بلومبرغ: هل يريد بوتين تغيير الترتيبات الإسرائيلية في سوريا والضغط على بينيت؟

إبراهيم درويش
حجم الخط
0

لندن- “القدس العربي”: نشر موقع “بلومبرغ” تقريرا أعده هنري ماير وغوين اكرمان حول العلاقة الروسية-الإسرائيلية، وقالا إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يستعرض عضلاته في سوريا في امتحان للزعيم الإسرائيلي الجديد. فعلاقات خشنة قد تذهب أبعد من إشعال التوترات مع رئيس الوزراء نفتالي بينيت وقد تجبر إسرائيل على تغيير مسارها لمنع إيران من زيادة نفوذها الإقليمي.

وأضافا أن روسيا تحاول استغلال التغيير في الحكومة الإسرائيلية من أجل تأكيد سيطرتها على بعض العمليات العسكرية في مناطق حليفها في سوريا. وحتى هذا الوقت احتفظ الكرملين بالتحول على المستوى الخطابي، وغير مستعد لمواجهة عسكرية مع إسرائيل. فبعد سنوات من التسامح مع الغارات الإسرائيلية على سوريا في ظل حكومة بنيامين نتنياهو، عبرت موسكو عن رغبة أكبر لتقوية دفاعات بشار الأسد مع وصول الحكومة الجديدة في إسرائيل. وقالت إلينا سبونينا، خبيرة الشرق الأوسط في موسكو “لم يعد الرئيس فلاديمير بوتين ملتزما بالتفاهمات الماضية” و”تنسيق الجهود ضد الإرهاب”.

لكن الموقع أفاد أن النهج المتشدد من موسكو قد يدفع الحكومة الإسرائيلية لتغيير استراتيجيتها ومنع إيران من توسيع تأثيرها في المنطقة أو تغيير طريقة غاراتها لنموذج بديل عنها. وبشكل آخر، قد يزيد الوضع الجديد من التوتر بين بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت.

ويرى الموقع أن الحزم الروسي يؤكد على ثقتها في الشرق الأوسط ومنذ قرار التدخل لدعم الرئيس بشار الأسد في عام 2015، وفي الوقت الذي كانت فيه إسرائيل تبلغ موسكو بموعد الهجمات حتى تتجنب ضرب مصالح روسية في سوريا، لكنها لم تحصل على إذن للقيام بالعمليات العسكرية. وقال شخص مقرب من وزارة الدفاع الروسية طلب عدم الكشف عن اسمه حفاظا على السرية “قد تقوم روسيا بتكثيف فرق الدفاع الجوي السوري للحد من الغارات الإسرائيلية ضد الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران”. وقال إن الهدف هو الحصول على تعهد من بينيت لكي يقوم بتنسيق الغارات الجوية مع الجيش الإسرائيلي، حسب شخص آخر.

وتصادم البلدان حول سوريا من قبل، ففي 2018، رغم اعتراف الدفاعات الجوية السورية بإسقاط طائرة روسية ومقتل 15 جنديا على متنها إلا أن بوتين حمل إسرائيل مسؤولية الحادث، لأن الطائرات الإسرائيلية كانت تضرب أهدافا في سوريا في ذلك الوقت. وقررت روسيا نقل منظومات دفاعية متقدمة إلى سوريا ردا على الحادث. ولا توجد أدلة على عرقلة للغارات الإسرائيلية على سوريا الآن. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن المنظومات الدفاعية في سوريا أحبطت ثلاث هجمات خلال الأسبوعين الماضيين، بينما نفت إسرائيل وغيرها هذه المزاعم. وقال غيورا إيلاند، رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق “سنواصل ضرب أهداف إيرانية في سوريا”. و”كان هذا واحدا من إنجازات إسرائيل ضد إيران في السنوات الأخيرة ولن نتراجع”.

ويشير الموقع إلى مزاعم روسيا التي دفعت معارضي بينيت للهجوم عليه بشأن الاتفاق غير الرسمي بين روسيا والدولة العبرية لضرب أهداف إيرانية وتجنب مواجهة مع قوات الأسد. ورفض متحدث باسم وزارة الدفاع الإسرائيلية التعليق. وقال السفير الإسرائيلي في موسكو ألكسندر بن زيفي إن التغير في الحكومة الإسرائيلية “لن يترك أثرا على علاقاتنا”. وقال حاخام موسكو الأكبر بنحاس غولدسميث إن التحدي الأكبر للحكومة الإسرائيلية هو بناء علاقات قوية مع بوتين.

وتحدث بينيت مع بوتين بعد ثلاثة أسابيع من انتخابه رئيسا للوزراء ولم يلتقيا بعد. واتصل نتنياهو مع بوتين خلال العامين الماضيين 13 مرة والتقيا ثلاث مرات حسب موقع الكرملين على الإنترنت.

وانتهز حزب الليكود المعارض قائلا لو صحت التقارير التي تشير لحد روسيا من الغارات الإسرائيلية على سوريا فإن “الحكومة الفاشلة خسرت رصيدا استراتيجيا لإسرائيل أثناء حكومة نتنياهو”. وقال ألكسندر شوملين، الدبلوماسي الروسي السابق والذي يترأس المركز الممول من الدولة أوروبا- الشرق الأوسط “هذا يتعلق بالضغط على إسرائيل وليس عن اتخاذ خطوات حقيقية، مع أننا قد نتحرك بهذا الاتجاه”، مضيفا “مع ذلك لا يوجد أي منظور للمواجهة مع الإسرائيليين”. ويرى زيفي ماغين، السفير الإسرائيلي السابق في موسكو أن على روسيا أن تخبر إسرائيل لو أرادت إنهاء الاتفاق غير الرسمي “في الحد الأدنى، لم يتغير شيء” و”تعرف روسيا أنها لو غيرت هذا بالقوة فسترد إسرائيل بالقوة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية