الناصرة ـ “القدس العربي”: تعرض قيادي في الحركة الإسلامية ( الشق الجنوبي) داخل أراضي 48 لاعتداء بالضرب وللاعتقال هو وزوجته ونجله داخل الحرم القدسي الشريف، بعدما أشار بلطف وأدب لشرطية إسرائيلية كانت تشعل سيجارة هناك بأن التدخين داخل مكان مقدس ليس مسموحا به.
وتعرض الدكتور الشيخ محمد سلامة حسن (أبو علي) مدير دار الإفتاء في الداخل لاعتداء من قبل عدد من عناصر شرطة الاحتلال، وهو يؤكد في حديث خاص لـ “القدس العربي” أن هذا الاعتداء عزز قناعته برأيه أن حكومة نفتالي بينيت ويائير لابيد هي أسوأ حكومات الاحتلال ويدعو حركته لاتخاذ قرار يدفع بالحزب التابع لها (القائمة العربية الموحدة برئاسة النائب منصور عباس) بإسقاطها من خلال مغادرة الإئتلاف الحاكم.
وعما حصل معه ومع عائلته قال الدكتور الشيخ محمد سلامة “كنا كالعادة مع العائلة في المسجد الأقصى وعندما انتهينا من الصلاة غادرنا وعند باب حطة شاهدت شرطيتين إسرائيليتين إحداهما تدخن سيجارة فلفت نظرها بكل أدب الى أن التدخين داخل مكان مقدس غير مسموح، وفعلا استجابت لكن زميلتها زجرتها واختطفت السيجارة منها وأخذت تدخن وتنفث الدخان نحو ابني الذي كان يصور ما يجري في تلك اللحظة وطلبت منه الانصراف، عندها تدخلت زوجتي وقالت لها:”هذا مسجدنا ولا ننصرف منه”، عندها انقض علينا رجال شرطة واعتدوا على زوجتي وابني ثم علي، وقد كانوا مرافقين للشرطتين” .
كاميرات الحراسة
ويوضح أبو علي أن ضابطا مسؤولا في شرطة الاحتلال حضر للمكان ورغب بالاستفسار مني بعد اعتقالي واعتقال زوجتي وابني، فرفضت وطلبت أن يحررّني من القيد أولا قبل التحدث، وهذا ما حصل، فأخبرته بتفاصيل الاعتداء داخل محطة الشرطة، ووجه لنا تهمة الاعتد،اء فقلت له إننا ضحايا اعتداء، فقال: أريد مشاهدة كاميرات الحراسة، وهذا ما حصل، وبعد دقائق عاد وقال: أنا آسف وأنتم طلقاء. يبدو أن الكاميرا وثقت فعلا الاعتداء علينا وباتت فضيحتهم مكشوفة. لم يقلقنا الاعتقال بذاته بقدر ما أننا قلقنا على حماتي وهي سيدة مسنة وأمي وابنة عمي الكفيفة، وقد سبقننا على متن عربة صغيرة ولم يكن يعرفن ما حصل معنا وانقطعنا بالتالي عن بعضنا البعض.
شكوى من أجل فضح جرائمهم
ويوضح الشيخ الدكتور محمد سلامة حسن أنه ريثما يتعافى من الكدمات والضربات التي تعرض لها سيستعد لتقديم الشكوى، لا من باب التعويل على عدالة القضاء الإسرائيلي، بل من باب ملاحقة وفضح المعتدين وجرائمهم.
وتابع”من هنا أرفع التحية لأسود المرابطين في الحرم القدسي الشريف وهم يدافعون عن مسرى الرسول. رأينا الحقد والغل والبطش والعنف هناك، ومن هناك أقول وأدعو كل المسلمين لنصرة الأقصى للرباط والصلاة فيه والتصدي لممارسات الاحتلال الإسرائيلي وظلمه، فنحن حبانا الله بأن نكون في القدس وأكناف بيت المقدس. أدعو لتوحيد الفلسطينيين للوحدة والدفاع عن الأقصى، فهذه هي رسالتنا وهذا هو هدفنا” .
وعن موجة التكافل الواسعة معه من قبل فلسطينيي الداخل قال الشيخ الدكتور أبو علي: “نعم تلقيت الكثير من الاتصالات من قيادات فلسطينيي الداخل وبارك الله فيهم جميعا على الاطمئنان وعلى الرعاية، ومنهم رئيس المشتركة أيمن عودة والنائب أحمد الطيبي. المعركة الآن هي على القدس وهذه هي البوصلة ولا يوجد أي شيء أهم من الحرم القدسي الشريف”.
