أنطاكيا ـ «القدس العربي»: تشي التصريحات والاتهامات المتبادلة بين تركيا واليونان بعودة التوتر بين البلدين، وذلك على الرغم من بوادر التهدئة ومحاولات تنشيط الحوار المتبادل، التي تتوجت بلقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، على هامش قمة «الناتو» الأخيرة.
وفي أحدث التطورات المُسجلة، رفضت تركيا الاتهامات اليونانية لها بالتصرف ضد القانون الدولي، والتسبب بزعزعة استقرار المنطقة بأكملها، الأمر الذي رفضته أنقرة، ودعت على لسان وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، اليونان إلى تجنب التصريحات الاستفزازية، وإلى الامتثال للاتفاقيات التي وقعت عليها.
وكان وزير الدفاع اليوناني نيكولاس باناغيو توبولوس، قد اتهم تركيا بمخالفة القانون الدولي وتهديد استقرار المنطقة، وحذر من محاولات تركيا إيجاد وجود عسكري دائم في كثير من دول المنطقة.
وفي رده على ذلك، اعتبر أكار أن تصريحات نظيره اليوناني لا تتوافق مع المحادثات البناءة التي جرت بين الرئيس رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء اليوناني كرياكوس ميتشوتاكيس مؤخرا، ولا مع الجهود الرامية لتخفيف التوتر خلال فترة الصيف.
وقال الوزير التركي: «أدعو نظيري الموقر إلى التفكير والتحدث بطريقة معقولة ومنطقية وعادلة وفي إطار المعاهدات بين بلدينا والقانون الدولي وعلاقات حسن الجوار، وبعيداً عن الأنانية والعاطفة».
وأضاف أكار أن تركيا دولة مهمة وتسهم في إحلال السلام والاستقرار في منطقة جغرافية مثل الشرق الأوسط، مؤكداً أن بلاده تتخذ من القانون الدولي والحوار وحسن الجوار أساسا لحل المشاكل، وأردف أن اليونان التي تتهم تركيا في كل فرصة بأنها دولة لا تحترم القانون الدولي تواصل موقفها الاستفزازي وغير القانوني والمتصلّب رغم كل الجهود الإيجابية والبناءة التي تبذلها تركيا.
وحسب مصادر تركية، يأتي التوتر الجديد، قبيل زيارة مرتقبة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الشمال القبرصي.
واتهم الكاتب والمحلل السياسي التركي، يوسف كاتب أوغلو، في حديث خاص لـ«القدس العربي» اليونان بتعمد إثارة التوتر من جديد، من خلال إثارة اتهامات وصفها بـ«الباطلة».
وقال أن تركيا لا تتعدى على القانون الدولي، وتسعى عبر الحوار إلى عقد تفاهمات مشتركة مع اليونان، متعلقة بترسيم الحدود البحرية شرقي المتوسط، لكنها في الوقت ذاته لا تسمح بفرض سياسات الأمر الواقع الأحادية من الجانب اليوناني.
وأضاف كاتب أوغلو، أن اليونان عقدت مؤتمرات للدول المطلة على البحر المتوسط دون أن توجه الدعوة لتركيا، وهذا ما نعتبره تحركاً أحاديا، ونرفضه رفضاً قاطعاً، وقال: «اليونان تستقوي بدول جوروبية، مقابل تركيا التي تدعو إلى حوار مشترك».
وشدد المحلل التركي،على أن بلاده لن تتنازل عما يسمى بـ«الوطن الأزرق» لافتاً إلى أن تركيا التي تمتلك أطول شواطئ على البحر المتوسط، لن تتنازل عن حقها في التنقيب عن النفط في البحر المتوسط، وقال: «تركيا قد تلجأ إلى كل الأساليب لضمان حقوقها، وحتى الأساليب العسكرية منها».
وقال كاتب أوغلو: «انتهى زمن الغطرسة الغربية، واليونان لن تستطيع اغتصاب حق تركيا وقبرص في الحوض الشرقي للمتوسط، وعلى اليونان العودة للحوار، لأنه السبيل الوحيد للحل».
في المقابل، تتهم مصادر يونانية، تركيا بإثارة التوتر من خلال التأكيد على مواصلة عمليات التنقيب عن النفط في شرق المتوسط، واستعراض القوة في حوض المتوسط، بعد التقارب الأخير بين أنقرة وواشنطن، والصفقات التي تم التوصيل إليها في ملف أفغانستان.
وكانت اليونان وتركيا قد أعلنتا في وقت سابق، عن بدء المحادثات الاستكشافية التي من شأنها أن تسمح بوضع أساس للمفاوضات حول مشكلة ترسيم الحدود البحرية بين البلدين.