بعد لقائه بنظيره الجزائري.. وزير الخارجية الأمريكي يغرد بشأن الموقف من الصحراء الغربية

حجم الخط
0

الجزائر- “القدس العربي”:

أكد وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن، اتفاقَ بلاده مع الجزائر على الدعم الكامل للعملية السياسية للأمم المتحدة في قضية الصحراء الغربية، وذلك في خضم جولة الحوار الاستراتيجي التي يجريها البلدان بالعاصمة واشنطن.

وقال بلينكن، إنه بحث مع نظيره الجزائري أحمد عطاف عددا من القضايا التي تشكل أولوية للبلدين. وكتب على منصة “إكس”: “قابلت وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف لبحث الشراكة الأمريكية الجزائرية وتبادل الآراء بشأن أولوياتنا المشتركة، بما في ذلك الاستقرار في منطقة الساحل والسلام العادل والدائم في أوكرانيا”. وأضاف: “كما أكدنا دعمنا الكامل للعملية السياسية للأمم المتحدة” بالنسبة لقضية الصحراء الغربية.

 

وذكرت الخارجية الجزائرية في بيانها ما يدعم هذا الكلام، حيث أشارت إلى أن الوزيرين تناولا آخر تطورات قضية الصحراء الغربية، مجددين التعبير عن دعمهما لجهود المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، ستافان دي ميستورا، الرامية لتمكين طرفي النزاع من الانخراط بجدية ودون شروط مسبقة في المسار السياسي الذي تقوده الأمم المتحدة.

وتفاعل الإعلام الجزائري مع هذه التصريحات، حيث ذكر موقع “كل شيء عن الجزائر” أن الولايات المتحدة قالت “لا” للمغرب مرة أخرى بخصوص الاعتراف بمغربية الصحراء الغربية الذي أقره الرئيس السابق دونالد ترامب في أواخر عهدته في سياق صفقة أبراهام، خاصة أنها تؤكد بوضوح دعم المسار السياسي الذي تقوده الأمم المتحدة والذي يصب في فكرة تنظيم استفتاء وفق المقررات الأممية في هذا الشأن.

كما أعرب الوزيران عن ارتياحهما لما تم تسجيله من توافق كبير في مواقف البلدين حول جميع القضايا التي تم استعراضها على الصعيدين الثنائي ومتعدد الأطراف، مؤكدين تطلعهما لمواصلة الجهود من أجل استكشاف الآفاق الواعدة للشراكة الجزائرية- الأمريكية وتكثيف علاقات التشاور والتنسيق بين البلدين، خاصة خلال عضوية الجزائر المقبلة بمجلس الأمن.

وعلى الصعيد الثنائي، ثمّن رئيسا دبلوماسية البلدين عالياً عمق وصلابة علاقات الصداقة والتعاون التاريخية التي تربط بين الجزائر والولايات المتحدة الأمريكية، كما أشادا بوتيرة التشاور السياسي البيني وتوسع العلاقات الاقتصادية إلى ميادين جديدة، وكذا بالآفاق الواعدة لتحقيق المزيد بناءً على قيم الصداقة والثقة والتفاهم. وفي سبيل ذلك، جدد الوزير، أحمد عطاف ونظيره الأمريكي أنتوني بلينكن التعبير عن الإرادة السياسية القوية التي تحدو قيادتي البلدين في تعزيز الشراكة الجزائرية- الأمريكية والارتقاء بها إلى أسمى المصاف والرتب المتاحة.

ولاحقا، أدلى وزير الخارجية عطاف بتصريح مفصل حول مباحثاته مع بلينكن، التي قال إنها تتطور بوتيرة جد مريحة فيما يخص أبعادها الثلاث، الحوار السياسي والتعاون الاقتصادي ومجال الدفاع والأمن، مشيرا إلى أن هذه العلاقات تحكمها الصداقة والثقة والتفاهم والإرادة السياسية، وهي قيم ضرورية حسبه لكل علاقات يراد لها أن تكون شاملة وعميقة.

وبخصوص الحوار السياسي، قال عطاف إن الجزائر سجلت 5 زيارات لمساعدي كاتب الدولة الأمريكي، وهم من يسهر على القطاعات الدبلوماسية الهامة، وهو ما مكّن من ربط علاقات التشاور وتبادل التحاليل حول الملفات ذات التأثير على منظومة العلاقات الدولية.

وفي المجال الأمني والدفاع، أشار الوزير إلى أن هناك محادثات ودراسات مستمرة لملفات قائمة، وذكر أن اللجنة المكلفة بهذا المحور قد تمكنت من عقد 10 جلسات، وهو ما يبرز الاهتمام الذي يوليه البلدان لهذا الميدان. وأضاف أن الحوار خارج العلاقات الثنائية توسع إلى عدة قضايا منها الأزمة في ليبيا والنيجر وقضية الصحراء الغربية والقضية الفلسطينية.