كيف يفترض أن ينعكس استمرار هذه الاعتداءات على وجود القائمة العربية الموحدة في الائتلاف وأنت قيادي في الحركة الإسلامية؟
“عبرت عن موقفي فيما سبق وما حصل معنا عززّ إصراري بأن هذه الحكومة مجرمة وظالمة كسابقاتها ولاحقاتها، وأقول هذا من باب العقلانية لا من باب العاطفة. الإسرائيليون ما زالوا يرون بنا عدوا وليسوا ناضجين لرؤيتنا مواطنين ومتساوي الحقوق، لم ولن يقبلوا بنا وعلينا كفلسطينيي الداخل أن نمكن مجتمعنا من الثبات وشد الرحال والحفاظ على الثوابت وعلى روايتنا وما يوحدنا، وغير ذلك ليس مهما على الإطلاق بالنسبة لي”.
هذا يعني أنك زدت قناعة أن دخول القائمة العربية الموحدة الائتلاف خطأ سياسي أو أخلاقي؟
“لم يحظ بالدراسة الجادة للنظر في أبعاده خاصة أنهم يضعون العراقيل أمام كل محاولة لتحقيق مكاسب لمجتمعنا، وهذا يؤكد ما قلته إن الحكومة والإسرائيليين يزدادون تطرفا يوما بعد يوم ولا يريدون لنا المساواة والحياة الكريمة أبدا، وهم غير جادين على الإطلاق على عيشنا بكرامة ومساواة “.
ولذلك؟
“لذلك دعوت للخروج من الائتلاف، بل أدعو كافة النواب العرب في الكنيست الإسرائيلي لتسليم المفاتيح ومغادرة الكنيست مرة واحدة والقول للجانب الإسرائيلي: عندما تكونون جاهزين لصنع السلام والتعايش والتفاهم معنا تفضلوا فنحن حسمنا أمرنا، أما أنتم فغير ناضجين وغير راغبين بصنع أي شراكة مع المجتمع العربي الفلسطيني في الداخل” .
ما تقييمك لهذا الاعتداءات على مستقبل الموحدة في الائتلاف بصفتك ابن الحركة الإسلامية وصاحب رؤية سياسية؟
“هذه الحكومة هي الأكثر إجراما وهدما للبيوت العربية والأكثر تطرفا وتنكيلا وشؤما لنا، ويريدون منحنا نزرا يسيرا مقابل تأييد تهويد النقب والضفة وغيره من مشاريع التهويد التي تصب في مصلحة نفتالي بينيت وإيليت شاكيد وزعماء الائتلاف. هذه حكومة ظالمة ومجرمة وينبغي إسقاطها وإعادة النظر بالتمثيل العربي في الكنيست الإسرائيلي فهو لم يرتق للمستوى المطلوب ولا الأداء المطلوب ولم يخدم حقوقنا”.
هل تعتقد أن الموحدة قريبة من اتخاذ قرار بتبني هذا الموقف المأمول من طرفك؟
“أرفع صوتي عاليا وهناك من يؤيدنا ولكن ليس خافيا على أحد فالدكتور منصور عباس ورئاسة الحركة الإسلامية ومن معهما هم يضبطون إيقاع وتوجهات الموحدة، ولا أظن أن حدثا كالذي جرى معنا أمس سيجعل الموحدة ترتعد فرائصها وتسقط الحكومة اليوم. على الإطلاق لا أظن ذلك ولا أعول على ذلك، ومع ذلك أدعوهم للخروج من الائتلاف الإسرائيلي والنظر الى مستقبل مجتمعنا العربي في الداخل الفلسطيني بمعزل عن العمل البرلماني لأن حكومات إسرائيل المتعاقبة غير ناضجة أبدا لاستيعابنا وتطمع أن تستغل وجودنا في الكنيست مطيّة ومتكأ لتقول للعالم:انظروا لدينا أحزاب عربية في الكنيست ولدينا حزب عربي وحركة إسلامية في الائتلاف وكذا وكذا، ومقابل ذلك هم يحققّون إنجازات دعائية أكبر بكثير الكثير مما قد نحققه من خلال النضال البرلماني وهو قليل جدا” .
