بعض ناشطي مواقع التواصل الاجتماعي طيور جارحة تهدد سلامة المجتمع… وفاة كاتم أسرار مبارك

حسام عبد البصير
حجم الخط
1

القاهرة ـ «القدس العربي»: أمس كان الهجوم على ناشطي مواقع التواصل الاجتماعي لافتا على نحو غير مسبوق، والمدهش أن الانتقادات اللاذعة التي وجهها للمدونين بعض كتاب الصحف ليس وراءها غرض سياسي، بل لكون الكثير منهم باتوا مصدر تهديد للعلاقات الخاصة بين الجماهير. فيما حازت كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى الشباب في اليوم العالمي للشباب اهتمامات صحف القاهرة الصادرة أمس الثلاثاء 13 أغسطس/آب، التي أبرزت تأكيد الرئيس على أن الدولة المصرية عازمة على الاستمرار في دعم شبابها وإعدادهم بالشكل الذي يحقق بهم مستقبلا أفضل لمصر.

القوانين ليست نصوصا صماء والمواطن من حقه أن يحيا بكرامة ولوبيز صداع في رؤوس الوزيرات

واهتمت الصحف أيضا بإعلان وزارة البترول والثروة المعدنية عن تنفيذ برنامج عمل لزيادة معدلات إنتاج مصر من البترول، من خلال تقنيات حديثة يجري اختبارها في مناطق وتراكيب جيولوجية لرفع الإنتاج من 630 ألف برميل يوميا إلى 690 ألف برميل يوميا.
وعلى الصعيد الاقتصادي، سلطت الصحف الضوء على اختيار مجلة «غلوبال فاينانس» العالمية محافظ البنك المركزي طارق عامر، ضمن أفضل محافظي البنوك المركزية في العالم خلال عام 2019. وتابعت الصحف مظاهر احتفالات المصريين بعيد الأضحى المبارك، وسط مظاهر من البهجة والفرحة، كما اهتمت الصحف باستعداد بعثات الحج الثلاث لتفويج الحجاج المصريين من مخيمات مشعر منى إلى مقار إقامتهم في مكة المكرمة والإعداد لبدء رحلة العودة إلى أرض الوطن مع أولى رحلات الجسر الجوي لعودة ضيوف الرحمن.. ورصدت مظاهر احتفالات المصريين بعيد الأضحى المبارك، وأوردت الصحف أن حجاج بيت الله الحرام واصلوا أمس مناسك الحج هذا العام برمي جمرات العقبة في أول أيام التشريق قبل أن يستعدوا لمغادرة منى.

أين حق الوطن؟

اهتمت مختلف المواقع الصحافية أمس بخبر وفاة رجل الأعمال حسين سالم، صديق الرئيس المخلوع حسني مبارك في مدريد في إسبانيا، بعد صراع مع المرض، عن عمر يناهز 86 عاما. ووفقا لموقع «الشبكة العربية» قال مصدر مقرب من سالم: «إن سالم تدهورت حالته الصحية إلى أن توفي في مدريد حيث يعيش منذ ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، وقد أخبرت أسرته العاملين في الشركات الخاصة بالوفاة، ونعاه عدد من العاملين في السياحة في شرم الشيخ على مواقع التواصل الاجتماعي. وعلق الاستشاري الهندسي، والناشط السياسي، ممدوح حمزة على وفاة سالم قائلا عبر حسابه على موقع «تويتر»: «البقاء لله والدعاء بالرحمة: وفاة رجل الأعمال حسين سالم في مدريد، يا ترى من سيحصل على حق الوطن من الورثة؟». وتخلى سالم – الذي كان مقربا من الرئيس الأسبق حسني مبارك – مع أفراد عائلته عن 75٪ من ثروتهم في اتفاق تم التوصل إليه في أغسطس/آب 2016 ويتيح لهم العودة إلى مصر بدون ملاحقة قضائية. واستردت إدارة الكسب غير المشروع المصرية 5.3 مليار جنيه (حوالي 321 مليون دولار) بموجب اتفاق تصالح مع سالم وأفراد أسرته. وسالم مساهم رئيسي في شركة غاز شرق المتوسط المصرية، التي تبيع الغاز لإسرائيل ودول أخرى بأسعار تفضيلية، ما يحرم مصر من إيرادات ومكاسب، وفق جماعات معارضة. وألقي القبض على رجل الأعمال الذي يحمل أيضا الجنسية الإسبانية بموجب مذكرة دولية عام 2011 في إسبانيا التي فرّ إليها بعد الانتفاضة الشعبية التي أنهت حكم مبارك».

الإحساس نعمة

«خلّفت حادثة معهد الأورام الإرهابية 20 شهيدا وتركت، كما يشير عمرو الشوبكي في «المصري اليوم»، صورا مأساوية وقصصا ومآسي إنسانية تابعها الناس بألم، كما خلف حفل المطربة الأمريكية جنيفر لوبيز التي جرت بعد الحادث بأيام قليلة صورا مبهجة ومنعشة تداولها كثير من الناس بغضب وسخط، ودلت في النهاية على أننا أمام عالمين مختلفين يعيشان على أرض مصر. يضيف الشوبكي: يقينا الاختلاف ليس كله ضارا، وكل من يتصور أنه يريد أن يضع الجميع في نمط معيشة واحد يختفي منه رواد حفل العلمين وإخوته مخطئ خطأ جسيما، وهناك من مشكلته ترجع فقط إلى إنه لا يستطيع شراء تذكرة الحفل، وإذا استطاع وربنا فتح عليه بالمال والجاه فإنه سيمارس استعلاء طبقيا على الغلابة أكثر مئة مرة من أهل العلمين، كما أن هناك من هاجم بقسوة الحفل لأن لديه عقدة من حضور النساء في المجال العام، سواء كن وزيرات أم غفيرات، ومع ذلك ظل هناك تيار واسع آخر لا تراه الدولة، رفض إلغاء الحفل المحدد موعده قبل الحادثة الإجرامية بفترة، ويقبل التنوع المجتمعي والثقافي، ويرى الكاتب أن علينا أن نعي أن هناك أزمة حقيقية أراها عميقة (ولا تراها الدولة كذلك) في التواصل مع الشعب في «الحلوة والمرة»، وإن تراجع صور التضامن مع الناس في مصائبهم، في ظل قيود مفروضة على مبادرات المجتمع الأهلي، يجعل الدولة مطالبة بالقيام بكل المهام، وأبرزها التضامن مع الناس في محنتهم، لا أن يبدو الأمر وكأن الحكومة تحتفل في العلمين. ويؤكد الشوبكي أن حضور الوزراء حفل العلمين كان خطأ كبيرا».

رشوة صدام

اهتم صلاح منتصر بتسليط الضوء على مساعي الرئيس الراحل صدام حسين رشوة مبارك مؤكدا في «المصري اليوم»: كان الرئيس الأسبق حسني مبارك أسرع من أدرك خطورة العمل الذي ارتكبه صدام حسين عندما غزا الكويت. وقد تصور أن العرب جميعا لا بد يدركون هذه الخطورة، وبالتالي سيعملون بسرعة على تأكيد هذا الموقف بصورة جماعية تجعل صدام يجد نفسه وحيدا فيضطر للانسحاب بسرعة من الكويت، وإلا فإن أمريكا ستتولى إدارة الأزمة، بما يجعل لها اليد العليا وآثار ذلك الخطيرة. وكان يعذب مبارك كما يؤكد منتصر أنه أحس بأن صدام خدعه بل أكثر من ذلك «استخدمه» في «تنويم» الكويت والسعودية، عندما أكد لهما بعد زيارته لبغداد قبل أقل من أسبوع من غزو الكويت، أن صدام لا ينتوي القيام بأي عمل عدواني. ومن أول يوم بل من أول ساعة أحس مبارك بأنه أصبح في سباق مع الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب في محاولة كل منهما إمساك خيوط الأزمة. ونقل منتصر عن أحمد أبوالغيط، الأمين الحالي للجامعة العربية ووزير الخارجية المصري الأسبق أنه بعد وصول سعدون حمادي وزير الدولة للشؤون الخارجية لحضور مؤتمر القمة العربية، فإنه في اجتماع مع الدكتور عصمت عبدالمجيد، وزير خارجية مصر لفت نظر الوزير المصري إلى أن الخير الذي سيحققه العراق من ضم الكويت لن يذهب كله إلى العراق، بل سيكون هناك فائض يمكن ذهابه إلى مصر. وعندما وجد حمادي ردا حاسما من وزير الخارجية المصري على أسلوب الرشوة، الذي تحدث به فإن سعدون غير أسلوبه وقال للدكتور عصمت بحدة أن موضوع الكويت انتهى، ولا رجعة فيه وأن العراق سيقطع يد من يحاول منعه. وقال له الدكتور عصمت محتدا: بل إن اليد التي ستقطع هي يد العراق».

حقوق غائبة

«يعترف بهاء أبوشقة في «الوفد» بأن من حق المواطن أن يحصل على حقوقه كاملة غير منقوصة، وأن يجد متطلباته بدون وجع دماغ، بما يتوافق مع آدميته وإنسانيته، والقوانين واللوائح ليست نصوصا صماء وحسب، وإنما هي بهدف تنظيم حياة وشؤون الناس، بما يحقق لهم المنفعة والصالح العام، ولذلك لابد من التدخل في أي إجراءات سقيمة أو عقيمة، والثورات تندلع ليس فقط من أجل القضاء على الظلم والقهر، وإنما بالشعور أيضا من هذا القهر وذاك الظلم، وعدم تحقيق تكافؤ الفرص من خلال لوائح عفى عليها الزمن ولم تعد صالحة. ولا بد من الحديث عن إيجاد حل من خلال أي فكرة يلتف حولها الناس، من أجل الحصول على حقوقهم كاملة ورفع العبء والظلم عن كاهلهم، والمعروف أن أي عمل ناجح هو مجرد فكرة وله آلية تنفيذ ناجحة، وبالتالي التحقيق على أرض الواقع يناله النجاح والتوفيق، وهنالك مثل واقعي نعايشه الآن بشأن توزيع الخبز والقضاء على منظومة الفساد، التي كانت السمة الغالبة عليه وعدم وصول الرغيف المدعم إلى مستحقيه، عندما قامت وزارة التموين بطرح فكرة وهيأت لها الآلية الناجحة في التنفيذ، كانت النتيجة نجاح الفكرة وعادت بمردود إيجابي على الناس، واختفت ظاهرة سلبية عانى منها الشعب على مدار عقود طويلة من الزمن، لذلك كما يؤكد الكاتب فإن أي فكرة أيا كانت التسمية هي فكرة قابلة للتنفيذ بآليات محكمة، ويشترط أن يشعر المسؤول أن هناك رقابة على أعماله وأفعاله، وأن المواطن ساعتها سيطمئن على أن مظلمته لن تجد سلة المهملات أو الطناش بشأنها».
حرب نووية

من المفارقات المثيرة التي اهتم بها حسن أبوطالب في «الوطن»: «أن الولايات المتحدة التي تملك 6780 رأسا نوويا، بنسبة 44٪ من إجمالي الرؤوس النووية التي تحوزها القوى النووية، تخشى من قوة الصين النووية التي لا تملك سوى 290 رأسا نوويا فقط، بينما روسيا تملك 7000 رأس نووي، أي نصف ما يملكه العالم من الرؤوس النووية، وتملك القوى النووية الأخرى، سواء المعترف بها قانونا أو غير ذلك 4٪ فقط من إجمالي الرؤوس النووية، يضاف إلى ذلك وفقا للكاتب، أن الصين تعترف بأن قوتها النووية ضعيفة، وأنها لا تمثل عنصرا أساسيا في رؤية الصينيين أنفسهم لدورهم في العالم، وهي مصممة لأغراض دفاعية، وأنها غير قابلة للاستخدام في الحروب التقليدية، لأن جيش الشعب الصيني لا يملك رؤوسا نووية تكتيكية يمكن استخدامها على نطاق جغرافي محدود، فضلا عن كون الصين غير خبيرة بالحروب النووية، كما أن الصين لا تمثل تهديدا نوويا لأحد، ويؤكد الكاتب أن ضعف القوة النووية الصينية بات يمثل هاجسا لدى المخططين الصينيين، لاسيما في ضوء ما يرونه تحولا نوعيا أمريكيا في التعامل مع صعودهم السلمي، استنادا إلى التطور الاقتصادي والتكنولوجي الخاص بهم، ولذا لم يعد غريبا أن تنشر بعض الصحف الصينية مثل «غلوبال تايمز» مقالات لخبراء يدعون فيها إلى تقوية مواقف بلادهم النووية، وأن تطوير منظومات الصواريخ القادرة على حمل رؤوس نووية بات حتميا، لاسيما قصيرة المدى، وتوسيع قواعد إطلاقها بريا وبحريا، ومن يتابع التحركات الصينية في بحر الصين الجنوبي يدرك أن الجزر الصناعية التي أقامتها الصين في حدود منطقتها الاقتصادية، لها وظائف عسكرية في الأساس، وكثير منها عبارة عن قواعد بحرية لضبط حركة الملاحة».

بين هاني ولوبيز

من معارك أمس الثلاثاء الفنية الهجوم الذي شنه طارق الشناوي في «المصري اليوم» على نقيب الموسيقيين هاني شاكر: «هل سيكف الناس عن التعاطي مع هذه الأغنيات، وسيتوقف هؤلاء المطربون عن الغناء، أم أن وسائط التقنية الحديثة وفرت لهم خطا موازيا قادرا على النفاذ في كل وقت وبعشرات من الوسائل؟ يجب أن نضيف بأن هناك أيضا رأيا رسميا يميل للمحافظة، يسعى لإحاطة الفنون بسياج أخلاقي صارم، إلا أن هذا الخط يتم بين الحين والآخر غض الطرف عن الالتزام به، لماذا صمت هاني ونقابته الموقرة عن الإدلاء برأيهم في ملابس المطربة العالمية جنيفر لوبيز؟ لو طبقنا معايير (المازورة) الأخلاقية التي يحتفظ بها هاني شاكر في جيب الجاكتة، لتحديد عدد السنتيمترات المسموح بها للفستان فوق الركبة، وأيضا مدى اتساع فتحة الصدر كحد أقصى، تلك المعايير التي كان هاني، وإلى عهد قريب، يعتبرها من أساسيات ممارسة المهنة، سقطت تماما، قبل أيام، مع جنيفر لوبيز، والسبب قطعا أنه استشعر بأن المواءمة السياسة تدفعه لرفع شعار (لا أرى، لا أسمع، لا أتكلم).
ويرى الكاتب أن المعايير المطاطة تطبق فقط على فنان أعزل، ولكن هل كل أغاني المهرجانات مسفة؟ أراها في المجمل ليست كذلك، هي سطحية ومباشرة، كما أنها تكرر (الثيمة) الموسيقية، ولكنها لا توصف بالإسفاف الأخلاقي، لو كانت كذلك كان الأولى لشرطة الآداب ملاحقتها والنيل القانوني ممن يروجون لها».

رحبوا بها في تركيا

نبقى مع جنيفر لوبيز التي تسبببت في هجوم على الإخوان أطلقة دندراوي الهواري في «اليوم السابع»: «استضافت تركيا المطربة الأمريكية الشهيرة، جنيفر لوبيز، التي أقامت حفلا غنائيا صاخبا في ولاية أنطاليا غرب تركيا، ولاقت إقبالا كبيرا من الشعب التركي، ووصل سعر التذكرة وقوفا ما يعادل 7 آلاف دولار، بينما وصلت أسعار التذكرة في الدرجة الأولى الممتازة، أكثر من 22 ألف دولار، ونفدت جميع التذاكر قبل ميعاد الحفل بعدة أيام.
الأمر اللافت، كما يشير الكاتب، أن منظمي الحفل في تركيا، رضخوا لكل طلبات المطربة الأمريكية، وهي طلبات تجاوزت الحدود واللياقة أيضا، بدءا من الطائرة المروحية التي ستنقلها من مهبط الطائرات بمجرد وصولها تركيا، مباشرة إلى ولاية أنطاليا، التي سيقام فيها الحفل، والإقامة في الفيلا التي يقيم فيها المشاهير، وتتكون من 3 طوابق، وخمس غرف نوم، تستوعب 10 أشخاص، وفيها مهبط للمروحيات، والأهم أن جميع نوافذها وزجاجها المطل على الخارج ضد الرصاص.
وغنت لوبيز بالأداء والملابس والرقصات نفسها التي تغني بها في كل حفلاتها، سواء في الولايات المتحدة الأمريكية، أو خارجها. ومع ذلك اهتمت وسائل الإعلام الإخوانية بنشر أخبار الحفل، ومن بينها جريدة «العربى الجديد»، وأشادت أيما إشادة بالتنظيم، ولم نسمع صوتا إخوانيا واحدا يهاجم الحفل، ويعتبره فسقا، وغير لائق! وعندما قررت جنيفر لوبيز الغناء في مصر، وتحديدا في مدينة العلمين الجديدة، شمال غرب البلاد، وشهد حفلها، إقبالا كبيرا من المصريين، وإعجابا وانبهارا بالمطربة العالمية، ولم تمر ساعات قليلة، حتى فوجئنا بالإخوان الإرهابيين، عبر أبواقهم على القنوات أو الصحف أو حساباتهم الخاصة، ولجان ذبابهم الإلكترونى على السوشيال ميديا، يهاجمون الحفل، ويستنكرون إقامته في مصر».

