بعد تدخل لاعبين جدد.. الأزمة بين المغرب وإسبانيا تتخذ طابع مواجهة الشرق والغرب

حسين مجدوبي
حجم الخط
95

لندن- “القدس العربي”: هل بدأت الأزمة بين المغرب وإسبانيا تتحول في صمت إلى مواجهة بين الشرق والغرب؟ هذا ما يمكن ملاحظته من خلال التطورات بدخول لاعبين جدد في النزاع من برلمان أوروبي وإفريقي وعربي ومنظمة التعاون الإسلامي.

واندلعت الأزمة على خلفية نزاع الصحراء المتمثل في موقف إسبانيا بمعارضة موقف واشنطن المعترف بسيادة المغرب على الصحراء، ثم تساهل الرباط في مراقبة حدودها ودخول أكثر من عشرة آلاف مغربي منهم قاصرون إلى سبتة المحتلة يومي 17 و18 مايو الماضي. وتفاقمت الأزمة الثنائية بين البلدين خاصة بعد قرار الرباط سحب سفيرتها من مدريد ثم تنبيه إسبانيا للمغرب بعدم “ابتزاز المغرب من خلال هجرة القاصرين في سبتة“، وفجأة أخذت بعدا متعدد الأطراف من خلال تدخل برلمانات إقليمية.

ويؤكد المغرب عدم انتهاء الأزمة الحالية بصدور القرار الأوروبي أو التوضيحات التي يعتبرها “غير مقنعة” الصادرة عن حكومة مدريد حتى الآن، وبدورها لا تعتبر مدريد النزاع منتهيا بل بداية أزمة طويلة مختلفة عن باقي الأزمات، ولهذا لم ترغب في اللجوء إلى وساطة ملك إسبانيا فيليبي السادس إدراكا منها بالفشل المرتقب.

ويجمع المراقبون على صعوبة الوفاق بين الطرفين بسبب تعارض المطالب. إذ يصر المغرب على ضرورة توقف إسبانيا عن عرقلة أي مبادرة أوروبية مستقبلا ترمي إلى الاعتراف ولو النسبي بسيادة المغرب على الصحراء مثل الترحيب الواضح بالحكم الذاتي حلا معتمدا. وكانت مدريد، رفقة برلين، سباقة إلى الاعتراض على الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على الصحراء. ومن جانبها، تشدد إسبانيا على عدم تلبية طلب المغرب، وأعلن المسؤولون الإسبان تشبثهم بمساعي الأمم المتحدة وأن “هذا الموقف ليس موقف حكومة أو حزب بل موقف الدولة الإسبانية”.

ولم يسبق لأي أزمة مغربية-إسبانية أن اتخذت شكلا دوليا يصل إلى شرخ غير مرئي الآن بين الطرفين. في هذا الصدد، كان البرلمان الأوروبي سباقا إلى انتقاد المغرب في قرار له يوم الخميس الماضي، حيث شدد على رفض “استخدام القاصرين” في الضغط السياسي، واعتبار سبتة حدودا للاتحاد الأوروبي ثم تأكيد موقفه الداعم للأمم المتحدة في نزاع الصحراء.

وجاء الرد لاحقا من طرف البرلمان العربي الذي أصدر بيانا في أفق عقد اجتماع طارئ يوم 26 من الشهر الجاري، وانتقد تدخل البرلمان الأوروبي في الملف الثنائي بين المغرب وإسبانيا. وانضاف البرلمان الإفريقي لاحقا إلى رفض القرار الأوروبي، منبها إلى ضرورة التزام البرلمان الأوروبي الحياد في نزاع ثنائي. ثم أصدرت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي بيانا تطالب فيه الاتحاد الأوروبي بدور إيجابي وليس الانحياز.

وهذه أول مرة تقع مواجهة بين تكتلات إقليمية كبيرة، فمن جهة إسبانيا المسنودة بقوة من طرف البرلمان الأوروبي، ومن جهة أخرى المغرب الذي حصل على السند والدعم من طرف البرلمان الإفريقي ثم العربي ثم منظمة التعاون الإسلامي. ولم تحصل مثل هذه المواجهة في الماضي بعدما وقعت مواجهات بين دول مع الاتحاد الأوروبي مثل حالة ليبيا أو حالة تركيا خلال السنوات الأخيرة.

