أدرعي يزعم قصف منصات صواريخ وبنى تحتية لحزب الله بـ10 غارات.. والأخير: عندما يحين وقت الانقضاض سنحسم الخيار ونسقط العدو

سعد الياس
حجم الخط
0

بيروت- “القدس العربي”: تستمر اسرائيل في استهداف القرى الحدودية الآمنة وعدد من البنى التحتية فيما يرد حزب الله بطريقة مدروسة على الغارات التي تحاول إنشاء منطقة جغرافية عازلة على طول الخط الأزرق. وقد تعرضت منطقة الرندة الواقعة بين بلدتي رميش وعيتا الشعب لقصف مدفعي متقطع طال محيط تلة حمامص شرق الخيام، تزامناً مع تحليق الطيران الإسرائيلي على مستوى مرتفع فوق مدينة الهرمل ومستوى متوسط فوق كسروان والمتن.

وفي وقت سابق، قصف جيش الاحتلال المنطقة الواقعة بين راشيا الفخار والفرديس في قضاء حاصبيا، كما أغار على أطراف الهبارية. والمنطقة الواقعة بين حانين ودبل. وزعم المتحدث بإسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي أن قواته “قصفت بشكل متزامن 10 مواقع تابعة لحزب الله في منطقة راشيا الفخار منها مستودع لتخزين الوسائل القتالية ومنصات لإطلاق الصواريخ وبنى تحتية.

أما حزب الله فاستهدف فريقاً فنياً للعدو الإسرائيلي أثناء قيامه بصيانة التجهيزات الفنية والتجسسية في موقع “البغدادي”، وقصف على دفعتين متتاليتين موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا، ودوّت صفارات الإنذار في عدد من مستوطنات الجليل خشية تسلل مسيّرات من لبنان.

تخبط العدو

وقو لوحظ أن عدداً كبيراً من قيادات ونواب حزب الله ألقوا كلمات في احتفالات تكريمية لشهداء سقطوا على طريق القدس، وأكدوا أنه “عندما يحين وقت الانقضاض الذي يوصلنا إلى هدفنا بأيسر سبيل وبأقل كلفة وأسرع طريق، لن نتردد في أن نحسم خيارنا في المواجهة التي تُسقط العدو وتمنعه من تحقيق أهدافه في المعركة”، وهذا ما أعلنه رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد الذي رأى “أن العدو الإسرائيلي الآن يخبِطُ خَبطَ عشواء ويُثقل في أذاه ويشعِرنا بالألم ويقتل منا أعز أبنائنا، لكن الصبر في مواجهة هذا العدو مع عدم الانجرار إلى حيث الأسلوب الذي يُريده ويختاره لنا في المواجهة هو طريقنا إلى تحقيق النصر” .وقال: “هدفنا بكل بساطة هو الضغط على العدو من أجل أن يوقف عدوانه على غزة وممنوعٌ عليه أن ينتصر ويجب أن تبقى المقاومة قائمةً وفاعلةً في غزة، لأن بقاءها يهوّن على كل مقاومةٍ في العالم أن تستمر وتبقى”، لافتاً “إلى توزيع للأدوار نشهده بين العدو والإدارة الأمريكية”، وقال “لا تصدقوا أن الإدارة الأمريكية تُريد وقف إطلاق النار في غزة ، بل هي أحرص من العدو الإسرائيلي على مواصلة إطلاق النار في غزة، لكن تريد من العدو أن لا يُكثِر في إحراجها بإرتكاب المجازر ضد المدنيين لأن هذا الإحراج يؤثر إنتخابياً على بايدن المرشح للرئاسة في المرحلة المقبلة” .

كلام ثرثرة

بدوره، أكد عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق أن “كل التهديدات والاعتداءات الإسرائيلية لا تخيفينا ولن تُغير موقفنا في مساندة أهلنا في غزة”، وقال “يمكن للعدو أن يستخف بالقرارات الأممية لكنه لا بُد أن يخضع لضربات المقاومة”، كاشفاً أنه “بعد الاعتداء الإسرائيلي على حلب قامت المقاومة باستخدام صاروخ “أشتر” بمدى 1110 كلم لضرب مواقع العدو”.

كذلك، أشار الوزير السابق محمد فنيش إلى “أن مشاركة المقاومة منذ اليوم الأول لعملية طوفان الأقصى لمساندة شعب غزة، هي مشاركة للدفاع عن قضية إنسانية”، وقال “لا يمكن للبعض أن يقارب ما يجري اليوم بلغة الماضي أو بحسب قوالب تفكير عفى عليها الزمن”، مضيفاً “من يريد إعادتها إلى مرحلة أن قوتنا في ضعفنا، وأن ندفن رؤوسنا في الرمال حتى نتجنب المخاطر، عليه أن يعلم أن هذه سياسات عقيمة، وثبت أنها ما حمت البلد، بل مهّدت ليفكر العدو الإسرائيلي بتحقيق غاياته في لبنان بعد غزو عام 1982، ولولا المقاومة وهذه الثقافة الإيمانية وهؤلاء الشباب والبيوت العامرة بالإيمان والتضحية، لما استعاد لبنان أرضه”. ولفت إلى “أن الذين يعقدون مؤتمرات وينشرون مواثيق وبيانات، عليهم أن يقاربوا الواقع من خلال قراءة التحولات ومعرفة الحقائق، وبالتالي، فإن أي مقاربة وأي دعوة لحوار حول مستقبل البلد لا تنطلق من خطر العدو التوسعي على لبنان، ومن تهديده لأمن لبنان وللنموذج اللبناني ولمصير وثروات لبنان، هي مقاربات بعيدة عن الواقع، ولن تنتج سوى ثرثرة كلام”، مؤكداً في رد ضمني على البطريرك الماروني والاحزاب المسيحية “أننا لن نستدرج إلى سجالات كلامية، فنحن أهل الحوار، والمقاومة صاحبة منطق وحوار وحُجة، وتملك الدليل، وهي تدلي بدلوها، ومستعدة ومنفتحة على كل مكونات المجتمع اللبناني، من أجل أن نبحث في كيفية حماية منجزاتنا وأمننا، لا أن يكون هناك في هذه المواجهة المحتدمة اليوم التي نشتبك فيها مع العدو الإسرائيلي، من يقف هناك ليفتري على المقاومة، ويدّعي أحداثاً لم تحصل، ويتهم ويشكك ويزوّر، فهذا لا يعبّر لا عن انتماء وطني ولا عن تقدير ولا عن خدمة للمصلحة الوطنية”.

معركتنا واجبة

اما عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب علي فياض فقال “إن الجبهة الجنوبية تشهد تصعيداً إسرائيلياً ملحوظاً، بحيث بات أكثر تمادياً في استهداف القرى في المنطقة الحدودية وخارجها، وفي استهداف المراكز الاجتماعية والصحية، وفي تنفيذ عمليات عدوانية في عمق الأراضي اللبنانية، وكأنه يريد أن يوصل رسالة مفادها أن لا خطوط حمر ولا قواعد أمام عملياته العسكرية العدوانية، وتزامن هذا التصعيد مع تسريبات لقادته العسكريين ولوزير حرب العدو، تشير إلى مزيد من التصعيد وتحضيرات ميدانية توحي بعمل عسكري واسعٍ وشيك”. وقال “إننا في المقاومة وأمام هذا التصعيد الميداني المصحوب بكل هذا الضجيج والنبرة المرتفعة، سواء أكان تخويفاً بهدف الضغط أم واقعاً يؤشر إلى مزيد من التدحرج في المجريات الميدانية، فإنه لا يغيِّر في موقف المقاومة واستعداداتها وتأهبها للدفاع عن شعبنا وأرضنا ووطنا مهما تكن الاحتمالات المقبلة، لأن معركتنا ليست خياراً بين خيارات، بل هي واجبٌ بين ضرورات، وهي تتقاطع جميعها عند حقنا في مقاومة من يحتل أرضنا وينتهك سيادتنا، وفي الدفاع عن أهلنا الذين يستهدفهم العدو في أرواحهم وأرزاقهم، ولا يتوقَّعن أحد أنه يمكن للمقاومة أن تقف على الحياد متفرجة على العدو وهو يخوض باستفراد وتركيز معركة الإبادة التي يمارسها بحق أهلنا وإخواننا في غزة، كي تتوفر له الفرصة والظروف لتصفية حساباته لاحقاً مع المقاومة في لبنان”. واعتبر “أن موافقة الإدارة الأمريكية على تزويد الكيان بأحدث ما لدى الأميركيين من طائرات وصواريخ مدمِّرة، إنما يكشف على نحوٍ جلي هذا النفاق الأميركي”.

من جهته، رأى النائب حسين جشي “أن التهديد بالدخول إلى رفح من جهة والدخول إلى لبنان، هو من قبيل المكابرة والهروب إلى الأمام، والعدو يعلم تماماً أنه لن يستطيع القضاء على المقاومة المظفرة في غزة، وإنما سيزداد غرقاً في وحول غزة”. وأكد “أن تجارب العدو في لبنان ماثلة أمام عينيه، وهزائمه في لبنان لا تزال تحفر عميقاً في وجدان الصهاينة، وليعلم العدو بأن في لبنان رجالاً أشداء ذوو بأس شديد جاهزون وحاضرون في كل ساح وواد لو حملوا على الجبال لأزالوها، ومستعدون للمنازلة وينتظرون العدو بفارغ الصبر ليذيقونه مرارة الهزيمة الكبرى التي ستغيّر وجه المنطقة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية