لندن- “القدس العربي”:
بينما يتسابق الجميع في العالم الافتراضي لإلقاء اللوم على المدير الفني للمنتخب الجزائري جمال بلماضي، ومطالبته بالتنحي عن منصبه بعد كارثة الخروج من الدور الأول لكأس أمم أفريقيا للمرة الثانية على التوالي، وثّقت إحدى العدسات لقطة عاطفية بين مجموعة من الجمهور الجزائري والناخب الوطني، حدث خلالها آخر وأغرب سيناريو كان ينتظره الأخير بعد الهزيمة المؤلمة على يد المنتخب الموريتاني بهدف نظيف مساء الثلاثاء.
وبصم منتخب محاربو الصحراء على بطولة للنسيان، بدأت بالتفريط في انتصار كان في المتناول أمام منتخب فهود أنغولا بهدف لمثله، ثم بخطف نقطة ثمينة في ملحمة خيول بوركينا فاسو، التي انتهت بهدفين للكل، قبل أن يأتي موعد الليلة الظلماء أمام منتخب المرابطون، التي كانت شاهدة على أول انتصار في تاريخ منتخب موريتانيا خلال 3 مشاركات في الكان، والذي على إثره واجه بلماضي وكتيبته نفس مصير “كان” الكاميرون 2021، بالخروج من الدور الأول وبلا أي انتصار.
#بلماضي للجمهور
"اسمحولنا..درنا واش نقدرو.."
واش رايكم ؟#الجزائر_موريتانيا
pic.twitter.com/W5PFPQtorj— Reine De Sabaa (@ReineDeSabaa8) January 23, 2024
وعلى الرغم من الهجوم المتوقع والمنطقي على بلماضي في وسائل الإعلام و”السوشال ميديا” في ردود الأفعال على الإقصاء المبكر للخضر، فقد شوهد المدرب بعد انتهاء مباراة موريتانيا، في ما يمكن اعتبارها جلسة اعتذار ومصارحة مع مجموعة مع مشجعي منتخب الجزائري داخل أرضية ملعب “السلام”، الذين فاجأوا المدرب بما هو أبعد من تقبل اعتذاره بسهولة ويسر، وذلك بالتوسل له من أجل البقاء في منصبه حتى إشعار آخر.
وقال أحدهم في المقطع الرائج على مواقع التواصل: “يا شيخ يا ترحل، لا ترحل، كارثة إذا ما رحلت.. كارثة، يا شيخ لا ترحل لا ترحل نحن معاك، أملنا هو أنت يا شيخ أنا هو أملنا، ابقى معنا لإقصائيات كأس العالم من فضلك”، فرد عليه بلماضي قائلا: “بارك الله فيكم.. سامحونا واسمحوا لي”، ليقاطعه آخر مازحا “مسامحين دنيا وآخرة”.
وأكمل بلماضي: “قدمنا كل ما في وسعنا وكل ما في جعبتنا”، ليقاطعه نفس المشجع الذي ارتدى عباءة المتحدث الرسمي عن المجموعة: “لا بأس لا بأس.. نحن معاك ظالما أو مظلوما يا شيخ ومسامحينك دنيا وآخرة، الله يعطيك الصحة يا شيخ، لا تروح يا شيخ، أنت هو الذي تفرحنا وأنت الذي تسعدنا فلا تذهب”، ما تسبب في اختلاط مشاعر المدرب، وفي الأخير ترك المكان وهو يغالب دموعه.
وخرج المنتخب الجزائري بحصيلة غير مسبوقة من الأرقام السلبية من المونديال الأفريقي الحالي، منها على سبيل المثال، إنهاء المجموعة في المركز الأخير للمرة الثانية على التوالي والخامسة في تاريخه بعد نسخ 1998 و2002 و2013، وأيضا كسر حاجز الـ1650 يوما دون تحقيق أي فوز في بطولة أفريقيا، تحديدا منذ الفوز على السنغال يوم 19 يوليو/ تموز 2019 في المباراة النهائية لكان 2019 التي نظمتها مصر، في ما ساهم في انتشار التعليقات المثيرة عما تُعرف بلعنة الفراعنة.