بعد سؤال “الأردن ومنع الطائرة”: الإمارات تدخل عصر بايدن.. ونتنياهو: سأطلب الرئاسة ولو في “كسرى”

حجم الخط
1

يريد نتنياهو أن يوقف حملة الانتخابات هذه على صورتي نصر: التطعيمات والسلام. لا حاجة لأن نضرب أمثلة عن التطعيمات ، فكل منا صور نفسه مع كتف مكشوفة. أما ثمار السلام فلم يتح بعد للجميع الاستمتاع بها بشكل شخصي. ولهذا أصر مراراً على زيارة رسمية أولى إلى الإمارات. لعله اعتقد أن نوع الضغط الذي نجح مع مدير عام فايزر سينجح الآن مع ولي العهد محمد بن زايد.

قد يقيم نتنياهو في نهاية الأمر الحكومة الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل. ولكن يدير حملة أكثر مركزية من أي وقت مضى والتي من رسائلها السلام مع الدول العربية والمساواة للمواطنين العرب. وضمن الأماكن التي وصل إليها أمس كانت البلدة الدرزية كسرى في الجليل الأعلى. وبينما كلمات الحب والمساواة والوحدة في جملة لغات مزح تثبت خلفه قائلاً: “عندما تبعثون لي بالكنافة، أراه فعلاً تخريبياً”. مزحة الحمية المحببة في أجواء دافئة في ليل الفصح. بينما تلوح على الشاشة من خلفه، ولسبب ما، الكلمة الفرنسية Amour، تحدث باستطالة عن التطعيمات، ولكن اتفاقات السلام مع الدول العربية التي يتوقف عندها طويلاً بشكل عام أمام الناخبين العرب لم يذكرها إلا بجملة خاطفة. ادعى البعض بأنهم الإمارات غاضبة، ولكن يبدو أنه كان غاضباً أكثر.

توضح أبوظبي بأنها حاولت التملص بلباقة مراراً قبل أن تبعث وزير الخارجية السابق ليغرد بأن “الإمارات لن تكون بأي حال جزءاً من حملة انتخابات في إسرائيل“. وعلى حد قولها، ليس لديها أي شيء شخصي ضد نتنياهو. فبعد كل شيء، هو الشريك التاريخي، وكفيل بأن يكون المستقبلي. ولكن عليه أن يفهم بأن ما يعتبر منطقياً في عصر ترامب بات ملائماً أقل في عصر بايدن، وأنها لا تتطوع للمشاركة في دعاية الانتخابات مجاناً، وينبغي أن يخرج لك شي من هذا مرغوب فيه مع الأمريكيين. وفي هذه اللحظة لا يخرج لبن زايد شيء من هذا، والعكس هو الصحيح.

تبدي إدارة بايدن حتى الآن نضجاً وتحرص، بخلاف سابقتها، على ألّا تتدخل في حملة الانتخابات الإسرائيلية. ما من طريق للانتصار هنا، وهذا يعرفونه، فالعمل ضد نتنياهو لن يساعد سوى نتنياهو.

ومع ذلك، فإن رسالة الإمارات هادئة وواضحة: هناك رئيس جديد وإن تنكر الإسرائيليون لذلك، وإن أي أحداث مع مشاهد ترامبية، مثل استضافة رسمية لنتنياهو عشية الانتخابات، لن تضيف نقاط استحقاقاً في واشنطن.

كان يتعين على نتنياهو أن يفهم التلميح الواضح الذي بعثه الأردن الأسبوع الماضي. سواء كان غاضباً أم لا، فالملك عبد الله، المرتبط بالإمارات والمحتاج لدعمها الاقتصادي، ما كان سيمنعه من إجراء الزيارة الرسمية لو رأى انطباعاً بأن بن زايد متحمس لها.

يبدو أن الإمارات لا تزال تعاني من صدمة التغطية الإعلامية السلبية التي جلبتها معها السياحة الإسرائيلية، وأن الزيارات إلى دبي، في ذروة الوباء، بدت هنا كهذيان منقطع واستيراداً للسلالات، بل وأصبحت بقدر ما ملوثة بدعم لليكود واستجمام بيبي. ويبذل الإماراتيون جهوداً للإبقاء على العلاقة مع جهات مختلفة في إسرائيل، من الرئيس وحتى وزراء “أزرق أبيض”، رغم صلتهم السياسية المتدنية، ولكن ما يريدونه حقاً هو ألا يجتذبوا إلى الدوامة الإسرائيلية المتلظية. بعد الانتخابات سنستقبلهم جميعاً بتشريفات الملوك، يقولون، على أن يبقوا خارج اللعبة.

بقلم: شمريت مئير
يديعوت 18/3/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول عمر:

    هل أصبح نتنياهو أحد حكام العرب؟.
    متى يتنحى عن المنصب؟.
    سؤال فقط.

إشترك في قائمتنا البريدية