فوضى بلا مبرر

من الغاضبات أمس الثلاثاء أمينة خيري في «مصراوي» بسبب فوضى مواقع التواصل الاجتماعي: «من أحمد السعدني إلى جنيفر لوبيز، وبينهما شيرين رضا، وتبقى الأقواس مفتوحة إلى ما لانهاية.. لطالما كانت التفاصيل الصغيرة لحياة الآخرين مثار حب استطلاع، ورغبة عارمة في الاختراق وهو ما يغضب الكاتبة، هل غفرت الراحلة زوجة أحمد السعدني له عدم تحمله المسؤولية أم لم تفعل؟ وإذا كانت هي غفرت، فهل يا تُرى سيغفر له الله أم لن يغفر؟ جنون رسمي.
هذا ما نعيشه على مواقع التواصل الاجتماعي، الرجل قرر أن يكتب بضعة أسطر، ربما على سبيل التنفيس أو إبراء الذمة أو رغبة في سماع وقراءة عبارات تشد أزره، فإذا بجموع الشعب المتدين بالفطرة تهرع لتداول التدوينة، وتحللها، وتفندها وليت الأمر توقف عند هذا الحد! بل تطور لدرجة أن أمسك المعلقون والمعلقات في خناق بعضهم.
فمنهم من طلب لها الرحمة، وله الصبر، هو تافه وسطحي، ومن اعتبره شخصا غير مسؤول، هو قاسي القلب. مهزلة شبيهة بتلك التي مازالت رحاها تدور بسبب حفل عالمي لفنانة استعراضية عالمية هي جنيفر لوبيز. ماذا ارتدت؟ وكيف يسمح لها أن ترتدي ملابس كتلك؟ وما ثمن التذاكر؟ وأليس من الأفضل أن يوزع ثمنها على الفقراء والمساكين.
ضجيجنا الهادر على مواقع التواصل الاجتماعي يستحق الدراسة بالفعل. جميل جدا أن نتفاعل مع الأحداث، لكن أن يظل الأمر برمته مقتصرا على «الهبد والرزع» حيث من سيدخل الجنة؟ ومن سيلقى في النار من هؤلاء؟ فهذا هبل على حد رأي الكاتبة التي تضيف: لدينا مثال آخر في ما قالته الفنانة شيرين رضا حول البهائم والأضحية التي تأكل القمامة وتساؤلها حول حكم تناولها».

قتلة افتراضيون

نبقى مع الهجوم على ناشطي مواقع التواصل الاجتماعي بصحبة أكرم القصاص في «اليوم السابع»: «بعض من يعيدون نشر البوستات يبحث عن اللايك ويساهمون في نشر صور غير صحيحة، وبعضها يمثل في حد ذاته جريمة، ويؤدي لمشكلات، لأنه يتم بالتقاط صور ونشرها بدون استئذان أصحابها، ومنها صورة مصل في العيد فوق دراجة، ولا أحد يعرف ظروف التقاط الصورة، لكنها تسببت في مشكلات للرجل صاحب الصورة وأسرته، بفضل عمليات الشير والتنكيت من أشخاص لا يعرفون أنها تسببت في مشكلات إنسانية واجتماعية. وهو ما ينقلنا وفقا للقصاص لأزمة تسود من سنوات، وسؤال عما إذا كان من حق أي شخص يمتلك موبايل وكاميرا أن يلتقط أي صور وينشرها بدون إذن أطرافها، حتى لو كانت تسيء لهم. وبعض عمليات الشير واللايك تصبح أدوات للقتل الاجتماعي والتشهير. الإجابة بالطبع لا، لكن في الأغلب لا أحد يجد لديه الوقت والجهد لملاحقة من أساءوا إليه، مع غياب موضوع الخصوصية واحترام خصوصيات الآخرين، خاصة في ما يتعلق بالأحداث والمناسبات الخاصة والتقاط صور لأشخاص، في أوضاع خاصة، بدون أن يكونوا مستعدين، والنشر بهدف التنكيت انتظارا للايكات والقهقهات، وأي واحد ممن يفعلون ذلك لا يضع نفسه مكان أصحاب هذه الصور وأسرهم. هذه المظاهر، كما يشير القصاص، تتجاوز التصرفات الفردية لتتحول إلى عدوى ومرض يتجاوز الرغبة في الاحتفال، ليسفر عن سلوك شبه جماعي بين الافتراضيين تجاه أي من القضايا الاجتماعية، أو التي تتعلق بالشخصيات المعروفة، حيث تنتشر بوستات وصور وشائعات، وهذه «العنعنعنات الافتراضية» تضاعف من الشك في أدوات التواصل وتضعف من تأثيرها، ولهذا تراجعت الثقة في هذه الأدوات، خاصة بعد تضاعف حالات اختراق الخصوصية بين جمهور واسع يمارس رقصة افتراضية جماعية متوحشة».

