صرح المفتش العام للشرطة كوبي شبتاي، أمس، بأنه لا يوجد تغيير في سياسة الشرطة إزاء المظاهرات ضد الانقلاب النظامي، لكن الواقع روى قصة أخرى تماماً: كانت الشرطة عنيفة أكثر، منذ مرحلة مبكرة جداً، تم استخدام سيارات المياه العادة ضد المحتجين، وأوقفت العشرات وبعامة استخدمت قوة كبيرة جداً قبل الأوان.
“ثمة استخدام للقوة في مواجهات من هذا النوع، حين لا يسمع الناس تعليمات الشرطة ولا يفتحون المحور رغم النداءات المتكررة. وعندما يحدث استخدام للقوة ثمة مصابون”، قال شبتاي عندما سئل عن المتظاهرين الذين أصيبوا في الاحتجاج. بكلمات أخرى، “هكذا هو”. لكن لا سبب يجعل الشرطة تتصرف هكذا مع محتجين غير عنيفين، بل اعترف شبتاي نفسه هذا الأسبوع في جلسة الحكومة بأن الاحتجاج بعامة ليس عنيفاً.
لكن “هكذا هو” عندما يجمع رئيس الوزراء نتنياهو وشركاؤه في الحكومة الإجرامية للبحث في تصدي جهاز إنفاذ القانون للاحتجاج ويعقدون خازوقاً (بما في ذلك التهديدات بالتنحية – للمفتش العام للشرطة، وللمستشارة القانونية للحكومة غالي بهرب ميارا، وللنائب العام للدولة عميت إيسمان. كم لائحة اتهام رفعت ضد المتظاهرين؟ سأل بن غفير. كم شخصاً خضع للتحقيق للاشتباه بتنظيم أعمال الشغب؟ تساءل يريف لفين. أما “الاستنتاج” فوفره بن غفير: “ببساطة، عار. لا يوجد إنفاذ”.
وثمة عنف تم توجيهه أمس ضد الصحافيين أيضاً؛ فقد ألقى أفراد شرطة حرس الحدود في حيفا بمصور “هآرتس” رامي شالوش على الأرض وأوقفوه، واعتقل مصور “يديعوت أحرونوت” غيل نحشوتان وقيد في حيفا. عندما يكون الهدف تصفية الديمقراطية، فمن الطبيعي رؤية “كلاب حراستها” أهدافاً مناسبة للاعتداء.
نربط مشاهد أمس بأقوال اللواء عامي إيشد الذي اعتزل الشرطة بعد أن أحيل بأمر من بن غفير عن منصب قائد لواء تل أبيب: “أدفع ثمناً… لأني لم أستطع استيفاء توقعات المستوى الإداري… كان بوسعي بسهولة أن أفي بهذه التوقعات فأستخدم قوة غير معقولة، وأملأ قسم الطوارئ في “إيخلوف” في نهاية كل مظاهرة في تل أبيب. وكان بوسعنا أن نخلي “أيالون” في دقائق قليلة بثمن رهيب من تحطيم رؤوس وسحق النظام، بثمن تفجير الثقة التي بين الشرطة ومواطني الدولة”.
بروح الوزير بن غفير المسؤول عن الشرطة، بدأت الشرطة تتسلل إلى المستويات دونه أيضاً، وليست سوى مسألة وقت حتى يجد الناس المستعدون لـ “دفع الثمن” ولم يوافق ايشد على دفعه – حتى يملأوا كل مستشفيات البلاد بالمواطنين القلقين على مصير دولتهم. يدا بنيامين نتنياهو هما اللتان ستسفكان هذا الدم. دم المتظاهرين أولئك على يديه.
أسرة التحرير
هآرتس 12/7/2023