بلومبيرغ: على بايدن الردّ بـ”المثل” على القرار السعودي بتخفيض مستويات النفط

إبراهيم درويش
حجم الخط
7

لندن- “القدس العربي”: نشر موقع “بلومبيرغ نيوز” مقال رأي للكاتب بوبي غوش، دعا فيه الرئيس الأمريكي جو بايدن لضرب السعودية في المكان الذي يوجعها.

وقال الكتاب إنه بدلا من الرد على خفض “أوبك+” مستويات إنتاج النفط لتقويض مصالح الولايات المتحدة الإستراتيجية، يجب على واشنطن الرد على ازدراء محمد بن سلمان وتعاليه بنفس الطريقة. ويلوم الصقور الجمهوريون الرئيس جو بايدن لأنه فشل في منع قرار تخفيض الإنتاج، أما حمائم الديمقراطيين فيطالبون بالانتقام من كارتل النفط.

وتعترف إدارة بايدن بأنها فوجئت، وحذرت من التداعيات خاصة ضد السعودية. ويُعتقد أن ولي العهد محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للمملكة، كان المحرك الرئيسي في عملية تخفيض مستويات الإنتاج إلى جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وأثار كريس ميرفي، أحد الرموز القوية في الديمقراطيين، ورئيس لجنة  الشؤون الخارجية، موضوع تسليح السعوديين. وقدّم ثلاثة من النواب الديمقراطيين تشريعا لسحب القوات الأمريكية وأنظمة الصواريخ الدفاعية من السعودية والإمارات. وهدد آخرون بإحياء تشريع “NOPEC” الذي يستهدف منظمة أوبك من خلال قوانين مكافحة الاحتكار.

وقال غوش إن على الحمائم والصقور أن يخففوا من غضبهم، لأن التخفيض أولا لم يكن غير متوقع. وعليه فالتظاهر بالمفاجأة لن يكون مفيدا.

وأشار السعوديون ولسنوات، إلى رغبتهم بالحفاظ على سعر برميل النفط قريبا من 100 دولار، وخفضوا في الفترة الماضية الهدف بـ10سنتات. ومع تراجع الطلب، مترافقا مع البطء في الاقتصاد العالمي، بدأت الأسعار تنخفض إلى أدنى من 85 دولارا للبرميل في الشهر الماضي، لذلك فقد كان خفض الإنتاج محتوما.

وقال وزير المصادر النفطية النيجيري تيمبري سيلفا، إن الكارتل يأمل من خلال التخفيض الحفاظ على سعر البرميل بـ90 دولارا. أما السبب الثاني، ففد أشار زميل الكاتب خافيير بلاس، إلى أن الرقم الذي أُعلن عنه يوم الأربعاء -مليوني برميل- مضلل؛ لأن الكثير من أعضاء أوبك لا يفون بأهدافهم، وعليه فالتخفيض الحقيقي سيكون 950 ألف برميل في اليوم.

وكان البيت الأبيض يعرف أن تخفيضا كبيرا في الإنتاج قادم، وحاولت وزيرة الخزانة جانيت يلين وتيم ليندركينع، مبعوث بايدن إلى اليمن، إقناع “أوبك+” بالتراجع عن خطتها. وفي الوقت نفسه، أكدت الإدارة الأمريكية أنها ستفرج عن كميات إضافية من الاحتياطي الإستراتيجي للنفط، أكثر مما أعلن عنه مسبقا، وهو الإفراج عن 10 ملايين برميل في تشرين الثاني/ نوفمبر.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جين بيير، إن الإدارة لا تفكر هذه المرة بالإفراج عن كميات إضافية من الاحتياطي الإستراتيجي. وربما كان هذا مجرد خدعة من البيت الأبيض، أم أن الوزيرة يلين الواثقة كثيرا بنفسها، ستقنع السعوديين بالتراجع؟

ولكن ذلك لم يحدث. وتلمح الإدارة الأمريكية الآن بإمكانية الإفراج عن كميات كبيرة من الاحتياطي الإستراتيجي. لكن الرئيس بايدن قد يجد نفسه مضطرا للرد، خاصة أن التخفيض فُسّر على أنه ازدراء لبايدن.

وخيارات الرئيس الأمريكي محدودة، فتشريع “NOPEC” لن يمرر، فقد تم اقتراحه منذ عقدين ودعمه في واحدة من تجلياته السناتور بايدن عام 2007  ومرر في المجلسين، وتم التراجع عنه بعدما هدد الرئيس جورج دبليو بوش باستخدام الفيتو.

ومنذ وصوله للسلطة، غيّر بايدن موقفه من التشريع، حيث حذر من تداعياته غير المقصودة، أي ارتفاع في أسعار النفط. ولا يستطيع الرئيس تحمل هذا في ظل الانتخابات النصفية الشهر المقبل.

ويعارض المعهد الأمريكي للبترول، تشريع “NOPEC” وكذا غرفة التجارة الأمريكية، التي حذرت الشركات الأمريكية في الخارج من إمكانية مواجهة تحركات انتقامية لو أصبح التشريع قانونا.

ولذلك، فمنع صفقات الأسلحة وسحب القوات الأمريكية من السعودية، سيضرّ بصناع الأسلحة الأمريكيين، ويقوي من ساعد إيران، التي تمثل تهديدا أكبر من برميل نفط بسعر 90 دولارا.

وأفضل طريقة لبايدن كي يرد على تخفيض الإنتاج، هو تصويره بأنه ليس انتقاما شخصيا، بل معوّق لتعافي الاقتصاد العالمي. وتضر “أوبك+” الجميع، خاصة الدول النامية التي ليس لديها احتياطي إستراتيجي للنفط. ويجب على بايدن أن يشير إلى أن الفقراء سيعانون بطريقة غير متناسبة.

وبالنسبة للسعوديين، فيجب عليه أن يقول لهم إنه فهم رسالة ولي العهد بعدم توقّع الولايات المتحدة معاملة خاصة أو تمييزية من الرياض، في المقابل على السعودية ألا تتوقع من الولايات المتحدة سلاما بالقبضات. وإن أراد السعوديون علاقة تعاقدية، فلا مانع من ذلك.

ولن يكون هناك أي تظاهر بعلاقات تكافلية، ولا مزيد من الرسائل المزيفة أو التظاهر والمراوغة بشأن سجل حقوق الإنسان السعودي. وبدلا من ذلك سيتم معاملة السعودية كأي بلد آخر تتعامل معه الولايات المتحدة بشكل روتيني، علاقات دبلوماسية مخفضة مثل ماليزيا أو بروناي. وربما كان ذلك يزعج “الأمير المتكبر” أكثر من التهديدات الفارغة بالتداعيات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ابو راشد آل سامي:

    على بايدن وامريكا . عدم الاقتراب من ساعة الصفر التي ستاتي يوما على العلاقات الأمريكية السعودية خاصة والعربية عامة
    منذ فترة الرئيس السابق حتى اليوم
    الشرق الأوسط . قرف معاملة العنجهية والغطرسة الأمريكية

  2. يقول قلم حر في زمن مر:

    بعبع أمريكا لم يعد يخيف السعودية الحديثة مع ابن سلمان لا شيء مستحيل ?

  3. يقول Kami:

    السعودية اصبحت لها شخصية و كلمة مسموعة و هي دولة دات تقل عند العرب و دوليا.

  4. يقول بسام:

    منذ أصبح محمد بن سلمان وليا للعهد خلفا لابن عمه، وزير الداخلية محمد بن نايف بن عبد العزيز آل سعود، في 2017، ركز الأمير الشاب السلطات بيده حتى بات يعرف بأنه الحاكم . ليس في الأمر أي جديد أو تبديل أو تركيز للسلطة، لأنها أصلا مركزة بيد ولي العهد.

  5. يقول ابراهيم الامازيغي:

    إرتفاع اسعار النفط يضر بصالح الدول المستوردة للنفط كالمغرب وتونس والاردن ومصر….

  6. يقول Omar Ali:

    بالرغم من كل هذه الجعجعة فان محمد بن سلمان سيتنازل ولو بصورة تدريجية. الحكم في السعودية فردي ولا توجد مصلحة اكبر من مصلحة الحاكم السعودي الفعلي م ب س. القضية مرتبطة بتورط بن سلمان بمقتل خاشوقجي وان الحاكم السعودي يريد ان تعامله امريكا كما عاملت الحكام السعوديين سابقًا.وتغض النظر عمًا يعملون ولكن هذا صعب الان.

  7. يقول صدى الجبال:

    القرار السعودي ليس له علاقة بامريكا القرار هو ضد بايدن والحزب الديمقراطي الذي يحاول الانتقام من محمد بن سلمان بسب علاقته الجيدة مع ترامب والحزب الجمهوري ، بايدن فعل الشيء نفسه مع بوتين لانه كان على علاقة جيدة بترامب والذي كشف فضيحة ابن بايدن الذين كان يعمل في اوكرانيا وله علاقة مشبوهة مع بعض الشركات الاوكرانية كانت تعمل بانتاج اسلحة محظورة يعتقد على الاغلب انها مختبرات بيولوجية .
    ولا ننسى ان السعودية قف دائما مع الجمهوريين ضد الديمقراطيين وارتدت هذه العلاقة الى الوراء حينما وافق اوباما الديمقراطي على الاتفاق النووي مع ايران دون ان يسمع حتى لاعتراض دول الخليجية .

إشترك في قائمتنا البريدية