يعيشون على أرضها

نتوجه نحو الهجوم على نجوم الفن والرياضة الذين لا يدعمون مصر في معركة البناء وينتقدهم مصطفى البلك في «الجمهورية»: «خلال الأيام القليلة الماضية، تعرضنا لعمل إرهابي استهدف معهد الأورام المصري، والمنطقة المحيطة به، وجاءت مبادرات تبرع من مصر وخارجها، كان على رأسها ابن مصر العظيم محمد صلاح والشيخ محمد بن زايد وعدد من رجال الأعمال المصريين، وانتظرت تبرعات نجوم ونجمات مصر ولاعبي كرة القدم، فجميعهم عرف طريق الملايين، وكلنا يسمع الأجور الفلكية لهم، التي تتعدى الـ50 مليونا في العمل الواحد، انتظرت وانتظاري طال ولم أسمع ولم أر، وأدركت أن الفن الحقيقي خلفه فنان يعرف قدر الوطن والانتماء له، في زمن الفن الجميل كان عندنا قوة ناعمة تجوب العالم، وكان عندنا فنان يعرف للفن قدره ويعرف للوطن مكانته وعزه، ويقدم له كل الدعم ماديا ومعنويا، ولهذا كان لدينا دعم من فناني مصر تحت مسمى المجهود الحربي وقطار الخير، ومنذ أيام رأيت تسجيلا لحفل جمعية فناني وكتاب الجيزة، دخله مخصص لحب مصر شارك فيه الصديق العزيز الراحل نور الشريف والراحل فريد شوقي والراحل فاروق الفيشاوي والراحل محمود عبد العزيز والراحلة مديحة كامل وغيرهم، ممن رحلوا عن عالمنا، وكان على هامش الحفل مزاد خصص أيضا للتبرع في حب مصر، فأين نجومنا من حب مصر؟ هل الحب لديهم لا يزيد عن أغنية مسجلة وكلمات ركيكة نردد فيها مصر مصر مصر؟ هل الحب لديهم لقاءات وحوارات هدفها الشهرة ليس أكثر؟ اين عمرو دياب وتامر حسني وشيرين وأنغام وغيرهم؟ وأين نقيب الموسيقيين هاني شاكر، ولماذا لا يدعو باسم النقابة هؤلاء النجوم لعمل حفلات يخصص عائدها لمصر؟».

«مراتي بتعض»

