لندن- “القدس العربي”:
نفذت المقاومة اللبنانية يوم الأحد ليلا عملية نوعية باستهداف قاعدة عسكرية لوحدة من قوات غولاني التي يفتخر بها الكيان، ويبدو أن المقاومة لجأت إلى طائرة مسيرة يمكن تصنيفها بالشبح وتعمل وفق نظام صواريخ كروز، لم تتجاوز فقط أنظمة القبة الحديدية بل حتى رادارات الفرقاطات والمدمرات الغربية المتمركزة شرق البحر الأبيض المتوسط.
وأسفرت عملية ضرب قاعدة عسكرية بالقرب من منطقة بنيامينا عن مقتل أربعة جنود وجرح أكثر من سبعين، علما أن الكيان عادة ما يتستر عن الخسائر الحقيقية والتي تظهر مع مرور الوقت كما حدث في حروب سابقة ومنها حرب تموز 2006. غير أن هذه المرة يبقى المثير ليس فقط العملية التي استهدفت مجمعا عسكريا بل كيف نجحت الطائرة المسيرة في تجاوز مختلف أنظمة الدفاع الجوي ونجحت في ضرب الهدف.
وهذه العملية تكشف عن معطيات مقلقة للغاية للكيان لا سيما بالنسبة للمستقبل. في هذا الصدد، كشفت التحقيقات العسكرية الإسرائيلية الأولى رصد الطائرة المسيرة قرب نهاريا وتفعيل صفارات الإنذار لكنها فقدت أثرها لاحقا. وهذا يدل على فشل القبة الحديدية وكذلك فشل رادارات السفن الحربية الغربية وعلى رأسها الأمريكية المتمركزة بحريا قبالة شواطئ لبنان وفلسطين. ذلك أن الجيوش الغربية تستغل هذه الحرب لتجريب مختلف الأسلحة وأساسا كيفية رصد الصواريخ والمسيرات اللبنانية والإيرانية والحوثية.
ورغم أن الأساطيل الغربية لا تشارك في اعتراض صواريخ ومسيرات المقاومة اللبنانية عكس ما تفعله مع الإيرانية واليمنية، فهي على الأقل تعمل على رصدها وإخبار إسرائيل، حيث تتبادل غرف العمليات الغربية والإسرائيلية المعلومات مباشرة بهدف التنسيق لاعتراض الصواريخ والمسيرات.
ولعل المقلق في هذه العملية لإسرائيل هو أن هذه المسيرة ربما مقدمة لأسلحة نوعية قد يكون تم الشروع في استعمالها بشكل محدود وقد يتضاعف استعمالها خلال الأيام المقبلة، لا سيما وأن هجمات المقاومة اللبنانية بدأت تصبح نوعية في الصواريخ الموجهة لأهداف إسرائيلية أغلبها عسكرية والآن بالمسيرات.
وارتباطا بهذا، يبدو أن رصد مسيرة الأحد ثم فقدان أثرها قد يكون سببه أنها مسيرة متطورة للغاية، تعتمد من جهة حمولة تفجيرية أكبر، وتتميز بالمناورة للإفلات من الرادار مثل الشبح علاوة على سرعتها، وهذا يعني أنها تعتمد تقنية صاروخ كروز. وتكون هذه المسيرات أكثر فعالية في حالة استعمالها من طرف حزب الله بدل إيران والحوثيين نظرا للمسافة القصيرة بين الكيان ولبنان، بينما في حالة إيران يجب أن تقطع ألفي كلم، مما يسهل لمختلف أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلي والأمريكي ولبعض الدول العربية التي فيها قواعد أمريكية رصدها.
ورغم انتشار التحاليل العسكرية، لا أحد يعلم حتى الآن بالضبط نوع المسيرة التي استعملتها المقاومة اللبنانية فهل هي من المسيرات التي تصنعها إيران مثل شاهد 136 أو من نوع فطرس المتطورة أو أبابيل أو مسيرة من صنع المقاومة اللبنانية واعتمدت التقنية الإيرانية. ومنذ نجاح إيران في صنع الصاروخ فرط صوتي قبل الدول الغربية، لا يتفاجأ خبراء السلاح في نوعية الأسلحة الإيرانية وما تستعمله حركات تنسق معها مثل حزب الله والحوثيين.