بعد لقاء دي ميستورا مع وزيرة خارجية بلجيكا.. الأمم المتحدة نحو تعزيز استشارة الدول الأوروبية في نزاع الصحراء الغربية

حسين مجدوبي
حجم الخط
2

لندن- “القدس العربي”: خصص مجلس الأمن الدولي لنزاع الصحراء الغربية أربع جلسات، خلال شهر أكتوبر الجاري، ويبقى الجديد في هذا الملف محاولة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا توسيع المشاورات نحو دول أوروبية لم تتم استشارتها من قبل، كما حدث مع بلجيكا.

وأفرد مجلس الأمن أربع جلسات لملف الصحراء، وقد جرت الأولى الثلاثاء من الأسبوع الجاري، وستعقد الأخرى أيام 10 و17 و27 منه، حيث قدم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش التقرير السنوي الذي شدد فيه على توصيات، مثل التقارير السابقة، وإن اختلف الأمر هذه المرة بسبب إنهاء وقف إطلاق النار من طرف البوليساريو، وحدوث مناوشات عسكرية مستمرة بين الجيش المغربي وقوات هذه الحركة.

التقرير السنوي للأمين العام يبرز غياب الثقة بين الأطراف المعنية بالملف، ويسرد مضمون الجولة التي قام بها مبعوثه ستيفان دي ميستورا، خاصة إلى كل من المغرب ومخيمات تندوف والجزائر وموريتانيا، وتميزت بالرفض المطلق من طرف الجزائر المشاركة في الموائد المستديرة، وهي الشكل التفاوضي الذي كان معتمداً في السابق. التقرير يوصي، كعادته، بضرورة تمديد عمل قوات المينورسو لحفظ السلام، لا سيما في ظل التصعيد العسكري في حدود الصحراء الغربية، الذي بدأ يأخذ أبعاداً مقلقة.

وتبقى المفاجأة الدبلوماسية في ملف الصحراء قرار الأمم المتحدة بالترخيص للمبعوث الخاص ستيفان دي ميستورا بتوسيع المشاورات حول ملف الصحراء إلى دول ثالثة. وكانت المشاورات تقتصر على الأطراف الأربعة المعنية، وهي المغرب والجزائر وموريتانيا والبوليساريو، ثم “مجموعة أصدقاء الصحراء الغربية”، المكونة من إسبانيا، بصفتها قوة استعمارية سابقة، ثم بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة وروسيا، وهي الأربع التي تتوفر على حق الفيتو، في حين لم تنضم الصين إلى هذه المجموعة. في هذا الصدد، اجتمع سيتفان دي ميستورا بوزيرة الخارجية البلجيكية حاجة لحبيب، بداية الأسبوع الجاري، واستعرضا معاً تطورات الصحراء. ولم يكشف دي ميستورا الدول الأوروبية الأخرى التي يرغب في زيارتها.

ويأتي هذا التطور، نتيجة وجود تيار وسط الأمم المتحدة يحاول توسيع دائرة المشاورات حول مستقبل الصحراء، بما فيها دول الاتحاد الأوروبي. ويرى في الاتحاد عاملاً لتسهيل البحث عن الحل، بعدما بقي عقوداً على الهامش، ومقتصراً على دعم مساعي الأمم المتحدة.

 وكانت فرنسا، التي ترسم نسبياً الخريطة السياسية الأوروبية، غير متحمسة للزج بالاتحاد الأوروبي في هذا الملف. وبدوره، كان المغرب يتجنب أي دور للاتحاد الأوروبي، لكن بعد بدء تفهّم بعض أعضائه مقترح الحكم الذاتي، قد يغير رأيه.

 وإذا كانت دول مثل إسبانيا قد دعمت مقترح الحكم الذاتي، وأخرى رحبت به، مثل المانيا وهولندا، فإن بلجيكا لم تعلن حتى الآن موقفاً من مقترح المغرب. وكانت بلجيكا دائماً تتجنب نزاع الصحراء، عكس دول شمال أوروبا التي تميل إلى مطالب جبهة البوليساريو، ودول جنوب أوروبا التي تبدي تفهّماً لمطالب المغرب والحكم الذاتي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول Saad:

    أذكر جيدا أن أحد إخواننا في الجزائر وصمنا نحن المغاربة، كوننا ندافع عن موقف الدولة، أو حسب تعبيره “موقف المخزن”، فكان أن أجبته: تتهموننا بالدفاع عن موقف المخزن المغربي، ونحن نتهمكم بالدفاع عن موقف العسكر الجزائري. وفي النهاية، نحن والمخزن المغربي ندافع عن وحدة بلد، وأنتم والعسكر تدافعون عن تجزئة هذا البلد”.

  2. يقول سعدان باريس:

    ولن يستطيع أحد أن يقسم المغرب ما دام الشعب متحد وواعي بما يحاك ضده وضد وحدته الوطنية كما أن علي الجزائر أن تعي ذلك وأن سكان شمال إفريقيا هم الأمازيغ وان هشاشة المجتمعات العربية في هذه الدول تونس الجزائر المغرب (الأمازيغ لهم الحق في تقرير المصير ) وموريتانيا فيها امازيغ عرب وزنوج وهم الأغلبية المهم المنطقة مقبلة علي ؟؟؟

إشترك في قائمتنا البريدية