الخليل – طولكرم – نابلس – بيت لحم – “القدس العربي”: كثف المستوطنون هجماتهم على المواطنين الفلسطينيين في كل من نابلس والخليل وطولكرم وبيت لحم، كما أصيب العشرات من المواطنين بالرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع خلال تصديهم للمستوطنين.
ودعا مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة، غسان دغلس، أهالي البلدات والقرى، خاصة القريبة من المستوطنات، لتفعيل لجان الحراسة والتصدي لهجمات المستوطنين، ورفع الأعلام الفلسطينية.
وقال غسان دغلس إن غالبية المناطق في الضفة تتعرض لهجمات المستوطنين، خاصة القريبة من المستوطنات، إضافة إلى المفارق والطرق الواصلة بين المدن الفلسطينية.
وأضاف أنه خلال الأيام الماضية سجلت العديد من الاعتداءات بحق المواطنين، خاصة في حوارة التي تشهد معركة رفع العلم الفلسطيني، وبلدات بورين، وبرقة، وقصرة، وقريوت، وغيرها من المناطق التي تشهد مواجهات عنيفة أدت إلى إصابة عدد من المواطنين برصاص الاحتلال والعشرات بالاختناق، عدا عن استهداف مركبات المواطنين في محيط محافظة نابلس.
وفي الخليل، أصيب، اليوم الثلاثاء، عشرات المواطنين بالرصاص والاختناق بالغاز إثر مواجهات مع قوات الاحتلال، في بلدة حلحول شمال الخليل. وقالت مصادر محلية إن قوات الاحتلال داهمت حلحول لتأمين حماية عشرات المستوطنين الذين اقتحموا مسجد النبي يونس في البلدة لإقامة طقوس تلمودية بالمكان، ما أدى إلى اندلاع مواجهات أسفرت عن إصابة مواطنين بالرصاص الحي في القدم والساق، وآخرين بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، نقلوا لتلقي العلاج في مستشفيات الخليل، كما أصيب عشرات المواطنين بحالات اختناق عولجوا ميدانيا على الفور من قبل طواقم الهلال الأحمر، التي تعرضت أيضاً لإطلاق الرصاص.
وقالت مصادر في الأوقاف الإسلامية إن المستوطنين الذين اقتحموا محيط مسجد النبي يونس في حلحول، أزالوا العلم الفلسطيني من على المسجد ودنسوه تحت حراسة مشددة من قوات الاحتلال التي اعتلت أسطح المنازل المحيطة بالمسجد. وأشارت إلى أن عدد الحافلات التي أقلت المستوطنين بلغت 15 حافلة وحوالي 20 سيارة، حيث استمرت عملية الاقتحام التي تخللها محاولة خلع شبابيك المسجد، وإطلاق النار على مأذنته وسط هتافات وتصفيق المستوطنين، استمرت حوالي الساعتين.
كما اقتحمت قوات الاحتلال مبنى مديرية أوقاف شمال الخليل في حلحول والملاصقة لمسجد النبي يونس، وكذلك مبنى مدرسة وروضة جيل الأمل التابعة للجنة زكاة حلحول. اما في جنوب الخليل فقد اعتدى مستوطنون على رعاة الأغنام، وهدموا غرفة سكنية في قرية الجوايا شرق يطا جنوب الخليل.
وقال منسق لجان الحماية والصمود بمسافر يطا جنوب الخليل، فؤاد العمور، إن مستوطني “أتسخار مان” المقامة حديثاً والمطلة على قرية الجوايا، اعتدوا بالضرب على رعاة الأغنام أثناء عملهم في أراضيهم.
وأضاف أن هؤلاء المستوطنين أطلقوا مواشيهم ترعى في تلك الأراضي، ما تسبب بتخريب المحاصيل الشتوية في عشرات الدونمات، التي تعود ملكيتها للمواطن موسى الشواهين.
وأشار إلى أن المستوطنين هدموا كذلك غرفة سكنية للمواطن محمود دعيس (الصاوي)، والتي أنشأها بعد هدم مسكنه قبل أيام من قبل سلطات الاحتلال.
وفي طولكرم شمال الضفة، هاجم مستوطنون المزارعين أثناء عملهم في أراضيهم في قرية شوفة جنوب شرق المدينة.