كما بحث وزير الخارجية الجزائري، مع مسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى، ملفات تخص القضية الفلسطينية والأوضاع في ليبيا والنيجر، واتفق معهم على تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.
جاء ذلك خلال لقاء جمع عطاف مع مسؤولين رفيعين بمجلس الأمن القومي في البيت الأبيض.
وقال البيان: “تحادث الوزير أحمد عطاف مع منسق مجلس الأمن القومي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالبيت الأبيض بريت ماكغورك، حيث استعرض الطرفان مستجدات الأوضاع في الشرق الأوسط وتطورات القضية الفلسطينية، إلى جانب تطورات الأزمة في ليبيا”.
وجرت المحادثات، وفق البيان، “على ضوء الجهود التي تقودها الأمم المتحدة لتهيئة الظروف والشروط الضرورية لتنظيم انتخابات حرة ونزيهة تنهي حالة الانقسام في ليبيا”.
وتطرق عطّاف إلى تطورات الأزمة في النيجر وسبل تنسيق مساعي البلدين لتعزيز فرص الحل السلمي للأزمة في “هذا البلد الشقيق والجار” .
وبحسب الخارجية الجزائرية، “أكدت هذه اللقاءات على قوة الشراكة التي تجمع بين الجزائر والولايات المتحدة، مبرزةً على وجه الخصوص تطلع الطرفين واستعدادهما للعمل على تعزيزها أكثر في سياق الاستحقاقات الثنائية المقبلة”.
على صعيد آخر، اتفق وزير الخارجية الجزائري، مع رئيس المجموعة البرلمانية الأمريكية للصداقة مع الجزائر النائب تروي نالس، على عقد ندوة بشأن التعاون الجزائري الأمريكي في مجال الطاقة قريبا.
وذكر بيان آخر للخارجية الجزائرية أن الطرفين اتفقا على خطة عمل تشمل “تنظيم ندوة في واشنطن قريبا حول التعاون الجزائري ـ الأمريكي في مجال الطاقة ومؤتمر حول الشراكة بين البلدين في مجال الصناعة”.
ومن المنتظر أن يزور أعضاء المجموعة التي تم تشكيلها في 16 مايو/ أيار الماضي الجزائر في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.

وبدا لافتا تركيز عطاف على المجال الاقتصادي، حيث ذكر أن ثمة وتيرة جديدة للتعاون، فلم يعد الاستثمار مقتصرا على الطاقة، بل توسع لمجالات أخرى مثل السكك الحديدية والفلاحة والصناعة المعرفية ومجالات أخرى قيد البحث.

وتحدث الوزير أنه منذ استقلال الجزائر، كانت دائما الشركات الأمريكية التي تدخل السوق الجزائري تنشط من الدرجة الثانية أو الثالثة، في حين نشهد اليوم لأول مرة حسبه، حضور الشركات الكبرى في المحروقات بالجزائر. وكشف في هذا السياق، أن عن اتفاق مع “أكسيدنتال” وآخر قيد التشاور مع “شفرون” وإكسون موبيل” وهي الشركات النفطية الأكبر في أمريكا.

وبحسب عطاف، فإنه في الولايات المتحدة، يقال إذا أردت أن تعرف اهتمام أمريكا ببلد، فتابع نشاط شركاتها النفطية، وهو ما يعني المكانة التي باتت تحتلها الجزائر لدى الولايات المتحدة.

ومع اختتام الدورة السادسة للحوار الاستراتيجي بين الجزائر والولايات المتحدة، يُنتظر البدء في التحضير لمنتدى الأعمال الجزائري الأمريكي الذي يجمع الشركات الكبرى ورجال الأعمال في ظل قانون الاستثمار الجديد الذي تريد من خلاله الجزائر استقطاب مزيد من الرساميل الأمريكية.

وتريد الجزائر إلى جانب ملفات التعاون الأمني ومكافحة الإرهاب، جذب الاهتمام الأمريكي نحو مجالات الاستثمار الاقتصادي في البلاد، خاصة مع التحفيزات التي أقرها قانون الاستثمار الجديد المعتمد السنة الماضية، والذي ينص على تسهيلات إدارية وإعفاءات ضريبية تصل إلى عشر سنوات لاستقطاب الاستثمار الأجنبي.

وضمن هذا التوجه، يتم التعويل بقوة على منتدى الأعمال الجزائري الأمريكي حول الاستثمار المقرر عقده في شهر تشرين الأول/ أكتوبر المقبل بالعاصمة واشنطن. وأكدت وزارة الطاقة والمناجم في هذا الصدد، أن وفدا كبيرا يضم  كبار المسؤولين في القطاع سيشارك في هذا المنتدى، وذلك خلال لقاء جمع وزير القطاع محمد عرقاب، مع رئيس مجلس الأعمال الجزائري الأمريكي، إسماعيل شيخون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية