بلومبيرغ: تبعية بن سلمان للبيت الأبيض جعلته عرضة لأساليب ترامب القاسية

حجم الخط
6

لندن – “القدس العربي”: تساءل الصحافي بوبي غوش من موقع “بلومبيرغ” عن سبب وصول ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى طريق مسدود في واشنطن. مشيرا إلى أن تبعية الأمير للبيت الأبيض جعله تحت رحمة أساليب الرئيس دونالد ترامب القوية.  

واشار إلى مكالمة ترامب لبن سلمان في 2 نيسان/إبريل والتي أدهشت الحاكم الفعلي للسعودية لدرجة أنه طلب من مساعديه مغادرة الغرفة، فلم يكن أحد من الحاشية موجودا معه، عندما تعرض سيدهم، الذي يقوم باستفزاز الناس للتنمر وطلب منه على ما يبدو الإستسلام. 

ولم يكن ليحدث هذا بطريقة أخرى، فقد هدد ترامب بسحب كل القوات الأمريكية من المملكة إن لم تخفض انتاجها من النفط. 

ولم يكن بن سلمان ليتجاهل التداعيات الخطيرة عليه وعلى عائلته. وكما قال ترامب بطريقته المعروفة فالعائلة لم تكن “لتبقى في الحكم مدة أسبوعين” لولا الدعم العسكري الأمريكي. 

ولم يمض على المكالمة إلا أقل من عشرة أيام قبل أن تتفق السعودية مع روسيا على إنهاء حرب الأسعار والبدء بخفض الإنتاج، وحصل ترامب على كل المديح لأنه أوقف المواجهة العدوانية بين السعودية وروسيا. لكنه وبطريقته تجنب ذكر الأساليب الإجبارية، ربما لأنه لم يكن يرد إحراج محمد بن سلمان. إلا أن ولي العهد يجب الإعتراف الآن بمحدودية قراره الذي لم يقم على تفكير عميق بتأسيس العلاقة وبشكل استثنائي بناء على علاقة صداقة مع العائلة الأولى التي تحكم في الولايات المتحدة، الحليف الذي لا يمكن للمملكة الإستغناء عنه. ففي وضع كهذا كان حكام السعودية السابقون سيميلون على أصدقائهم في الكونغرس ويطلبوا منهم التدخل ودفع البيت الأبيض للتساهل معهم.

أصبح الأمير مثل المنبوذ تقريبا كعضو بارز في العائلة المالكة بطريقة لم تحصل لفرد من العائلة منذ التحالف الأمريكي- السعودي قبل 75 عاما.

وبالنسبة لمحمد بن سلمان فليس لديه إلا عدد قليل من الأصدقاء في واشنطن. وجيش جماعات الضغط هناك الذي يعتمد عليه لم تعد له إلا قوة محدودة للتدخل. وأصبح الأمير مثل المنبوذ تقريبا كعضو بارز في العائلة المالكة بطريقة لم تحصل لفرد من العائلة منذ التحالف الأمريكي- السعودي قبل 75 عاما. فهو عرضة للهجمات المستمرة من كل الدوائر في واشنطن بسبب عدد من القضايا التي تتراوح من حرب اليمن وسجن النساء الناشطات في مجال حقوق الإنسان وقتل الصحافي جمال خاشقجي. وحتى الشخصية الجمهورية البارزة، السناتور ليندزي غراهام وصفه “بعدم المستقر ولا يوثق به”. وهناك شبه إجماع بين  الحزبين في الكونغرس لدعم إجراءات عقابية ضد السعودية تتراوح من تقييد صفقات السلاح إلى المطالبة بتحقيق العدالة لخاشقجي.

هناك شبه إجماع بين  الحزبين في الكونغرس لدعم إجراءات عقابية ضد السعودية تتراوح من تقييد صفقات السلاح إلى المطالبة بتحقيق العدالة لخاشقجي.

وزادت حرب أسعار النفط الغضب من تشويه سمعة الأمير، وهذه المرة من منتجي النفط الأمريكيين الذين تضرروا من انهيار أسعار النفط. ونتيجة لهذا خسر بن سلمان الكونغرس عندما اعتمد على البيت الأبيض واستخدام الرئيس الفيتو لكي يتجاوز القرارات المضادة للمملكة، ومن هناك جعل نفسه عرضة لأساليب ترامب القاسية.

ومن المفارقة استعارة ترامب في مكالمته معاداة الكونغرس عندما أصدر تهديده في 2 نيسان/إبريل، فلو لم يتم خفض إنتاج النفط فالرئيس لن يكون قادرا على وقف تشريع يقضي بسحب القوات الأمريكية من المملكة، وبعد اسبوع تقدم السناتور الجمهوري بمشروع قانون كهذا.

ويواجه الأمير ورطة الآن، وهو بحاجة ماسة لإعادة بناء الجسور مع الكونغرس، وسيكون الأمر صعبا عليه بعدما أضر بالمصالح النفطية الأمريكية. ولا يستطيع الإستجابة لمطالب الكونغرس الأخرى بدون خسارة ماء الوجه في داخل المملكة والعالم العربي.

ويواجه الأمير ورطة الآن، وهو بحاجة ماسة لإعادة بناء الجسور مع الكونغرس، وسيكون الأمر صعبا عليه بعدما أضر بالمصالح النفطية الأمريكية. ولا يستطيع الإستجابة لمطالب الكونغرس الأخرى بدون خسارة ماء الوجه في داخل المملكة والعالم العربي.

ومن هنا فتوقيت إهانة ترامب له جاء في ظروف يواجه فيها الأمير ضربتي حرب أسعار النفط ووباء كورونا اللتان أضرتا بالاقتصاد السعودي وأضعفت من طموحاته للإصلاح. وأصبح مشروعه لبناء مدينة المستقبل على البحر الأحمر يواجه معارضة محلية. ويحتاج لكي يخرج من مستنقع اليمن لجهود وكلفة عالية حتى لا يبدو وكأنه خروج المهزوم. ومن هنا فأي فكرة عن عام 2020 هو عام الإنتصار لمحمد بن سلمان قد تبددت. وفي الوقت الحالي علق الأمير في المكان الذي يريده الرئيس أن يبقى به، وعلى مساعدي الأمير توقع استثناءهم وبشكل رويتني من مكالمات الرئيس. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول امحمد الأول:

    من يهين رعيته يهان. كرامة الراعي من كرامة الراعي.

    1. يقول امحمد الأول:

      كرامة الراعي من كرامة الرعية

  2. يقول alaa:

    لقد ظهرت حقيقة الديمقراطيه والعدالة في أمريكا .. إنكشف كل شئ وبان .. لم تستطيع العدالة في أكبر دول العالم أن تحاكم قاتل مجرم سفاح ..قتل صحفي مشهور عمل في أمريكا فماذآ فعلت أمريكا ..غطت الطرف بل حمت القاتل من أجل المال .. أصبح رئيس أعلي سلطة عندهم منافق وبلطجي بل وشريك في جرآئم قتل عند السفاحين العرب . ماذآ فعل الكونجرس وغيره من المؤسسات ..؟؟؟؟ إدانة … ولكن لم نري محاكمات عادلة للقتلة بل موائمات ..

  3. يقول عبداﻹله العلمي:

    كما قال الشاعر “أسد علي و نعامة على الأخرين ” من جهة، و من جهة ثانية إذا استمر إبن سلمان هذا على عرش الرياض، فالنتوقع مستقبلا تقسيم لمملكة بين نفوذ اللوبي الصهيوني بما في ذلك واشنطن ثم الجمهورية اﻹيرانية.
    يا أهل الحجاز الرجل يقود المملكة إلى الهاوية ، “أليس فيكم رجل رشيد “

  4. يقول حمادي الجزائر:

    بن سلمان يقود المملكة الى الهاوية فهو بيدق يفعل ترامب مايشاء فيه. رحم الله زمن فيصل

  5. يقول محمد يعقوب:

    إنها حكمة الله في آية “لكل ظالم نهاية؟ محمد بن سلمان طغى وبغى، قتل ألآلاف ورمل ألآلاف ويتم ألآلاف من شعب اليمن. قتل الخاشقجى بطريقة إجرامية مستهترة فقط لأنه طالبه بالإصلاح. حتى وصل به الحال أن يرفع إنتاج النفط دون مشورة ألأسياد في واشنطن/ وكان ما كان من تهديدات ترامب القاسية التي جعلته يقوم فورا بتخفيض ألإنتاج والمثول لأوامر ترامب. إعتقدبن سلمان أنه بتفكيره الضحل وصداقته لجاريد كوشنير صهر الرئيس، فإن بإستطاعته عمل ما يشاء، ونسى الكونجرس ألأميركى الذى يحسب له ترامب ألف حساب. على كل ، إن ما يتمناه العالم العربى وألأجنبى هو زوال هذا المحمد. ألمهم أن نيوم لن تقوم وكل ما كان يخطر على باله، لن يقوم.

إشترك في قائمتنا البريدية