اهتمت «الأخبار» بطرح بعض المشاكل الزوجية التي تكشف عن توحش بعض الزوجات: «وقف الزوج داخل محكمة الأسرة قائلا.. لقد كانت زوجتي لا تنطق إلا بالطيب، تمسك لجام نفسها فلا أراها إلا مبتسمة وتتحلى بأخلاق لا يضاهيها فيها أحد، وبعد أن رزقنا الله بمولود أصبحت امرأة أخرى سليطة اللسان، عصبية المزاج، صوتها يعلو فوق أي صوت، وازدادت حالتها سوءا بعدما رزقنا أيضا بطفلين توأمين، وانقلبت الحياة رأسا على عقب.
وبعد أن اشتد عودهم والتحقوا بالمدرسة أصبحت لا تتعامل معهم إلا بالضرب بالشبشب، وتنقض عليهم كالوحش تعض أجزاء من جسدهم، الذي كانت تعلوه الزرقة الداكنة تاركة آثار أسنانها، غير أن صوتها يعلو تشوبه صرخات تخترق أذني أثناء صعودي سلم المنزل، ما كان يصيبني بالهلع والذعر وأهرول مسرعا خشية أن يكون هناك مكروه أصابها، أو أو أصاب أحد ابنائي، تكرر هذا كثيرا، وحاولت أن أوضح لها بأن تربية الأبناء ليست بالضرب، وأن العنف لا يأتي إلا بعنف، لكن بدون جدوى. وتابع: «تحملت تصرفاتها مراعيا الضغوط الحياتية، لكن كانت الطامة الكبرى عندما عدت من عملي فلم أجد ابني الصغير الذي اعتاد استقبالي، فتوجهت إلى غرفة نوم ابنائي فوجدتهم يبكون بمرارة وصمت، وتعلو وجوههم حالة من الرعب والفزع، حاولت التحدث معهم لكنهم لم ينطقوا بحرف ويشيروا لي إلى شقيقهم الصغير الذي يبكى تحت غطاء السرير ويئن أنينا مزق قلبي، وما أن وقعت عيناي على يده اليمنى وجدت أحد أصابعه متورما بشكل مخيف ولا يقدر أن ينطق وتنساب الدموع من عينيه مراقبا باب الغرفة خشية أن تأتي الأم».
عباقرة لكن فقراء

أعرب زكي السعدني في «الوفد» عن أسفه بسبب المأزق الذي بات يواجهه المتفوقون في المرحلة الثانوية مؤكدا على: «أن وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي سلمتا الناجحين في الثانوية العامة، خاصة الحاصلين على أكثر من 96٪ للجامعات الخاصة لتفعل بهم ما تشاء، سواء في رفع المصروفات الدراسية أو فرض الأتاوات التي ترهقهم ويقطعونها من لحم الحي، لتوفير فرصة للتعليم العالي في هذه الجامعات.. وأدت فوضى المجاميع العملاقة والمهازل التي تشهدها امتحانات الثانوية العامة إلى اغتيال أحلام المتفوقين وإرغامهم على الالتحاق بكليات لا يرغبون الدراسة فيها، وتساويهم مع الحاصلين على 70٪ و80٪ ما يعني، كما يشير الكاتب، لعدم تكافؤ الفرص بين المتفوقين والأقل تفوقا والمتميزين والأقل تميزا.. وقد اضطر الطلاب المتفوقون إلى البحث عن فرص بديلة في الجامعات الخاصة، نظرا لضيق الفرص المتاحة أمامهم في الجامعات الحكومية، التي يفضلها الطلاب، خاصة غير القادرين على توفير المبالغ الضخمة للالتحاق بالكليات الخاصة، ومنها الطب والصيدلة وطب الأسنان والعلاج الطبيعــــي.. وتعد هذه الكليات المقصد المفضل لأصحاب المجاميع المرتفعة في الثانوية العامة، ولا يرغبون في الالتحاق بالكليات النظرية التي أصبح وجودها بدون جدوى وتخرج جيوشا من العاطلين وغير المؤهلين لأسواق العمل وتعد هذه الكليات عبئا على ميزانية الدولة.. وتشهد الفترة الحالية أوكازيون للتوسع في كليات المجموعة الطبية الخاصة، ومنها الطب في الجامعات الخاصة على حساب الفرص المطلوب توافرها في الجامعات الحكومية لاستيعاب المتفوقين، وفقا للدستور الذي ينص على توفير فرص التعليم العالي والجامعي المجاني لأبناء الشعب».