هذه أسوأ حكومات الاحتلال
يشار أن الشيخ محمد سلامة حسن كان قد دعا قبل شهور القائمة العربية الموحدة للانسحاب من الائتلاف الحاكم وإسقاط الحكومة الإسرائيلية، معتبرا بقاءها فيها خللا أخلاقيا وسياسيا وهذا يعكس خلافات داخل الحركة الإسلامية الشق الجنوبي حول مشاركة “الموحدة” غير المسبوق في حكومة يمين واحتلال وعداء للفلسطينيين على طرفي الخط الأخضر، علما أن رئيسها منصور عباس يرى أن مشاركته تهدف لإحداث اختراق في السياسة الاسرائيلية والتمكن من التأثير فيها وعدم اقتصار الوجود العربي في الكنيست على التمثيل السياسي فحسب بل التأثير أيضا.
ويعلل عباس ذلك بأن الحكومات الإسرائيلية السابقة كانت أسوأ وأن الحكومة البديلة برئاسة نتنياهو غير مختلفة، متجاهلا بذلك أن وجود حزب عربي مؤيد لها يمنحها الشرعية لها ولجرائمها في مثل حالة الائتلاف الآن.
وتتعرض الموحدة لضغوط متزايدة من جهة المجتمع العربي الفلسطيني في إسرائيل كي تغادر الائتلاف وتسقط الحكومة، خاصة في ظل اعتداءاتها على الأقصى.
وسبق أن وصف يحيى السنوار منصور عباس بأبو رغال قبل شهرين تقريبا.
وفي محاولة للتخفيف من هذه الضغوط على الموحدة يعتزم وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد ورئيس الحكومة زيارة الناصرة بعد غد الخميس وبعض مؤسساتها من أجل “تطمين المواطنين العرب” بأن حكومته تعمل جادة من أجلهم أيضا.
أيمن عودة: “الشيخ محمد بمواجهة أكثر الحكومات عدوانًا على القدس والأقصى”
من جانبه، قال رئيس القائمة المشتركة عضو الكنيست أيمن عودة” هذه المرة الاحتلال يعتدي على الشيخ محمد سلامة حسن أبو علي، في باحات المسجد الاقصى المبارك. نحن مع الشيخ محمد بمواجهة أكثر الحكومات عدوانًا على القدس والأقصى. اتصلت وتحدثت الآن مع الشيخ مطمئنًا على صحته. سلامتك يا شيخ محمد سلامة حسن أبو علي”.
الحركة الإسلامية والموحدة: “نستنكر الاعتداء الجبان على الشيخ محمد سلامة وعائلته”
بدورها وصفت الحركة الإسلامية الشق الجنوبي، والقائمة العربية الموحدة المشاركة في ائتلاف بينيت الحاكم ” اعتداء قوات شرطة الاحتلال على أبواب المسجد الأقصى المبارك على فضيلة الشيخ الدكتور محمد سلامة حسن، القيادي في الحركة الإسلامية، وعلى زوجته وابنه، بأنه اعتداء سافل جبان يثبت أن شرطة الاحتلال في المسجد الأقصى المبارك شريكة في الاعتداءات والانتهاكات التي يتعرض لها المسجد الأقصى المبارك والمصلون المسلمون، وأنهم لا يقلّون تطرفا عن الجماعات الاستيطانية المتطرفة التي تقتحم الأقصى يوميا وتنتهك حرمته” .
وأكدت الحركة الإسلامية والموحدة أن “سبب الاعتداء على الشيخ محمد سلامة وعائلته هو لمجرد أنه أعطى ملاحظة لإحدى الشرطيات بعدم التدخين داخل باحات المسجد الأقصى المبارك، وردة فعل الشرطة تدل على المستوى الهابط وعلى العنصرية والتطرف والعدوانية التي يتعامل بها أفراد الشرطة كل يوم مع المصلين المسلمين في الأقصى، مهما حاولت الشرطة تجميل صورتها بأنها تحافظ على حرية العبادة وأمن المصلين.”
وطالب نواب الموحدة وزير الأمن الداخلي بمحاكمة أفراد الشرطة المعتدين وإنزال أقصى العقوبات الرادعة بحقهم.
لو استجابت الشرطية و لم يعتدوا عليكم لما دعوت حزبك طراطير الى الانسحاب تبا لكم حركة اسلامية قال العزة لرائد صلاح و حركته
بتستاهل ……..قال حزبه مشارك بالحكومة والمصيبة انه حزب اسلامي.
اللهم لا شماتة، فك الله أسره و أسرى فلسطين كل فلسطين من جنين و الضفة وعرب 48 غزة العزة، و دحر الله دويلة الباطل إسرائيل المحتلة لأرض فلسطين التي تقتل الفلسطينيين وتهدم منازلهم بغير وجه حق هذي أكثر من سبعين سنة وزيادة ????????????????????????