وبدأت هذه الأزمة تتفاقم وتأخذ أبعادا كبيرة بسبب الاهتمام السياسي والإعلامي بها، وأضحت بسبب تدخل أطراف متعددة توحي بأنها نسخة جديدة من المواجهة بين “الشرق والغرب” بسبب العناصر الدينية والثقافية المكونة لكل طرف، وكذلك بسبب عناصر مرتبطة بالماضي مثل تصفية الاستعمار في سبتة ومليلية. وقد تكون هذه الأزمة مقدمة بشأن مستقبل الأزمات المقبلة، إذ قد تتحول أزمة ثنائية بين البلدين من ثقافتين وحضارتين مختلفتين إلى أزمة شاملة، حيث سيستدعي كل طرف الهيئات الإقليمية التي ينتمي إليها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول وجدي:

    سبتة ومليلية مدينتان مغربيتان، ولولا مشكل الصحراء المغرببة، لحررناهما في ساعات بمسيرة سلمية نحوهما ولطردنا إسبانيا الجبانة، ونحن نعرفهم جيدا، ولكن مع الأسف الشديد المشكل المفتعل من قبل عسكريين جبناء خبثاء امتصوا دم الجزائر ويحاولون تصدير مشاكلهم نحونا آخر تحرير المدينتين، ولانريد توزيع قوتنا على جبهتين، سيأتي اليوم لرد العدوان علينا من قبل الجبناء، ونضيف إليهم النظام السوري الخبيث الذي دمر سوريا والمغرب به رقم معتبر من اللاجئين السوريين. الأنظمة العسكرية الفاشية في البلدين فتحت على أبوابها نار جهنم لمساندتهما الإسبان ضدنا.

    1. يقول حسن غلاب:

      أخي وجدي الله يعطيك الصحة. لقد قمت بخلاصة جامعة مانعة. لك الشكر.

  2. يقول Ali:

    شكرا السي مجدوبي.عساكم أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم. إسبانيا الغبية ،بعد أن ورطها غباؤها في ما أصبح يعرف اليوم بقضية بن بطوش، ها هي اليوم في ورطة مع نفسها و مع الاتحاد الأوروبي بعد أن نقلت أزمتها مع المغرب إلى البرلمان الأوروبي ظانة أن هذا الأخير سيعاقب المغرب. و كانت النتيجة صفعة لم تكن في حساب الحكومة الإسبانية. و خرج المغرب منتصرا بمساندة الاتحاد الأفريقي و البرلمان العربي.

  3. يقول سمير:

    كان على البرلمان العربي والبرلمان الافريقي ومنظمة التعاون الاسلامي اعتبار في بلاغهما سبتة ومليلية مدينتين مغربيتن محتلتين من الاسبان وان حدود اوربا خارج القارة الافريقية عكس ما يقره البرلمان الاوروبي.اسبانيا ورطت نفسها في مشاكل هي في غنى عنها والمغرب قادر على احراجها ولجمها.اسبانيا ليست بالقوة التي يراها بها البعض بل هي دولة لا تساوي شيئا خارج الاتحاد الاوروبي وبدون اموال العرب المهربة اليها مع الاسف

    1. يقول Houcine:

      على المغرب المطالبة بسبتة و مليلة و الخروج من الاراضي المحتلة في الجمهورية العربية الصحراوية المحتلة و الكف عن سياسته التوسعية في المنطقة

    2. يقول الاسد الاطلسي:

      ما اقتطعته فرنسا من دول الجوار لصالح النظام التابع لها سيعود لأصحابه والامبراطورية المغربية ستعود عما قريب

  4. يقول Smaili:

    التقارب الكبير بين المغرب و توركيا ساهم في إستيقاظ كل من المؤتمر الإسلامي و الإتحاد الإفريقي من الغيبوبة التي كانا فيها ليقرروا مصيرهم دون إملاءات غربية.

  5. يقول عبد الله مولود:

    تجدر الإشارة إلى بعض العناصر التي لم يذكرها صاحب المقال :
    -اسبانيا استقبلت سرا زعيم ما يسمى بالبوليساريو و بهوية مزورة،وهذا فيه خذلان لحسن الجوار بين المغرب وإسبانيا، فلماذا لم يقف المغرب إلى جانب الانفصاليين الكطلانيين؟، عكس ذلك فإبّان الانتخابات الانفصالية في اسبانيا أعلن المغرب بوضوح وقوفه إلى جانب أسبانيا الموحّدة وضد الإنفصال، ولذلك على الإسبان أن يردّوا بالمثل.
    -المغرب لم يتهاون في حماية حدوده، و الحدّ من الهجرة السرية،فاسبانيا كانت معنادة على الاتكال على حرس الحدود المغربي ليحميها من المهاجرين السريين.
    -اسبانيا يجب أن تكون واضحة مع المغرب: مع أم ضد، أبيض أم أسود، لم تعد هناك منطقة رمادية، خصوصا في ما يخص الوحدة الترابية للمغرب.
    -الاتحاد الأوروبي ليست له صلاحية مناقشة قضية”هجرة القاصرين” التي هي من اختصاص الأمم المتحدة.
    -أوروبا تعتمد منطق الأستاذ والتلميذ في تعاملها مع المغرب، وهذا لم يعد مقبولا.

