بعد أن علق بـ 58 مقعداً: نتنياهو رئيساً لـ”الرذاذ الاحتفالي”… و”المشتركة” أعضاء في “حكومة غانتس”

حجم الخط
0

كانت هذه لحظة مؤثرة لا تنسى: فالرذاذ الاحتفالي من كل الألوان هبط على رأسي الزوجين نتنياهو اللذين وقفا متعانقين يلوحان بأياديهما نحو الجمهور الغفير الذي تجمع في ليلة الإثنين الثلاثاء كي يحتفل معهما بالنصر في الانتخابات. والآن، بعد ثلاثة الأيام، بالكاد يتبين الرذاذ الاحتفالي هذا كشيك بلا غطاء.

يمكن الافتراض، وهذا ليس تخميناً منفلت العقال، بأن نتنياهو بعد النتائج النهائية لن ينجح في تشكل حكومة برئاسته. فهو عالق مع 58 مقعداً من الكتلة التي سارت معه في الحملتين الانتخابيتين السابقين في نيسان وأيلول، ودون قدرة حقيقية على تفتيت قوائم “أزرق أبيض”، العمل – غيشر – ميرتس أو حتى “إسرائيل بيتنا”. عندما نضيف إلى هذا القائمة المشتركة، نحصل على الفور على سور منيع من كتلة “لا لبيبي” غير القابل على الاقتحام.

في كانون الأول، عندما تحدى جدعون ساعر زعامة رئيس الليكود، كان هذا تحليلاً دقيقاً للواقع السياسي: فقد قال في حينه إن نتنياهو ممنوع من كل صوب محتمل ولن ينجح في تشكيل حكومة حتى بعد حملة الانتخابات الثالثة. لم يكن ساعر محقاً فقط، بل وأبدى شجاعة أيضاً، وهي بضاعة نادرة في أوساط زملائه الوزراء، الذين واصلوا التزلف والثناء على الزعيم الذي هو الآن في المكان الذي توقع خصمه أن يكون فيه.

لقد سبق أن كان شيء ما يفطر القلب في ظهور نتنياهو أول أمس وبزعمه بأن “غانتس يحاول سرقة الانتخابات، ويتصدر خطوة تقوض أساسات الديمقراطية”. يجدر بنا أن نذكر نتنياهو بأن الخطوات التي هو نفسه وقف خلفها في الأشهر الأخيرة استهدفت تقويض منظومات الحكم عندنا، وهي أجدر بكثير بهذه الأوصاف.

وثمة أيضاً رسالة أخرى كررت نفسها بفضل صفحات الرسائل القادمة من بلفور: “الشعب منح حصانة لنتنياهو”. إذن هذا هو، ليس صحيحاً. لاحترام القانون على الشعب لأن يفهم أنه ليس مخولاً بمنح الحصانة، وغير قادر أيضاً على تحصين أحد. فالحصانة والتحصن بيد جهاز القانون، وجهاز الصحة.

وماذا بعد؟ المقاعد الـ 15 لعرب إسرائيل يجب أن تحسب ابتداء من اليوم كعنصر شرعي في تشكيل الائتلاف، وجديرة بقدر لا يقل عن مقاعد كل حزب تنافس للكنيست. حان الوقت للتوقف عن الخوف من شتائم الناطقين بلسان اليمين، ودعوة الـ 15 نائباً من القائمة المشتركة لأن يتولوا مناصب في حكومة برئاسة بيني غانتس. وبالنسبة لنتنياهو، يمكنه أن يبقي أثراً عظيماً لو أنه أعلن عن الخروج في إجازة طويلة حتى تنتهي الاستيضاحات في قضاياه القضائية. بدلاً من هذا، انضم هذا الأسبوع إلى شمعون بيرس في قائمة الأشخاص الذين كانوا رؤساء وزراء للحظة حتى نشرت النتائج الحقيقية.

بقلم: شمعون شيفر

 يديعوت 6/3/2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية