بقاء المستبدين العرب خير لإسرائيل

حجم الخط
10

ستُفتح صناديق الاقتراع في صباح غد ( أمس) في أنحاء مصر كلها. وسيأتي عشرات آلاف المراقبين – القضاة، وممثلي منظمات مدنية، ودبلوماسيين اجانب، بل سيأتي ممثلو الجامعة العربية للتحقق من ألا أحد يحاول الاحتيال بأوراق الاقتراع. أحقا؟ لا يحتاج الامر الى ذلك لأنه اذا لم توجد مفاجآت حادة فسيكون «رجل مصر القوي» المشير السيسي هو الرئيس. فجميع استطلاعات الرأي تمنح المرشح الآخر حمدين صباحي نجاحا رمزيا. وهو نفسه قد عرض خدماته، ليأخذوه فقط، لمنصب رئيس الوزراء أو نائب الرئيس.
وفي الاسبوع التالي ستحين نوبة الفوز الكاسح في سوريا. فبعد أن نظم بشار الاسد لنفسه «منافسين» مجهولين وأخذ بالقوة حق التصويت من ستة ملايين لاجيء الذين هربوا منه، سيكون «الرئيس» للمرة الثالثة. وسيقول مسوغا ذلك بالطبع إن «ذلك ما يريده الشعب»، ولن يستطيع أحد أن يلزمه بالوفاء بالوعود أو إحداث اصلاحات. والسبب بسيط جدا وهو أنه لم يجد نفسه الى الآن في عرض برنامج سياسي أو خطة اقتصادية، فهو لا يحتاج الى ذلك. فمن المؤكد أن بشار سيفوز وبعد الانتخابات كما يقولون، فان (إلهه) كبير.
صرت أسمع أكثر في الايام الاخيرة شكاوى من محادثي في العالم العربي من أن اسرائيل – يقتصر النقد دائما على نتنياهو – لا تريد سوى الطغاة في حيينا. ما الذي يهمنا نحن الديمقراطيين من الربيع العربي والمظاهرات والازمة الاقتصادية الفظيعة واللاجئين والعمليات. ويستل من يتحدثون إلي أدلة قاطعة في زعمهم تُبين كيف ينظم مبعوثون اسرائيليون حتى هذه اللحظة حقا جماعة ضغط قوية من اجل الرئيس المنتظر السيسي عند القيادة العليا في الادارة في واشنطن. ويقولون في اطلاق نار من الخاصرة إن نتنياهو يُصر على عدم التشويش على بشار فهو لا يريد سواه في القصر.
وأقول ويدي على قلبي إنهم صادقون. لأن وجود الحكام المستبدين خيرا لنا. وإن نظرة الى دول العالم العربي الـ 22 تمنحنا شعورا بأن وجود رئيس ذي قبضة حديدية يمسك بالاجهزة الامنية وبالجيش أجدى علينا. وكل مغامرة اخرى باسم حرية التعبير وحقوق الانسان ستفضي الى مشكلات.
وقد ألقى السيسي بملاحظة ساحقة الى كل من يطورون توقعات تُبين أن ليس هذا وقت الحلم بالديمقراطية. فهو سيبني الدولة والاقتصاد والاستثمارات والسياحة ويصفي الحساب مع الاسلاميين قبل ذلك. فهنيئا مريئا. لأن الشيء الأساسي من وجهة نظرنا أنه وعد بألا تكون سيناء مركز ارهاب موجه على ايلات، أما ما بقي وهو مشكلة تسعين مليون في مصر فليس مشكلتنا.
إن ثلثي مواطني الدول المجاورة – مصر وسوريا ولبنان والاردن – وفي دول الغلاف الثاني ايضا – السعودية والمغرب وتونس والعراق – هم شباب حتى سن الثلاثين. وعدد منهم خريجو جامعات، والجزء الاكبر منهم عاطلون عن العمل وخائبو الآمال، ولا تحسب السلطة لهم حسابا إلا حينما يخرجون للتظاهر عليها. ولا صلة لنا بهم. فليستمروا على التغريد في الشبكات الاجتماعية – فمدوناتهم جذابة جدا، صدقوني. لكننا نريد صلة، فوق الطاولة أو تحتها، بالمستبدين فقط.
وفي الختام أقول إن هذا ليس زمان أهل النوايا الحسنة. فنحن باسم المصلحة الأنانية نصوت لبشار ونؤيد السيسي ونحن مستعدون لبذل جهد لتبقى الأسرة المالكة الاردنية، ولا يهم الآن أن يشوش نصر الله على انتخاب رئيس جديد في لبنان أو أن يتلقى رئيس وزراء العراق المراوغ نوري المالكي أوامر عمل من طهران فقط.
لن نعوق المستبدين عن إطعام الجماهير وتجنيد المستثمرين وانشاء المصانع وأن يطرحوا في السجون كل من أرادوا. وتحطم الادارة في واشنطن رأسها بالديمقراطية وحرية التعبير. أما نحن فلا نغامر. فبقاء المستبدين خير لنا.

