بعزيمة وإصرار على ممارسة الرياضة تغلبت لاعبة المنتخب السوداني لرفع الأثقال ذكريات عبد الرحيم على الحظر المفروض لمنع تفشي وباء كورونا في البلاد.
فمنذ 18 نيسان/ابريل فرضت السلطات السودانية حظر تجوال شامل في العاصمة الخرطوم، ومنعت التجمعات في الأندية الرياضية في إطار سياستها للحد من انتشار الجائحة.
وبعيدا عن الصالة الرياضية التي تعودت على أداء التمارين فيها، تنشط ذكريات في مواصلة تدريباتها رغم قلة الإمكانيات في توفير معدات رياضية لممارسة رفع الأثقال.
وتستغل اللاعبة السودانية بعض المواد الموجودة في المنزل لصنع أدوات تمكنها من ممارسة تمارينها في رفع الأوزان المختلفة كون رياضة رفع الأثقال تحتاج للكثير من المعدات التي تقوي العضلات.
وبالفعل تمكنت ذكريات بعد جهد وعناء في صنع أدوات رفع اثقال لوحدها من مواد بسيطة “خليط الأسمنت والرمل موضوع على طرفي قضيب حديدي”.
كان حافز ذكريات في ذلك “رغبتها في مواصلة تمارينها والحفاظ على لياقتها في هذه الفترة الصعبة” كما تصفها.
وتقول “بكثير من التحفيز النفسي تمكنت من تجاوز الإحباط الذي أصابني من الابتعاد عن الصالات والملاعب التي يتوفر فيها المدرب، وزميلات اللعبة، والمنافسة مع الأخريات”.
وتشير إلى أن “التمارين في المنزل ينقصها الحماس الذي توفره الصالات”.
وتردف “أتدرب بأدوات بدائية، ولا أعرف كم الوزن الذي تمرنت به لأني صنعت الأثقال من حديد ورمل وأسمنت”.
وتوضح ذكريات، أنها في أول أيام الحظر “وجدت صعوبة في التدريب لكن بعد مرور الوقت وجدت أنه علي أن أتمرن حتى لا أفقد لياقتي”.
وتضيف وقد بدت عليها ملامح الحسرة “في النادي عندما أمارس الرياضة لا أتوقف حتى لو أرهقت لأني أجد التشجيع من المدرب وزملائي، لكن في البيت أتوقف إذا تعبت”.
وذكريات لها مسيرة طويلة في التصميم وتجاوز العقبات حتى تمارس الرياضة في مجتمع لا يزال يجد صعوبة في تقبل ممارسة الفتيات للرياضة.
وهي حائزة على العديد من الجوائز، إضافة إلى تحقيقها المركز الأول على مستوى السودان في رياضة رفع الأثقال للنساء، كما مثلت بلادها في بطولات أفريقية وعربية.(الأناضول)