بعد خلاصه من قائمة الإرهاب.. هل التطبيع خطوة تالية للسودان؟

حجم الخط
3

الخرطوم – عادل عبد الرحيم: بحفاوة كبيرة استقبلت الخرطوم وعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برفع اسم السودان من قائمة “الدول الراعية للإرهاب”، بعد 27 عاما ظلت حبيسة لهذه القائمة السوداء.

ومساء الإثنين، غرد ترامب بـ”أخبار عظيمة” عبر “تويتر”، قال فيها إن “حكومة السودان الجديدة التي تحرز تقدما عظيما، وافقت على دفع 335 مليون دولار لضحايا الإرهاب الأمريكيين وعائلاتهم”.

وأضاف: “عندما يُودع المبلغ، سأرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب”، الذي أدرجته الولايات المتحدة عام 1993، على خلفية استضافته آنذاك الزعيم الراحل لتنظيم “القاعدة”، أسامة بن لادن.

وعقب تصريح ترامب، خاطب رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك الشعب في كلمة بثها التلفزيون الرسمي، معددا “الفوائد” التي تجنيها البلاد إثر ذلك.

وأوضح حمدوك أن السودان سيعود إلى المجتمع الدولي بعد عزلة استمرت أكثر من 27 عاما، وكذلك اقتصاد السودان، إضافة إلى معالجة ديونه البالغة 60 مليار دولار، واستقبال المنح والدعم المالي بعد أن كان ذلك ممنوعا.

حمدوك أشار أيضا إلى مسألة التكنولوجيا وبناء المؤسسات الوطنية، وخطوط الطيران السودانية والبحرية وسكك الحديد التي دمرت بفعل الحصار الأمريكي.

وكان السودان قبل تصريح ترامب قد نفذ شروطا كثيرة في هذا الإطار، منها السماح للمنظمات الدولية بتقديم المساعدات في مناطق سيطرة الحركات المسلحة في ولايات جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور.

كما أظهر تحسنا في ملف حقوق الإنسان والحريات الدينية، وإجراء تعديلات على القوانين السودانية حتى تتواءم مع القوانين الدولية، وكذلك تحقيق السلام الشامل في البلاد.

وتسديد السودان مبلغ 335 مليون دولار لضحايا “المدمرة كول” وسفارتي نيروبي ودار السلام، كان آخر خطوة في ملفات المفاوضات بين واشنطن والخرطوم.

وهذه التسوية جزء من مطالبات أسر ضحايا تفجيرات سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا، عام 1998، والبارجة الأمريكية “يو أس كول” قرب شواطئ اليمن عام 2000.

خطوة للتطبيع

وفي سياق آخر، يرى محللون أن إقدام واشنطن على الخطوة جاء على خلفية استعداد السودان المضي في ملف التطبيع مع إسرائيل، وذلك بالسير في درب أبوظبي والمنامة اللتين وقعتا اتفاقا مع تل أبيب.

ويعتبرون أن التعويضات ما هي إلا بداية لحزمة قادمة تلي رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب، تتمثل في التطبيع، وتقديم مساعدات اقتصادية للخرطوم.

وتقول تقارير إعلامية متداولة، لا سيما من إسرائيل، إن “التطبيع مع الخرطوم اقترب”، قياسا بجملة التغيرات والتصريحات التي يعلن عنها بين فينة وأخرى.

وهذا التسارع في الربط بين إسرائيل والسودان، زاد منذ فبراير/شباط الماضي، عقب حديث عن لقاء رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في عنتيبي الأوغندية.

وكتب المحلل السياسي السوداني المعروف عبدالله رزق، عبر صفحته على فيسبوك، أن “الصفقة قد تشمل الشروع في خطوات لإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل لم تكتمل تفاصيلها بعد”.

لكن هذا يقابله موقف مجلس الوزراء، وقوى إعلان الحرية والتغيير (الائتلاف الحاكم)، الذي يؤكد أنه “لا علاقة برفع اسم السودان من قائمة الإرهاب بالتطبيع”.

والإثنين، قال القيادي في “الحرية والتغيير” إبراهيم الشيخ، خلال مؤتمر صحفي، إنه “في فترة ماضية، تم ربط رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب، مع قضية التطبيع مع إسرائيل”.

واستدرك: “لكن بعد حوار طويل مع الإدارة الأمريكية تم فك الارتباط (..) لأن التطبيع شأن مختلف وليس له علاقة بوجود السودان في القائمة”.

وتتزامن التطورات مع توقع مسؤولين إسرائيليين أن يعلن ترامب “خلال أيام”، عن تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسودان، بحسب هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، التي لم تكشف عن هوية هؤلاء المسؤولين.

وفي 23 سبتمبر/أيلول الماضي، قال رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان إن مباحثات أجراها مع مسؤولين أمريكيين، في الإمارات حينها، تناولت قضايا، بينها “السلام العربي مع إسرائيل”.

وذكرت تقارير إعلامية إسرائيلية وأمريكية آنذاك، أن الخرطوم وافقت على تطبيع علاقاتها مع تل أبيب، في حال تم شطب اسم السودان من قائمة “الإرهاب”، وحصوله على مساعدات أمريكية بمليارات الدولارات.

مكاسب ترامب

ويرى محللون آخرون أن تغريدة ترامب بشأن رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب “لا علاقة لها بإسرائيل أو السودان بقدر ما هي تعبر عن مكسب سياسي له في حملته الانتخابية ضد منافسه (الديموقراطي) جو بايدن”.

ويدلل هؤلاء على قولهم بتغريدة وجهها للأمريكان وختمها بقوله: “في نهاية الأمر، ستحقق العدالة للشعب الأمريكي، وخطوة جيدة للسودان”.

وهذا بمثابة إشارة واضحة لأن ترامب يقصد الناخب الأمريكي ويبحث عن مصلحته في الوقت الحالي وهو مقدم على انتخابات، بمعنى أنه جلب للأمريكان أموال تعويضات من السودان.

وأتت تغريدة ترامب في وقت يستمر فيه السباق الانتخابي بين ترامب وبايدن، في الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي ستجرى في 3 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.

وبدأت في السودان فترة انتقالية في أغسطس/آب 2019، عقب الإطاحة بالرئيس عمر البشير في احتجاجات شعبية في أبريل نيسان 2019.

ويشهد السودان حرب في إقليم دارفور منذ 2003 وقتالا بين القوات الحكومة والحركة الشعبية في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان منذ 2011. (الأناضول)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول سامي _ الجزائر:

    حتى لا تكون إرهابيا لابد أن تصادق إسرائيل.. أي بمعنى أنك إرهابيا إن كنت لا تقيم علاقة معها..

  2. يقول خالد:

    لقد تم إقناع السودان من قبل الامارات بأن لا مفر من العزلة الا بالتطبيع مع إسرائيل وتم دفع التعويضات عن طريق الامارات والسعوديه مقابل رفع اسم الإرهاب عنها في مقابل قيام علاقات مع إسرائيل وشطب بعض الديون المترتبة عليها وسوف نرى خلال اسبوعين حفله في البيت الأبيض بين السودان وإسرائيل.

    1. يقول زول سوداني:

      ..لم تدفع لا الامارات ولا السعودية ولا دوله عربيه واحده قرشا واحدا نيابه عن السودان بل ترك السودانيون يواجهون الحصار الأمريكي الاقتصادي وحدهم طيله عشرين عاما ولم تقف معه دوله عربيه واحده بل دفع المبلغ من موارده الذاتيه وعلى حساب اقتصاده المنهار وزاد التضخم والاسعار بسبب ذلك ولم يكن ذلك مقابل التطبيع مع إسرائيل وموقف الحكومة السودانيه واضح .يقال الصديق وقت الضيق.

إشترك في قائمتنا البريدية