تونس- “القدس العربي”: لجأ مشجعو النادي الإفريقي التونسي إلى طريقة فريدة للتعبير عن رفضهم للحكم القضائي الذي صدر مؤخرا ضد عناصر أمن تسببوا بموت الشاب عمر العبيدي أحد مشجعي النادي، الذي بات يُعرف بـ”شهيد الملاعب” في تونس.
وكان القضاء التونسي أصدر أحكاما تقضي بسجن 12 من عناصر الشرطة، لمدة عامين، بتهمة “القتل على وجه الخطأ”، بعد تسببهم بموت العبيدي “غرقا” ضمن القضية المعروفة إعلاميا بـ”تعلّم عوم” (تعلم السباحة)، وهي العبارة التي رددها عناصر الشرطة قبل أن يجبروا الضحية على السباحة.
وخلال مباراة جمعت النادي الإفريقي مع نادي يونغ أفريكانز التنزاني، رفع المشجعون لافتة عملاقة كُتب عليها عبارة “على وجه الخطأ” استنكارا للتهمة الموجهة للأمنيين المتهمين بالتسبب في وفاة العبيدي.
#على_وجه_الخطأ رُفعت هذه الشارة أمس من قبل مشجعي النادي الأفريقي والمقصود بها عبارة وردت في نص الحكم على رجال شرطة متهمين بالتورط في قتل مشجع الأفريقي عمر العبيدي الذي لقي حتفه في وادي مليان بعد مطاردة أمنية بدأت من أمام الملعب. الحكم بالسجن لم يتجاوز عامين دون إقرار بالقتل #تونس pic.twitter.com/2sSfEO4i9h
— Wejdene Bouabdallah (@tounsiahourra) November 10, 2022
وعلق عبد الوهاب الهاني رئيس حزب المجد بالقول: “رحم الله الشهيد عمر العبيدي شهيد الملاعب الذي قتله عنف أجهزة الدَّولة مرَّة أولى وقضاء الرَّئيس مرَّة ثانية. “على وجه الخطأ” هو التَّكييف القانوني الذي قرره القضاء لتكييف ثمَّ لمعاقبة جريمة قتل الشَّهيد، لضمان الإفلات من العقاب لإثنى عشر أمنيًّا وتمتيعهم بعقوبات بسيطة لا تتوافق وبشاعة وجسامة الجُرم”.
ودونت إحدى الناشطات: “(تعلم عوم) أصبحت (على وجه الخطأ). ونحن أيضا نهايتنا في مقبرة الغرباء (في إشارة لفاجعة جرجيس) خلال هروبنا من الجوع والظلم”.
#تعلم_عوم اصبحت #على_وجه_الخطأ
حتى احنا نهايتنا في #مقبرة_الغرباء مقتولين بسكادرا و احنا هاربين من الجوع و من الظلم#يسقط_الانقلاب_في_تونس #تونس https://t.co/uTBrOcpYts— ????? ? (@amany__wishes) November 9, 2022
وكانت حملة “تعلّم عوم” استنكرت ما سمته “الحكم المخزي” الصادر بحق عناصر الشرطة المتسببين بوفاة العبيدي، والذي اعتبرت أنه “بمثابة نكران للعدالة ولحق عمر العبيدي وعائلته وأصدقائه وكل ضحايا العنف البوليسي وضحايا جرائمهم وضحايا العنف الهيكلي الممنهج”.
كما أشارت إلى “ارتكاز المنظومة الأمنية على منظومة قانونية وقضائية متواطئة لترسيخ سياسة ثقافة الإفلات من العقاب”، مؤكدة مواصلتها الحركات الاحتجاجية لمحاسبة المتورطين بوفاة العبيدي.
وأثارت حادثة وفاة العبيدي قبل أربعة أعوام موجة استنكار واسعة في تونس، حيث أعادت الجدل حول التجاوزات الكبيرة لعناصر الشرطة في البلاد.