الناصرة – “القدس العربي”:
قدمت النيابة العامة الإسرائيلية إلى محكمة الصلح في القدس المحتلة لائحة اتهام ضد رئيس منظمة “لاهفا” اليمينية المتطرفة بن تسيون غوبشتاين، تنسب له تهمة التحريض على العنف والتحريض على العنصرية وعلى الإرهاب أيضا.
ويأتي ذلك بعد مصادقة المستشار القانوني أفيحاي مندلبليت والنائب العام المحامي شاي نيتسان على هذه اللائحة وذلك بعدما ماطلا لفترة طويلة.
وتبين من لائحة الاتهام أن غوبشتاين تفوه في مناسبات عدة بتصريحات تحمل في طياتها تحريضًا لقتل العرب، ودعمًا لمرتكب مجزرة الحرم الإبراهيمي في الخليل “باروخ غولدشتاين”. يُشار إلى أنّ قرار النيابة الإسرائيلية جاء بعد أنّ قدم المركز “الإصلاحي للدين والدولة” ومنظمات حقوقية أخرى إلى النيابة العامة والمستشار القضائي 45 توجهًا ضد غوبشتاين بسبب تصريحاته إلا أنّ معظم التوجهات لم تلق تجاوبًا من قبل “حراس العدالة” في إسرائيل. وكان أول التماس تقدم به المركز الإصلاحي للدين والدولة ضد غوبشتاين ومنظمة “لاهفا”، التي تمنع الزواج بين اليهود والعرب على خلفية قوميّة، عام 2014، حيث تم الكشف خلاله أنّ الشرطة وجهاز الاستخبارات يجريان تحقيقًا خاصًا عن غوبشتاين مما أدى إلى شطب الالتماس.
ولاحقًا تقدم التماس آخر عام 2017 انضمت له مؤسسات كثيرة والشاب جمال جولاني الذي تعرّض إلى الضرب من قبل نشطاء “لاهفا”، حيث تقرر تقديم لائحة اتهام ضده لتحريضه على العنصرية والإرهاب وايضًا لمحاولته عرقلة القانون. ونسبت له عشرات التصريحات العنصرية التي رصدت بين العامين 2012-2017.
يشار إلى أنه ورغم القرار أعلاه أرسل المركز الإصلاحي للدين والدولة خمسة توجهات منذ مارس/ آذار 2018 إلى مندوب شكاوى الجمهور في النيابة العامة مستفسرا عن الموعد الذي تنوي فيه النيابة تقديم لائحة اتهام ضد غوبشتاين. كما أرفق التماسًا في يوليو/ تموز 2017، وتم التوجه إلى لجنة الانتخابات المركزية لشطب اسم غوبشتاين من الترشح كعضو كنيست. وتشغل منظمة “لاهفا” عشرات الناشطين، وتم فتح عدة أفرع لها في المدن الإسرائيلية بيتح تكفا، بئر السبع، رعنانا، ايلات وأماكن أخرى، ويتركز عملهم في الإبلاغ عن أي يهودية تنوي الزواج بعربي أو أنها تزوجت من عربي.
وفي تعقيبٍ لها على لائحة الاتهام قالت المحامية أورلي ارز لخوبسكي، والتي رافقت تقديم الالتماسات والتوجهات: نجحنا في تقديم لائحة اتهام ضد أكبر المحرضين في البلاد، وهذا يعد إنجازًا ومؤشرًا على أنّ التصريحات العنصرية والمحرضة، وكذلك الممارسات، غير شرعية وسلطات تطبيق القانون ستعمل على منعها ومعاقبة المعتدين. وتابعت: “نأمل في أنّ يتم تطبيق القانون في حالات أخرى رصدناها وتحمل الكثير من العنصرية”. بدوره، قال المحامي أوري نيروب: “غوبشتاين يحرض ضد العرب منذ سنوات، هو يصفهم بالسرطان الذي يجب استئصاله كما يطالب بمنع تشغليهم أو تأجيرهم لبيوت، ويحارب أي إمكانية للعيش المشترك”. وتابع: “لاحقنا غوبشتاين ومنعنا ترشحه حيث أقرت لجنة الانتخابات المركزية على أنّ تصريحاته عنصرية ومحرضة بشكل ممنهج، ونأمل أن تطال لوائح الاتهام كل من ميخائيل بين آري وأيضًا باروخ مارزل”.
الحاخام نوعا ستات، مديرة المركز الإصلاحي للدين والدولة، قالت معقبة هي الأخرى: ”حرب رئيس منظمة “لاهفا” على المحافظة على الدين اليهودي بادعاء منع اليهود من التزوج من عرب، فشلت. نحن مستمرون في تعقب التصريحات والممارسات العنصرية لغوبشتاين ولاهفا وبقية العنصريين رغم كثرتهم”.