وقال المزارع تحسين حامد إن مجموعة من مستوطني مستوطنة” أفني حيفتس”، المقامة على جزء من أراضي القرية، وبحراسة قوات الاحتلال، هاجموهم تحت تهديد السلاح في محاولة لطردهم من أراضيهم. وأضاف، حدثت مناوشات بين المستوطنين والمزارعين الذين رفضوا مغادرة أراضيهم.
يشار إلى أن المزارعين في شوفة يتعرضون بشكل شبه يومي لمضايقات المستوطنين الذين يهاجمونهم ويخربون أدواتهم الزراعية ويستولون عليها، في محاولة منهم لتهجيرهم من أراضيهم.
وفي بيت لحم اقتحم مستوطنون بعد منتصف الليلة الماضية، وتحت حماية قوات الاحتلال، بلدة تقوع شرق بيت لحم. وأفاد مدير بلدية تقوع تيسير أبو مفرح بأن حوالي عشر حافلات تقل مستوطنين يرافقهم جنود الاحتلال، اقتحموا البلدة وتمركزوا على المدخل الغربي في محيط البلدية، وسط تخوفات المواطنين من مهاجمتهم للمنازل.
وكانت البلدة قد شهدت مواجهات قبل منتصف الليل، مع قوات الاحتلال أدت إلى إصابة عدد من المواطنين بالاختناق. كما أصيب شاب بالرصاص الحي في القدم، قبل اعتقاله، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، الليلة، في قرية خرسا جنوب غرب الخليل.
وأفاد شهود عيان أن قوات الاحتلال أطلقت وابلاً من الرصاص صوب الشبان خلال مواجهات اندلعت في خرسا، ما أدى لإصابة الشاب عبد الله أحمد أبو سباع (21 عاماً) بالرصاص الحي في القدم، قبل أن تعتقله.
بدوره، أدان وزير الأوقاف والشؤون الدينية الشيخ حاتم البكري، تصعيد الاحتلال في انتهاكاته ضد المساجد وأماكن العبادة والمباني الوقفية في الضفة الغربية، الذي ازداد في الفترة الأخيرة بشكل واضح.
وقال: “هذا أمر يدُلُّ على خطة منهجية تهدف إلى المساس بمشاعر المسلمين والدفع باتجاه “حرب دينية” لا تعرف عواقب إشعالها لصعوبة تقدير هذه العواقب الصعبة والقاسية على الجميع داخل فلسطين وخارجها”.
وأوضحت الوزارة في بيان صحافي وصل “القدس العربي” نسخة منه، أن الحكومة الإسرائيلية برئاسة المتطرف نفتالي بينيت تحاول إخفاء فشلها في تحقيق الأهداف التي رسمتها لما تسمى “مسيرة الأعلام”، والتغطية على خسارتها لمعركة إظهار (سيادتها) على المدينة المقدسة عبر بيع الأوهام وإعطاء انطباعات كاذبة للمجتمع الدولي.
وحملت الحكومة الإسرائيلية برئاسة بينيت المسؤولية الكاملة والمباشرة عن إرهاب هذه المجموعات التخريبية ونتائج وتداعيات اعتداءاتها المتصاعدة ضد المواطنين الفلسطينيين العزل، التي ترتقي إلى مستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وطالبت الوزارة المجتمع الدولي والدول كافة بوضع منظمات الإرهاب اليهودي على قوائم الإرهاب لديها، ومنعها من دخول أراضيها، والضغط على دولة الاحتلال لتفكيكها وتجفيف مصادر تمويلها ومحاسبة ومعاقبة عناصرها ومن يقف خلفهم ويقدم الإسناد لهم، مشيرة إلى أن ما جرى في “مسيرة الأعلام” لا يمكن التغطية عليه، فالغالبية العظمى من المشاركين فيها رددوا شعارات “الموت للعرب” والدعوات إلى “حرق القرى والأحياء الفلسطينية”، واعتدوا على حياة المقدسيين وممتلكاتهم.
وأضافت:”لا أحد يمكنه أن يتجاهل حجم المشاركة من جانب المدارس الدينية الصهيونية المعروفة بفكرها المتطرف والتي تنتشر العديد منها داخل المستعمرات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة”.
وتابعت: “الصورة التي عكستها مسيرة الأعلام، وشاهدها العالم عبر وسائل الإعلام المختلفة، هي صورة مصغرة لما يجري من جرائم وتخريب وتنكيل يومي ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم في طول وعرض الأرض الفلسطينية”.