقناعهم بـ(التقبل) وهو مواجهة المشاعر والأفكار المتعلقة بالماضي والشعور بها وعدم الهرب منه لينتقلوا بعد ذلك إلى مرحلة الشفاء من تلك المعاناة بـ(التأمل)، والذي يعتبر من أهم السبل وأفضلها، لتحقيق الرفاهية والصحة النفسية والتحكم بأعراض العديد من الاضطرابات، حيث يساعد على ضبط الانتباه وتحويله إلى التركيز على اللحظة الراهنة فيغادر الماضي الذي يؤلمه ويخرج من دوامته ويتخلص من دموع الوجد وآلامه.