الدوحة- أحمد يوسف: مع مرور عام هجري على بداية الأزمة الخليجية، عززت قطر موقفها ونسفت الاتهام الموجه إليها بدعم الإرهاب، وذلك عبر توقيعها اتفاقيات دولية لمكافحته، كان أولها مع الولايات المتحدة الأمريكية.
وقطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر، منذ 5 يونيو/ حزيران 2017، علاقاتها مع قطر، ثم فرضت عليها “إجراءات عقابية”، بدعوى دعمها للإرهاب، وهو ما تنفيه الدوحة، وتتهم الرباعي بالسعي إلى فرض الوصاية على قرارها الوطني.
وورد في وثيقة مطالب للرباعي من قطر، تدولتها وسائل إعلام آنذاك: ضرورة وقف دعمها المزعوم للإرهاب، وإعلانها قطع علاقاتها المزعومة مع “كافة التنظيمات الإرهابية والإيديولوجية”، وعلى رأسها: الإخوان المسلمون، داعش، القاعدة، فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً) وحزب الله، وفق الوثيقة.
كما طالب الرباعي الدوحة، بحسب الوثيقة المتدولة، بإدراج هذه الجماعات والتنظيمات ككيانات إرهابية، وضمها إلى قوائم الإرهاب المعلن عنها من الدول الأربعة، وإقرار الدوحة بتلك القوائم والقوائم المستقبلية التي سيعلن عنها.
رد قطر كان قاطعا، إذ أعلنت أن ما تضمنته بيانات “دول المقاطعة” بشأن تدخل الدوحة في الشؤون الداخلية للدول وتمويل الإرهاب هي “مزاعم وإدعاءات لا أساس”.
وشددت على أن موقفها من الإرهاب “ثابت ومعروف برفضه وإدانته بكافة صوره وأشكاله، وأنها عضو فاعل ملتزم بالمواثيق الدولية في محاربة الإرهاب وتمويله إقليميا ودوليا”.
وعلى مدار عام، لم تُقدم “دول المقاطعة” إلى المجتمع الدولي أدلة يثبت صحة اتهاماتها لقطر.
بالمقابل تواصل الدوحة انخراطها في التنسيق المشترك والتعاون لمكافحة الإرهاب ووقف تمويله، عبر توقيعها اتفاقيات دولية متعددة، وهو ما ترصده الأناضول في هذا الإطار:
** مذكرة تفاهم قطرية- أمريكية
في 11 يوليو/ تموز 2017، أعلنت قطر والولايات المتحدة الأمريكية توقيعهما مذكرة تفاهم لمكافحة تمويل الإرهاب.
وتم التوقيع في الدوحة بمشاركة وزيري الخارجية القطري والأمريكي.
وتشمل المذكرة تعاون البلدين في المجالات الأساسية لمكافحة الإرهاب، مثل الأمن والاستخبارات والشؤون المالية.
ومعلقا على المذكرة، قال وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، حينها إنها “اتفاقية ثنائية منفصلة، وخضعت للنقاش بين الجانبين على مدى أربعة أسابيع، وليس لها علاقة مباشرة أو بشكل غير مباشر بالأزمة الخليجية أو بحصار قطر”.
وأضاف: “لطالما اتُهمت قطر من قبل دول الحصار بمسألة تمويل الإرهاب، واليوم الدوحة أول الموقعين على برنامج تنفيذي مع الولايات المتحدة لمكافحة تمويل الإرهاب، وندعو باقي دول الحصار إلى الانضمام لنا في المستقبل”.
وأشادت واشنطن بجهود الدوحة، وذلك في تقرير الخارجية الأمريكية السنوي حول جهود دول العالم لمكافحة الإرهاب لعام 2016، والصادر في يوليو/ تموز 2017، أي بعد أكثر من شهر على اندلاع الأزمة، التي تعد الأسوا في تاريخ منطقة الخليج.
وأفادت الخارجية الأمريكية، في تقريرها، بأن قطر “شريك كامل ونشط في التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش (بقيادة الولايات المتحدة)، ولعبت دورا علنيا في التحالف، وقدمت دعما معتبَرا في تسهيل العمليات العسكرية بالمنطقة”.
وقال الخبير السياسي القطري، صالح غريب، للأناضول، إن “الاتهامات التي سيقت لقطر، ونشأت على إثرها الأزمة الخليجية، لم تكن مبنية على مستندات أو أسس”.
وشدد على أن “الاتفاقيات التي أبرمتها قطر مع دول أخرى هي بمثابة نموذج يرد بشكل سليم وعملي على الدول التي تتهم الدوحة بالإرهاب”.
وأضاف غريب: “كمتابعين لتطورات الأزمة، ننتظر منذ عام المستندات التي في حقيبة (وزير الخارجية السعودي عادل) الجبير، والتي قال إنه سيقدمها إلى المجتمع الدولي”.
** خطاب نوايا قطري- فرنسي
في 8 ديسمبر/ كانون أول 2017، وقّعت قطر وفرنسا “خطاب نوايا لمكافحة الإرهاب وتمويله”.
ويهدف هذا الخطاب إلى محاربة الإرهاب، وبناء الآليات والأطر المشتركة لتجفيف واستئصال منابع ومصادر تمويله، إضافة إلى منع التطرف.
وتم توقيع ذلك الخطاب على هامش زيارة الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، للدوحة، وانعقاد اجتماع الدورة الأولى لــ”الحوار الثنائي الرفيع المستوى لمكافحة الإرهاب” بين قطر وفرنسا.
** اتفاقية بين الدوحة و”الناتو”
في 18 يناير/ كانون الثاني 2018، وقعت وزارة الدفاع القطرية اتفاقية أمنية مع حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بمقر الحلف في بروكسيل.
وتوفر هذه الاتفاقية إطارا لحماية تبادل المعلومات، على النحو الذي حددته جميع الدول الـ29 الأعضاء في الحلف.
وفي 16 فبراير/ شباط 2018، دعت قطر دول الخليج العربي والمنطقة إلى “تنحية خلافاتها جانبا، وإبرام اتفاق أمني على شاكلة الاتحاد الأوروبي، لإبعاد المنطقة عن حافة الهاوية”، كما جاء على لسان أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد، خلال مشاركته في مؤتمر ميونيخ للأمن.
وشدد صالح غريب، على أنه “حتى الآن لم تقدم دول الحصار (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) أي مستند حقيقي يدين قطر بدعم الإرهاب”.
وأردف “ما زال اتهام قطر بالإرهاب موجودا في إعلام وأبجديات وخطاب دول الحصار”.
ومضى “غريب”، قائلا إن “قطر قدمت دليلا واضحا وعمليا لدول العالم، عندما وقعت مذكرة تفاهم مع الولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب، إضافة إلى التعاون مع دول أخرى”.
وأضاف أنه “لو كان لدى واشنطن شك في الدوحة ما كانت لتوقع معها هذه المذكرة الخاصة بمكافحة تمويل الإرهاب”.
ومستنكرا من استمرار اتهام الرباعي للدوحة بدعم الإرهاب تساءل الخبير القطري: “هل من المعقول أنهم يتحدثون فقط منذ عام، دون أن يقدموا شيئا عمليا وواضحا؟”. (الأناضول)