بعد اصابة شارون بجلطة دماغية خطيرة السياسة الاسرائيلية الي اين؟
بعد اصابة شارون بجلطة دماغية خطيرة السياسة الاسرائيلية الي اين؟ القدس ـ اف ب: تواجه الساحة السياسية في اسرائيل والشرق الاوسط مستقبلا غير واضح مع اصابة رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون بجلطة دماغية خطيرة يصارع علي اثرها الموت في مستشفي هداسا بالقدس امس الخميس. وسارع المحللون السياسيون الي وصف ما يحدث بانه نهاية لحقبة شارون واخذوا يعيدون النظر في توقعاتهم للانتخابات الاسرائيلية التي ستجري في اذار/مارس وقد لا تحمل مؤشرات جيدة لحزب كاديما الجديد. كما تثير حالة شارون الصحية الخطيرة المخاوف الشديدة حول مستقبل عملية السلام في الشرق الاوسط مع الفلسطينيين، حيث تعتبر الولايات المتحدة شارون عاملا مهما في انهاء سفك الدماء المستمر منذ خمس سنوات. وقد توقعت كل استطلاعات الرأي منذ انفصال شارون عن حزب الليكود اليميني وتشكيله حزب كاديما في 21 تشرين الثاني/نوفمبر، ان ينتصر الحزب الجديد علي منافسيه ويفوز بنحو ثلث مقاعد الكنيست وعددها 120 في الانتخابات التي ستجري في 28 اذار/مارس. ولم تؤثر الجلطة الطفيفة التي اصيب بها شارون الشهر الماضي وفضائح الفساد التي احاطت به علي وضعه، علما ان شعبيته تفوقت علي شعبية قادة الاحزاب الاخري باعتباره افضل زعيم لقيادة البلاد. ولكن عقب اصابته بجلطة ثانية بعد اسابيع من اصابته بالاولي، اصبح من غير المرجح ان يحقق شارون حلمه بالفوز للمرة الثالثة علي التوالي في الانتخابات العامة وتولي السلطة في البلاد لفترة كاملة تمتد حتي بلوغه الـ82 من العمر. وحتي قبل دخوله المستشفي في المرة الثانية، قال المعلقون ان حزب كاديما يعتمد علي شخصية الرجل الواحد ويفتقر الي الديمقراطية والمؤسساتية اللتين يتمتع بهما حزبا الليكود والعمل. وعادة ما يتم وضع سياسات حزبي الليكود والعمل في اجتماعات لجان كبار الحزب او في مؤتمرات تعرف بطبيعتها العاصفة. اما حزب كاديما فقد حصر شارون اجندته بالتصريحات التي تشير الي التزامه خارطة الطريق التي تحظي بموافقة المجتمع الدولي. وبدلا من ذلك ناشد شارون الاسرائيليين وضع ثقتهم فيه سواء في سعيه لتحقيق السلام مع الفلسطينيين او ضمان امنهم. وحتي الان وجدت دعوة شارون قبولا لدي الناخبين الاسرائيليين. ولكن رغم انه تمكن من استقطاب عدد من كبار السياسيين الي حزب كاديما، مثل وزير المالية ايهود اولمرت ووزير العدل تزيبي ليفني، الا ان ايا من هؤلاء لا يحظي بشعبية شارون. واعرب دينيس روس، المبعوث الامريكي الخاص للرئيس الامريكي السابق بيل كلينتون في الشرق الاوسط، عن مخاوفه من ان تفتقر اسرائيل الي الخلف المناسب لشارون في الوقت الذي يختار فيه الفلسطينيون حكومة جديدة في الانتخابات التي ستجري هذا الشهر وسط حال من الفلتان الامني في الاراضي الفلسطينية. وقال في تصريح لشبكة سي ان ان الاخبارية ثمة حال من عدم اليقين في اسرائيل توازيها حال من زيادة الفوضي بين الفلسطينيين .واضاف اعتبر خروج شخص كان قوة محركة حقيقية لاي تغيير (…) امرا يدعو الي الانزعاج الشديد .وذكر الوف بن الكاتب في صحيفة هآرتس ان حزب كاديما يواجه مستقبلا غير مؤكد دون شارون. وقال ان حزب كاديما ليس لديه اي مؤسسات او هيكل تنظيمي ولا يعرف بالضبط كيف سيتم اختيار بديل من شارون . واضاف ان السباق علي منصب رئيس الوزراء الذي بدا حتي يوم الاربعاء حكرا علي شارون، اصبح مفتوحا امام الجميع الان .ويعتبر اولمرت، الذي يتولي السلطة اثناء مرض شارون، البديل الافضل منه لزعامة كاديما. وفي حال توليه زعامة الحزب فعلي اولمرت ان يواجه بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء السابق وزعيم حزب الليكود الحالي والخصم اللدود لشارون الذي يكن مشاعر اكثر عدائية تجاه اولمرت. واظهرت استطلاعات الرأي قبل دخول شارون المستشفي ان نتنياهو سيواجه صعوبة في الفوز بأكثر من نحو 15 مقعدا في الكنيست، بينما اشارت الي ان زعيم حزب العمل عمير بيريتس سيفوز بعدد اكبر ولكن ليس الي حد كبير.وكتب اتيلا سومفالفي في صحيفة يديعوت احرونوت ان حزب كاديما هو الحزب الرئيسي في البلاد الا انه اضاف ان اي شخص سيخلف شارون عليه ان يطلب من الناخبين اكثر من مجرد الثقة به. واضاف اذا كان المواطنون الاسرائيليون قد وضعوا حتي الان ثقتهم بارييل شارون، فكل شيء سيتغير الان .واوضح ان ضغط الهجمات الارهابية وصواريخ القسام والوضع الامني المعقد سيبدو مختلفا تماما مع اختلاف الاشخاص الذين سيتزعمون الحكومة وحزب كاديما .