القاهرة ـ «القدس العربي»: ألقى الارتفاع الجنوني للأسعار بظلاله على حياة المصريين حتى في الأعياد والمناسبات الاجتماعية المختلفة، بسبب تردي قيمة الجنيه وفقده ثلثي قيمته في غضون فترة وجيزة، مع صدور قرار رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي بتحرير العملة قبل أربعة أعوام.
موظفة مطلّقة مع ولدين: «عيد أم إيه وكلام فاضي إيه»
وكان المواطنون ينتظرون في الماضي أي مناسبة لتقديم الهدايا الثمينة إلى حد ما، كالعطور والملابس وحقائب اليد، ولكن اختلف الأمر أخيراً خاصة في عيد الأم، حيث بات العديد من الآباء والأبناء يبتعدون عن إهدار الأموال في سلع لا تفيد، ويمكن الاستغناء عنها، كما يقولون، وأصبحوا يهدون أمهاتهم وجبات غذائية ولحوما ودواجن وخضراوات وفواكه.
في منطقة الموسكي والعتبة حيث تزدهر أسواق بيع الهدايا، من السهل الملاحظة أن الكساد يخيم على المتاجر المتخصصة في بيع الهدايا والملابس.
عمار حماد، تاجر في مجال الهدايا والأجهزة الكهربائية، قال إن «عيد الأم بات لا يحظى بالاهتمام كالسابق، حيث خيم عليه الكساد هذا العام، وكنا في الأعوام الماضية ننتظره بفارغ الصبر لكونه إحدى المناسبات الهامة في تحقيق الأرباح».
وأضاف أن «الكثــــير من الزبــائن يحضرون لشراء الهدايا لأمهاتهم، لكن بسبب ارتفاع الأسعار وضيق ذات الحال يكتفون بالمشاهدة والانصراف بعد الاستفسار عن السعر».
محجوب أبو عبده وهو بائع قال: «أيام صعبة ربنا يعديها على خير، الزبائن بتشتري في عيد الأم فراخ وفاكهة وخضراوات».
على بعد خطوات من ميدان العتبة يقع سوق اللحوم بجميع أنواعها وهو يشهد إقبالاً كثيفاً طيلة العام بسبب رخص البضائع المعروضة، ففيه الكثير من اللحوم والدواجن المجمدة. هناك كانت تسير فتيات ثلاث ودار بين إحداهن وأحد البائعين حوار حول أسعار الدجاج، لتقوم بعد ذلك نجوى كمال، بشراء دجاجتين لأمها، ولا تجد حرجاً بأن تؤكد أنها ستقدم «فراخا وفواكه» هدية عيد الأم.
وتقول «مفيش بديل، أمي تعيش مع أخواتي الصغار ولو فكرت أن أهديها حقيبة أو زجاجة عطر هترميها في وشي».
أما نهى، وهي موظفة في الشؤون الأجتماعية، فقالت: «من زمان نسينا موضوع الهدايا القيمة».
وزادت: «أنا منفصلة عن زوجي ولدي طفلان، وأمي توبخني لو فكرت أن أهديها شيئا خاصا بها… دائماً تردد المهم الستر… عيد أم أيه وكلام فاضي أيه».