  6. يقول سادن النور الأقدس: أبو تاج الحكمة الأول/ فرنسا:

    بسم الله الرحمن الرحيم
    في 26/01/2020
    أبو تاج الحكمة الأول يمنح ال 12 جنديا مغربيا الذين كانوا على ارضهم في جزيره ليلى :
    وسام الهلال

    نالوا هلال المجد فوق الأدهر
    وكذاك مجد الشمس حتى المشتري

    (صوت الوفاء) وشعلة النور الذي
    هو ماانطفى أبدا :لقلب المبصر!

    بوركتموا أبدا لرفعة موطني
    لكرامة تشدو بموج الأبحر
    تم ارسال الوسام المتضمن الأبيات الشعرية مع ورود بالبريد المسجل لسفارة المغرب الشقيق وطلبت إبلاغ الجنود او ذويهم بهذا التكريم
    سادن النور الاقدس
    ابو تاج الحكمة الأول
    باريس /ركن البركة

    1. يقول أسامة حميد-المغرب:

      شكراً الأستاذ العزيز سادن النور الأقدس: أبو تاج الحكمة الأول على مشاعرك النبيلة ومتمنياتنا لك بدوام الصحة والسعادة راجين من الله تبارك وتعالى ان يجمعك بأهلك ويُقر عينك بهم عما قريب.

    2. يقول سادن النور الأقدس: أبو تاج الحكمة الأول/ ركن البركة-فرنسا:

      شكرا لكم على محبتكم و على دعائكم الطيب وانا فرحت بوفائكم وبرسالتكم كثيرا حياكم الله الى اللقاء ان شاء الله
      [email protected]

  7. يقول المالكي:

    والجزائر أين موقعها وهي سبب هاته الأزمة
    لا شرق ولا غرب…

  8. يقول محمد:

    اوروبا اليوم يقودها المتهورون وستتفكك بهاته المواقف..اوروبا حدودها البرية هي اسبانيا وشبه الجزيرة الايبيرية ..أطماعها الاستعمارية وحنينها للماضي سيدمرها…اعتقد ان المغرب سيستغل علاقاته المتميزة مع امريكا وأفريقيا وسيعيد النظر في اتفاقية التبادل الحر مع الاتحاد الاوروبي ليعوضها بشراكة اقتصادية مع الصين اللاعب القوي الجديد في الاقتصاد العالمي ..وكذلك روسيا واتفاقية التبادل الحر المجمدة مع كندا ..الايام بيننا

  9. يقول الموساوي أحمد:

    ” وظلم ذوي القربى أشد مضاضة على المرء من وقع السيف المهند”، والمقصود هنا جنرالات الجزائر الذين ساندوا إسبانيا ضد بلد جار وهو المغرب الذي يشتركون معه في وحدة الدين والثقافة والتاريخ والجغرافيا والهوية…
    فتحية تقدير للبرلمان العربي والإفريقي ومنظمة التعاون الاسلامي لتضامنهم مع المملكة ضد منطق الاتحاد الاوروبي الاستعماري البغيض وشرعنته لاحتلال مدينتي سبتة ومليلية المغتصبتين.
    نحن على يقين أن الشعب الجزائري الأصيل يتعاطف ويتضامن مع المغرب في مواجهة سياسة التعالي والغطرسة والهيمنة والنظرة الدونية لدول الجنوب التي لا زالت تعشعش في الجماجم المريضة للكثير من القادة الأوروبيين مدعومين من دمى جنرالات جيش الجزائري وغيرهم من خريجي معاهد الدول الاستعمارية الاوروبية.

  10. يقول الموساوي أحمد:

    وظلم ذوي القربى أشد مضاضة على المرء من وقع السيف المهند”، والمقصود هنا جنرالات الجزائر الذين ساندوا إسبانيا ضد بلد جار وهو المغرب رغم القواسم المشتركة بين البلدين من وحدة الدين والثقافة والتاريخ والجغرافيا والهوية… فتحية تقدير للبرلمان العربي والإفريقي ومنظمة التعاون الاسلامي لتضامنهم مع المملكة ضد منطق الاتحاد الاوروبي الاستعماري البغيض وشرعنته لاحتلال مدينتي سبتة ومليلية المغتصبتين. نحن على يقين أن الشعب الجزائري الأصيل يتعاطف ويتضامن مع المغرب في مواجهة سياسة التعالي والغطرسة والهيمنة والنظرة الدونية لدول الجنوب التي لا زالت تعشعش في الجماجم المريضة للكثير من القادة الأوروبيين مدعومين من دمى جنرالات الجيش الجزائري وغيرهم من خريجي معاهد الدول الاستعمارية الاوروبية.

1 2 3 4 5 8

إشترك في قائمتنا البريدية