بعد 25 عاماً… هكذا يبدو “السلام” بين الأردن وإسرائيل

حجم الخط
0

في الشهر المقبل ستحيي إسرائيل والأردن الذكرى الـ 25 على التوقيع على اتفاق السلام بين الدولتين، لكن لا يوجد حتى الآن أي برنامج لإجراء احتفال رسمي لإحياء ذكرى تأسيس العلاقات التي فترت جداً منذ ذلك الحين، وذلك في ظل الأزمة بين الدولتين حول انتهاء موعد إعادة المناطق في نهرايم وسوفر لسيادة الأردن، وأيضاً الإعلان الأخير لرئيس الحكومة نتنياهو أنه ينوي ضم غور الأردن وشمال البحر الميت.
مكتب رئيس الحكومة وجه “هآرتس” لوزارة الخارجية، وهناك لم يردوا على السؤال حتى موعد نشر هذا المقال. ووزير الخارجية الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، امتنع عن إعطاء رد. ومصادر في الوزارة أضافت بأن احتفالاً بالموضوع جرى أمس في معهد بحوث الأمن القومي وبمشاركته أيضاً. ولم تبادر جهات مسؤولة عن الحفاظ على التعاون الأمني بين القدس وعمان، حتى الآن، إلى تنظيم أي احتفال خاص.
في الحدث الذي جرى أمس في معهد بحوث الأمن القومي، بمشاركة “يد إسحق بن تسفي”، الذي شارك فيه عدد من الأشخاص رفيعي المستوى في وزارة الخارجية، لم يُسجل حضور لممثل رفيع المستوى من حكومة إسرائيل أو السفارة الأردنية، عدا عن موظفين ونواب فقط. جرى اللقاء بروح متشائمة تركزت بشكل كبير على التحديات والعقبات منذ التوقيع على الاتفاق. في الدعوة اعتبرت العلاقات “سلاماً بارداً للدولتين مصالح كثيرة من أجل استمرار التعاون، ولكن الجمهور الأردني والجمهور في إسرائيل لا يدركان الفائدة المتبادلة منه”.
ولكن الرمز البارز جداً في درجة برودة السلام مع الأردن هو لقاء سري في المؤتمر، لم يعلن عنه مسبقاً في الدعوة. وشارك فيه مواطنون من الأردن.. جنرالان سابقان أرادا عدم ذكر اسميهما أو اقتباس أقوالهما أو بثها. الاثنان وصلا إلى إسرائيل بدون ختم جوازات سفرهما في المعبر الحدودي. هذه الحقيقة تعكس جيداً الوضع الذي وصلت إليه العلاقات السياسية بعد 25 سنة على إقامتها. حيث يخشى المواطنون الأردنيون من القدوم بشكل علني إلى إسرائيل.
خبراء مختلفون شاركوا في اللقاء حاولوا الإشارة إلى بؤرة المشكلة. منهم من ركز على النزاع مع الفلسطينيين الذي يلقي بظله على زيادة الدفء المحتملة، والبعض ركز على مشكلة الحرم. وهناك من أشاروا إلى التاريخ المعقد بين الدولتين من البداية، وعدد من المتحدثين اتهموا حكومة إسرائيل الحالية بأنها لم تبذل ما فيه الكفاية من أجل تحسين العلاقات. وقد ظهر في النقاش أيضاً موضوع الشرخ بين الشعب الأردني نفسه والعائلة المالكة، وكذلك مقاربة الإدارة الأمريكية الحالية التي لا تساعد في هذه القضية.
العلاقات بين إسرائيل والأردن مجمدة منذ زمن طويل، لكن اصطدمت حديثاً بجرف صخري آخر في أعقاب الحادثة التي أطلق فيها حارس إسرائيلي في السفارة الإسرائيلية النار على مواطنين أردنيين في تموز 2017. وحسب شهادة الحارس، فقد هاجمه أحدهما بمفك. وقد حظي باستقبال دافئ من نتنياهو في إسرائيل، الأمر الذي أغضب الأردنيين. وعودة السفارة للعمل تمت بعد أن اعتذرت إسرائيل عن الحادثة ووافقت على دفع التعويضات لعائلات القتيلين. صحيفة “الغد” الأردنية كتبت أن إسرائيل دفعت نحو خمسة ملايين دولار لعائلات القتيلين في الحادثة، إضافة إلى تعويضات دفعت أيضاً لعائلة القاضي الأردني الذي قتل بإطلاق النار عليه في جسر اللنبي في عام 2014.

بقلم: نوعا لنداو
هآرتس 26/9/2019

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية