لندن – “القدس العربي”:
علق موقع “بلومبيرغ” في تقرير لمحمد حاتم على إعلان الانفصاليين في جنوب اليمن معتبرا الإعلان ضربة للسعودية وجهودها لإنهاء الحرب المدمرة التي أشعلتها في البلد الجار لها.
ففي تشرين الثاني/نوفمبر وقعت الحكومة اليمنية برئاسة عبد ربه منصور هادي والحركة اتفاقا لتشارك السلطة مع الانفصاليين. وحظي الاتفاق بمباركة من السعودية والإمارات العربية المتحدة. ولم يتم تطبيق الاتفاق بطريقة سلسة، حيث اندلعت الأعمال القتالية بين الطرفين في كانون الثاني/يناير ثم جاء الإعلان الأخير بشكل قد يقود لإطالة أمد الحرب التي تدور منذ خمسة أعوام.
وشجب هادي الإعلان واعتبره انقلابا ودعا الأمم المتحدة والجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي للتدخل. كما رفضت ست محافظات في الجنوب منها شبوة وسقطرى وحضرموت الإعلان، مؤكدة على تمسكها بحكومة هادي. وأبعدت الإمارات نفسها عن الإعلان قائلة إن الإحباط من تأخير تطبيق اتفاق مشاركة السلطة لا يستدعي إجراءات من طرف واحد. وقال أنور قرقاش وزير الدولة في الخارجية الإماراتية بتغريدة: “ثقتنا مطلقة بالإخوة السعوديين وتطبيقهم لاتفاق الرياض”. وبدأت الحكومة والانفصاليون المواجهة في عام 2018 ومن هنا جاء اتفاق تشرين الثاني/نوفمبر لوقف الحرب داخل الحرب ومنح الحكومة مصداقية عندما تتفاوض مع المتمردين الحوثيين.
ويعتبر اليمن إستراتيجيا نظرا لمضيق باب المندب الذي يربط البحر الأحمر وخليج عدن الذي يمر منه معظم نفط العالم. وكان هدف التدخل السعودي في 2015 هو إعادة هادي وبسرعة إلى الحكم إلا أن القتال لم يتوقف وأدى لخلق أكبر كارثة إنسانية في العالم وقتل فيه عشرات الآلاف وشرد ملايين من السكان الذين باتوا يعانون من المرض والجوع.
ويقول غراهام غريفيثس من شركة “كونترول ريسك غروب” في دبي: “يعتبر إعلان المجلس الجنوبي الانتقالي نكسة لجهود السعودية لتحقيق مصالحة بين الحكومة المعترف بها دوليا والانفصاليين بالجنوب وكذا خفض التوتر مع الحوثيين”، وأضاف أن “منع انهيار الاتفاق بشكل كامل بسبب إعلان المجلس الجنوبي الانتقالي يقتضي التزاما كاملا من المملكة في وقت تحاول فيه تخفيف تورطها في اليمن”.
وأضاف أن ظهور هذه التصدعات في الجنوب ستضر بجهود تنظيم محادثات مع الحوثيين وقد تعرضت القوى المعادية للحوثيين إلى نكسات في ميدان الحرب بشكل يضطر السعودية لزيادة عملياتها العسكرية. واتهم المجلس الانتقالي في بيان له حكومة هادي بعدم دفع الرواتب والتسبب في تدهور الخدمات العامة. وعلق وزير الخارجية محمد الحضرمي بأن المجلس الانتقالي يتحمل وحده مسؤولية التداعيات الكارثية والخطيرة للإعلان.
هذه ليست نكسة فحسب بل هي الدواء المسموم بسم زعاف الذي سيوقع قرني الشيطان في الجزيرة العربية ابن سلمان وابن زايد في شر فسادهم سيتواجهان الآن في صراع سياسي بكشفهم علي حقيقتهم أمام جيوشهم المغرر بهم ولعل شعوبهم المغيبة تستفيق من الفساد الذي تقوده قيادتهم الخبيثة