منعهم من الوصول للتضامن مع أهلها.. اليساريون للجيش: أين كنتم يوم أحرقوا حوارة؟

حجم الخط
0

بعد أقل من أسبوع من عدم نجاحهم في منع قطيع مشاغبين من الانقضاض بنزعة ثأر على البلدة الفلسطينية حوارة وإحراقها، نجحت قوات الأمن في منع مئات النشطاء اليساريين من الدخول إليها مستخدمة قنابل الصوت. قائد المنطقة الوسطى، يهودا فوكس، اعترف قبل بضعة أيام بأن الجيش لم يستعد لعدد المشاغبين الكبير الذين اجتاحوا حوارة. “هذا حدث سيئ ما كان ينبغي له أن يحصل، وكان يفترض أن أمنعه”. وبالفعل، يتبين أن الجيش الإسرائيلي مستعد دوماً لمنع اليساريين من التعبير عن تضامنهم مع سكان حوارة. فقد أصدر الجيش أمراً بإغلاق المنطقة عسكرياً ومنع باصات النشطاء من الدخول إلى البلدة. وعندما بدأ هؤلاء يسيرون سيراً على الأقدام في اتجاه حوارة وأقاموا احتجاجاً على الطريق المؤدي إليها، أوقف الجيش الإسرائيلي أربعة نشطاء على الأقل، قال أحدهم إنه تعرض للضرب من الجنود. أفراد من الشرطة كانوا في المكان اصطدموا برئيس الكنيست الأسبق أبراهام بورغ، وأوقعوه أرضاً. الجيش الإسرائيلي ضعيف على المستوطنين، قوي على الفلسطينيين واليساريين.

كتبوا على اليافطات التي رفعها النشطاء “أين كنتم في حوارة”. سؤال في مكانه: أين كان الجيش الإسرائيلي في اليوم الذي دخل فيه 400 مستوطن رشقوا الحجارة وأحرقوا المنازل والسيارات بروح النشيد الكهاني “فلتحرق قريتكم”؟

موقف الجيش من المشاغبين من جهة، ومن نشطاء السلام من جهة أخرى هو بمثابة كسوف. ثمة تعبير آخر للكسوف قد نجده في حقيقة أن نشطاء يساريين مثل يايا فينك، حاولوا تجنيد الأموال لمساعدة سكان حوارة الذين تضرروا في أعمال الشغب، من خلال حملة تمويل جماهيرية، بينما لا تفعل إسرائيل هذا بمبادرتها. بدلاً من أن يقترب وزير مالية الدولة المسؤولة من الدمار والخراب تعويضاً وترميماً، يفضل بتسلئيل سموتريتش محو حوارة على يد الجيش الإسرائيلي. كما أن شجب رئيس الوزراء نتنياهو لن يساعد أي فلسطيني في ترميم بيته أو شراء سيارة بدل تلك التي أحرقت.

في غداة أعمال الشغب، شجبت الولايات المتحدة الأحداث. الناطق بلسان الخارجية نيد برايس طلب أن يقدم المشاغبون إلى المحاكمة، ون تعوض إسرائيل الفلسطينيين الذين تضررت منازلهم أو ممتلكاتهم. كم مخجل أن تحتمل إسرائيل توبيخات علنية كهذه بالنسبة لمسائل مفهومة من تلقاء ذاتها، على الأقل حكومات لا تزال تتبنى مقاييس ومعاير إنسانية بالحد الأدنى. إسرائيل ملزمة بالتحقيق في سلوك الجيش والشرطة في زمن أعمال الشغب وأن تعوض سكان حوارة فوراً.

بقلم: أسرة التحرير

 هآرتس 5/3/2023

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية