الناصرة- “القدس العربي”:
دعا البطاركة ورؤساء الكنائس في القدس المحتلة حكومات العالم للتدخل وحماية الأوقاف المسيحية في المدينة من مشاريع المستوطنين للاستيلاء عليها والمساس بـ”الوضع الراهن ” فيها.
جاء هذا النداء بعد مصادقة المحكمة الإسرائيلية العليا على صفقة بيع مشبوهة لثلاثة أوقاف مسيحية في باب الخليل في القدس المحتلة قبل أيام.
واستهل البطاركة ورؤساء الكنائس في الديار المقدسة بيانا مشتركا بآية من العهد الجديد: “لَقَدْ أَوْضَحَ لَكَ الرَّبُّ أَيُّهَا الإِنْسَانُ مَا هُوَ صَالِحٌ. وَمَاذَا يَبْتَغِي مِنْكَ سِوَى أَنْ تَتَوَخَّى الْعَدْلَ، وَتُحِبَّ الرَّحْمَةَ، وَتَسْلُكَ مُتَوَاضِعاً مَعَ إِلَهِكَ؟”.
ويستذكر البيان إصدار بطاركة ورؤساء كنائس القدس بيانًا قبل عامين يعكس قلقهم العميق من انتهاكات الوضع القائم “الستاتيكو” الذي يحكم الأماكن المقدسة وحقوق الكنائس وامتيازاتها. وتابعوا في بيانهم الجديد: “هدفت هذه الانتهاكات الى تقييد قدرة الكنائس في التعامل بحرية مع ممتلكاتنا، ومن هذه الانتهاكات ما قامت به جماعات استيطانية متطرفة نجحت إحداها في الحصول على حكم من محكمة القدس المركزية يتيح لها الاستيلاء على ممتلكات تابعة للكنيسة الأرثوذكسية المقدسية في قلب الحي المسيحي قرب باب الخليل في القدس”.
كما استذكروا أنه في أعقاب جلسة الثالث من يونيو/ حزيران الجاري نظرت محكمة الاستئناف العليا الإسرائيلية في استئناف بطريركية الروم الأرثوذكس المقدسية ضد القرار الصادر من المحكمة المركزية لصالح المستوطنين، وفي العاشر من الجاري صدر حكم في المحكمة العليا لصالح المجموعة المتطرفة.
وتابعوا: “نحن كبطاركة ورؤساء كنائس نود ان نُعبّر عن دهشتنا الكبيرة من السرعة التي أصدرت بها المحكمة حكمها”.
ويؤكد الموقعون على البيان أن اعتداءات المجموعة المتطرفة التي تحاول الاستيلاء على عقارات باب الخليل الارثوذكسية تعتبر اعتداء ليس فقط على حقوق ملكية الكنيسة الأرثوذكسية المقدسية، بل اعتداء على حماية الوضع الراهن لجميع المسيحيين في هذه المدينة المقدسة، وتعديا يهدد الوجود المسيحي الأصيل في أرضنا المقدسة الحبيبة.
وأضافوا: “وإذا تمكنت هذه المجموعة الراديكالية، لا سمح الله، من إخلاء المستأجرين المحميين والاستيلاء على تلك الممتلكات، فإن المسيحيين والحجاج سيفقدون ممر وصولهم الرئيسي إلى الحي المسيحي في البلدة القديمة بالقدس والأهم من ذلك هو انهم سيفقدون أيضاً طريق وصولهم الرئيسي إلى كنيسة القيامة “.
ويؤكد مجلس بطاركة ورؤساء كنائس القدس دعمه بقوة لبطريركية الروم الأرثوذكس المقدسية في إصرارها على استئناف قرار المحكمة، كما يعلن مواصلة دعمه الكامل لجهودها حتى بعد صدور الحكم الجديد من المحكمة العليا. مؤكدة أيضا أن محاولة تقويض وجود كنيسة واحدة هنا هو تقويض لجميع الكنائس وللمجتمع المسيحي الأوسع حول العالم.
ويتابع: “نؤكد من جديد على إيماننا بأن وجود مجتمع مسيحي نابض بالحياة في القدس هو عنصر أساسي للحفاظ على المجتمع المقدسي المتنوع تاريخياً، وشرط أساسي لتحقيق السلام في هذه المدينة التي يجب أن نحافظ على طابعها الفسيفسائي متعدد الثقافات والأديان، فهي نقطة التقاء الأديان التوحيدية الثلاث”.
وختم بطاركة القدس ورؤساء كنائسها بمناشدة جميع القيادات السياسية المؤثرة، وقادة الدول، وجميع أصحاب النوايا الطيبة في جميع أنحاء العالم للانضمام إلينا في السعي لتحقيق نتيجة مقبولة في هذه القضية بحيث نحافظ على الوضع الراهن “الستاتيكو”، ونحافظ على وجود آمن للمجتمع المسيحي المقدس، كما نؤكد على رفضنا استخدام أساليب غير قانونية للاستيلاء على ممتلكاتنا المسيحية “.
ووقّع البيان المشترك كل من البطريرك ثيوفيلوس الثالث، بطريركية الروم الأرثوذكس، البطريرك نورهان مانوجيان، بطريركية الأرمن الأرثوذكس، رئيس الأساقفة بيرباتيستا بيتسابالا، القاصد الرسولي، البطريركية اللاتينية، الأب فرانشيسكو باتون، حارس الأراضي المقدسة رئيس الأساقفة الأنبا أنطونيوس، بطريركية الأقباط الأرثوذكس، القدس، رئيس الأساقفة جبرائيل داهو، بطريركية الأرثوذكس السريانية، رئيس الأساقفة أبا إمباكوب، بطريركية الأرثوذكس الإثيوبية، رئيس الأساقفة ياسر العياش، بطريركية الروم الملكيين الكاثوليك، رئيس الأساقفة موسى الحاج، البطريركية المارونية، رئيس الأساقفة سهيل دواني، الكنيسة الأسقفية في القدس والشرق الأوسط، المطران إبراهيم ساني عازار، الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأرض المقدسة، الأسقف بيير المالكي ، البطريركية الكاثوليكية السيريانية والمونسنيور كريكور أوكوسدينوس كوسا، البطريركية الكاثوليكية الأرمنية.
يشار إلى أن جهات فلسطينية مسيحية قد وجهت أصابع الاتهام لبطريرك الروم الأورثوذوكس بالتقاعس المقصود في الصفقة المذكورة أيضا ضمن مسلسل تسريب عقارات الطائفة لجهات صهيونية ولم نتمكن من الحصول على تعقيب الناطق بلسان البطريركية الأب عيسى مصلح بهذا المضمار إذ طلب التحدث مع محامي الكنيسة ولكن دون جدوى. كمان وجه المطران عطا الله حنا انتقادات بالتلميح للبطريرك على موقفه وسلوكه في هذا المضمار.