“الزم بيتك”، الشعار الذي ملأ الشبكات الاجتماعية ووسائل الإعلام في المجتمع العربي في الأيام الأخيرة. وفي إطار هذا الفعل الإعلامي، برزت أشرطة إعلامية بنجومية أطباء، ورؤساء مجالس محلية، وممثلين، ورجال دين بل ولاعبي كرة قدم بارزين في المجتمع العربي، شرحوا أهمية الاستجابة لتعليمات الدولة في مواضيع الإغلاق، والبقاء في العزل، والامتناع عن التجمهر والحفاظ على النظافة الشخصية.
أدت الخطوة الإعلامية إلى تحسين الاستجابة الجماهيرية للتعليمات في موضوع مكافحة كورونا، التي كانت حتى قبل أسبوع مضى جزئية جداً في المجتمع العربي. ومع ذلك، لا يزال هناك مجال للتحسين، من خلال توسيع الجهود من جانب محافل الحكومة والبث عبر وسائل الإعلام الرائدة في المجتمع العربي (مثلاً، بث الأشرطة الناجحة التي انتجتها وزارتا الصحة والدفاع)، وإجراء مقابلات صحافية مع كبار المسؤولية عن إدارة أزمة كورونا في وسائل الإعلام العربية والدفع إلى الأمام بالجهود تجاه الجماهير الذين لا يستطيعون الوصول إلى الشبكة بخاصة وإلى وسائل الإعلام بعامة، أو كانت قدرتهم على الوصول إليها محدودة جداً، وعلى رأسهم بدو النقب.
إن هذه الحملة المنطلقة ضد كورونا، التي تبرز في إطارها مساهمة الجمهور العربي، كما تتجسد في عمل المواطنين العرب في إطار الطواقم الطبية في كل أرجاء البلاد، تعبر عن نضج المجتمع العربي في إسرائيل واندماجه العملي في جزء واضح من أصعدة الفعل في الدولة.
وسيكون من الصواب نسخ هذا النموذج الناجح إلى كفاح التحديات الأخرى التي يقف أمامها المجتمع العربي في إسرائيل، والذي أوقع ضحايا أكثر بكثير من كورونا، وعلى رأسها وباء الجريمة والعنف. في أثناء أزمة كورونا قتل في أحداث جنائية ثلاثة مواطنين عرب. قتل 14 منذ بداية السنة، مقارنة بـ 93 في كل العام 2019 الذي كان الأكثر فتكاً منذ الأزل في هذا السياق. إلى جانب الخطوات اللازمة من جانب الدولة، وعلى رأسها التوسيع الهام لإنفاذ القانون وحفظ النظام في المجتمع العربي وزيادة المقدرات في مجالات الرفاه والشبيبة، نوصي بالدفع إلى الأمام بالإجراءات الإعلامية بنجومية مصممي الرأي العام البارزين في المجتمع العربي، الذين سيهتمون مثلاً بالعنف ضد النساء وفي أوساط أبناء الشبيبة بل وسيشجعون التعاون مع الشرطة والتجند في صفوفها.
في إطار الكفاح ضد فيروس كورونا، أثبت المواطنون العرب وزنهم المركزي في منظومات فعل حرجة في الدولة واندماجهم الناجح فيها. إذا ما تم إشراكهم بالشكل ذاته أيضاً في سلطات حفظ النظام وإنفاذ القانون، كفيل أن يُسجل نجاح أيضاً في الكفاح ضد وباء الجريمة والعنف الذي يعتبره كثيرون في الجمهور العربي التهديد الأخطر اليوم.
بقلم: ميخائيل ميلشتاين
معاريف 23/3/2020