أرجم ضميرك أولا

تطالب رشا يحيى في «البوابة نيوز» من يسعون لرضا الله والانتصار على الشيطان أن يراقبو ضمائرهم أولا: «لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك».. هذا النداء الذي ترتعد معه أجســــادنا، وتخشع قلوبنا ونحن نسمع ملايين المسلمين من كل بقاع الأرض يرددونه في بيــــت الله الحرام، فنردده معهم، ونفوسنا تواقة لرؤية الكعبة وتلبية نداء اللــــه وزيارة بيته، كي نستمد الطاقة الروحية التي تخلصنا من ذنوبنا وأوجاع قلوبـــــنا.. نردده معهم ونحن نلتمس المدد من الرحمـــن ونطلب الغفران، ونسأله تعالى أن يمنحنا هذا الفضل ونصبح من حجاج بيـته.. ومع هذه الأجواء الروحانية التي تصفو فيها النفوس، ونتبادل التهــــاني والأمنيات والدعوات مع الأهل والأصدقاء، شعرت رشا بالغثيان وهي تسمع من إحدى صديقاتها معاناتها مع من يفترض أنه «أب» لأبنائها، ولكنه للأسف لم يع معنى الأبوة، أو يتحمل المسؤولية التي جعلها الله في رقبته، فالغريب أن هذا الشخص ذهب للحج هذا العام، بدون أن يزور أبناءه أو يسأل عنهم منذ عدة شهور.. والأغرب أنه منع عنهم نفقاتهم الشهرية منذ ذلك الوقت، رغم أنه مقتدر ماديا، ويعمل في وظيفة مرموقة في أحد أهم مؤسسات الدولة.. ترك أبناءه الذين جعلهم الله أمانة في عنقه، بدون أن يعلم عنهم شيئا، وبدون أن يتساءل كيف تتحمل أمهم نفقاتهم براتبها الصغير -الذي لا يتعدى عشر ما يتقاضاه – مع زيادة الأسعار وغلاء المعيشة.
والمؤسف أنه ذهب للحج بدون أن يسدد ديونها التي في رقبته منذ سنوات، وقت أن كانت تسانده وهو يعانب من ضيق الرزق، فحرمها وحرم أبناءه من أبسط حقوقهم!! وادعى الفقر».

مؤامرة أم إهمال؟

أزمة صناعة الدواء محور اهتمام الغيورين على الصناعة الوطنية، وهو الأمر الذي دفع محمد رؤوف لأن يهتم بالقضية في «الشروق»: «إذا كانت الأوضاع المزمنة للشأن الدوائي الوطني غاية في الحرج، فإن مشروع قانون هيئة الدواء المصرية، الذي وافق عليه البرلمان أخيرا سوف يجعلها أكثر حرجا بمراحل، حتى أن البلاد قد تتأسى لفداحة سلبياته بعد فترة إذا لم يُعاد تناول الموضوع (والشأن الدوائي برمته) بعمق وموضوعية وشفافية.
يؤكد الكاتب أن من شأن هذا القانون زرع الإيهام بالتغيير إلى الأحسن، بينما هو يقود إلى تعظيم حالة اللامنهجية السائدة، وفي ما يلى بعض الأسباب: إن الجديد الذي يحتاج إليه الوضع الدوائي في مصر هو كيان يصنع سياسات، ويرسم استراتيجيات وينسق ويتابع ويُقوم جميع أنشطة الشأن الدوائي على أرض مصر، بينما الهيئة التي يُنشئها المشروع البرلماني هي مجرد حل (وإحلال محل) كيانات موجودة بالفعل على الرغم مما لديها من خبرات وكفاءات متراكمة على مدى تاريخ طويل، منذ خمسينيات القرن العشرين، وعليه فالهيئة المقترحة لا تعالج السلبيات المزمنة، بل من شأنها التفريط في كيانات تمثل ريادات إقليمية ودولية الأمر الذي يُجرف الصالح القومي. ويستشهد الكاتب بالهيئة القومية للرقابة والبحوث الدوائية وتسمى اختصارا «نودكار» فهي كيان مصري عظيم وكل ما تحتاجه هو «التمكين» وليس الاغتيال (أو ما يتشابه مع ذلك مثل استبعاد شقها البحثي). وهنا يستحق الأمر الإشارة إلى الآتى: إن «نودكار» هي أول كيان رقابي بحثي علمي دوائي متكامل على المستوى العربي والافريقي والعالم الثالث، أي أنها تمثل هارمونية إقليمية متفردة في ربطها للرقابة بالبحث العلمي، تماما كالهيئات المماثلة في الدول المتقدمة. إن ممارسة الرقابة الدوائية في سياق بحثي علمي مؤسسي، كما الحال في «نودكار» مسألة عظيمة الأهمية بالنسبة للدواء، لأنه سلعة تتطور يوميا ويقر الكاتب بأنه من المؤلم تقاعس الدولة عن تعيين رئيس كامل الأهلية لمجلس إدارة «نودكار» طوال أكثر من ثلاثة عقود مضت».

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول alaa:

    الدولة في شخص السيسي أخذت أو إستردت جزء من الأموال المنهوبة ولم نري هذه المليارات أين ذهبت ؟؟؟؟؟ ولآ حول ولآ قوة إلآ بالله .

إشترك في قائمتنا البريدية