سمدار بيري
اسرائيل اليوم 25/5/2014

صحف عبرية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول محتار المانيا:

    طيب ما الجديد يعني.فامعروف للكل ان أسرائيل مع المستبدين حتى الرمق الاخير الانهم اصلا هم ليس اعداء اسرائيل.وحتى بشار الاسد رجل المقاولة والمماتعه هو مع اسرائيل لكنة فقد يغرد خارج الصرب. سوى شخص واحد وهو معروف من قتلوه يوم العيد .وهو يقول عاشت فلسطين.

  2. يقول الكروي داود النرويج:

    وشهد شاهد منهم
    يعني الصهاينه ليسوا مستبدين علينا
    لكنهم رحماء فيما بينهم

    بعكس مستبدينا رحماء عليهم أشداء علينا

    ولا حول ولا قوة الا بالله

  3. يقول غادة الشاويش:

    الى نبيل العلي الذي اراد تكميم افواهنا لاننا فلسطينيون علينا ان لا نتدخل في الشان (السوري ) وبطريقة تعكس شخصية مخابراتية مستبدة قبل ان تنظر علينا تنازل واقرا صحافة العدو
    وزراة المستضعفين ، عاصفة الثار ، ام ذر الغفارية
    جريحة فلسطينية منشقة عن المنظمة التيتطلق على نفسها اسم حزب ( الله )

  4. يقول Hassan:

    في حقيقة الأمر ليست سوى فوضى ولم تكن ثورة. جاء المنتقمون الذين عاثوا في دواليب كل دولة وفعلوا ما شاؤوا ولم يحاسبوا على ما قاموا به من تدمير مادي ومعنوي لا يختلف عن فعل التتار. لقد كانت عبارة عن حرب ليأجوج ومأجوج وكل يملخ ويملش ويجذب له مجرى المال بشتى الطرق. لهفة لا مثيل لها ولم تقع حتى في التاريخ لا القديم ولا الحديث لقد أصبح المواطن العادي لا يستطيع العيش وكل قد كبل بالديون وعجز عن توفير لقمة العيش موظفا كان أو بطالا وبرزت للوجود فئات قد أثرت ثراء فاحشا وقد حطمت كل الأرقام القياسية في حثو المال. اختل التوازن في جميع المجالات بعد أن كان معدلا وفق فسطاس وإن كان مشطا في ما مضى ولكن الكل مستفيد. العرب لا تستأهل أي نوع من أنواع الثورات خاصة مع المتأسلمين الذين أتوا على كل شيء. الصهيونية بالطبع كان لها الدور الفعال في انتشار الفوضى التي كانت في صالحها ولم تكن في صالح الشعوب التي انساقت وراء ما أعد لها سلفا.

  5. يقول Visitor:

    أخت غادة, تحية طيبة, ما عليكي من الحثالات من مناصري الطغاة حتى ولو تسموا بالنبالة والعلو وليس لهم ذرة منها.والله ما ناصروهم الا لأنهم مستفيدون من اجرامهم وطغيانهم أو لأنهم ببساطة من لون طائفي واحد.

  6. يقول الكروي داود النرويج:

    الأخت غاده الشاويش
    عرفت عن نفسك ياأختاه بأنك فلسطينيه منشقه من حزب الله
    والسؤال هو : الذي أعرفه أن حزب الله لا يضم في صفوفه فلسطينين ولاسنه
    فهو حزب منغلق على نفسه وأعضاءه من اللبنانين الشيعة فقط

    فكيف كنت سابقا بحزب الله
    وأنا باءنتضار جوابك
    وشكرا

    ولا حول ولا قوة الا بالله

  7. يقول Sultan:

    يصل احترامي فقط الي الاخ hassan .

  8. يقول Hassan:

    شكرا أخ Sultan

  9. يقول Visitor:

    ان الطيور على اشكالها تقع

  10. يقول Hassan:

    ” قل موتوا بغيظكم … “.

إشترك في قائمتنا البريدية