لندن- “القدس العربي”: أشار موقع “بلومبيرغ” في تقرير أعدته آمي تيبل، إلى طموحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بضم كامل الضفة الغربية إلى إسرائيل.
وكان نتنياهو الذي يخوض حملة انتخابية قال، يوم الأحد، إن إسرائيل ستبني مستوطنات جديدة، ولن تقتلع المستوطنين بالضفة، بل ويأمل بضم كل المستوطنات اليهودية هناك. وقال في خطاب بمستوطنة إلكانا: “بمساعدة الرب، سنوسع سيادة اليهود على كل المستوطنات”، فيما دعا مسؤول فلسطيني إلى فرض عقوبات دولية على إسرائيل.
وتقول الصحافية إن ضم الضفة المحتلة ظل موضوعا خارج النقاش نظرا للشجب الدولي الذي يثيره، ولكنه أصبح هتاف اليمين الإسرائيلي المتطرف. وتظهر استطلاعات الرأي أن نتنياهو لن يجد طريقا سهلا لتشكيل ائتلاف بعد انتخابات 17 أيلول/سبتمبر، ولهذا فدعم ضم الضفة الغربية قد يساعده ويعزز من مصداقيته بين اليمين المتطرف، الذي لديه خيارات أخرى غير التحالف مع حزب الليكود.
وكان نتنياهو قد قدم تعهدات انتخابية كهذه في الماضي، إلا أنه كما يقول المحاضر بالجامعة العبرية، يوناتان فريمان، “يركز الآن رسائله نحو عناصر المعسكر الصهيوني الديني لأنه خائف من خسارة الاستطلاعات لجماعات مثل يامينا وأوتزمان يهوديت”.
ومن المحتمل أن نتنياهو يتحدث عن الضم في ضوء الخطة الأمريكية التي “ستترك السيادة لإسرائيل في بعض المناطق” من الضفة الغربية التي احتلتها إسرائيل عام 1967. وكان السفير الأمريكي في إسرائيل، ديفيد فريدمان، وفي تحول واضح عن السياسة الأمريكية، قال إن من حق إسرائيل ضم بعض مناطق الضفة الغربية. وتحرك بهذا الاتجاه يعد خرقا للقانون الدولي الذي يتعلق بالأراضي المحتلة.
كما دعم فريدمان نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس في أيار/مايو 2018، وهو ما أدى إلى توتر في العلاقات الأمريكية – الفلسطينية، وتعامل الفلسطينيون معه بمثابة حرمانهم من عاصمة دولتهم في القدس الشرقية.
وتوقع فريمان من الجامعة العبرية أن نتنياهو لن يتحرك في موضوع الضم من دون حصوله على دعم دولي أبعد من إدارة ترامب، وذلك لأن الضم موضوع خلافي على المستوى الدولي والمحلي. وقال فريمان: “في النهاية ستتغير الإدارة الأمريكية”، والضم “هو قرار كبير سيترك تداعياته على الأمن والعلاقة مع العالم”.
وقالت الإدارة الأمريكية إنها لن تكشف عن الخطة التي أعدتها للسلام إلا بعد الانتخابات الإسرائيلية. وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، المفاوض السابق، صائب عريقات، إنه يجب فرض عقوبات على إسرائيل بسبب مصادرتها للأرض. وتابع في تغريدة: “رئيس الوزراء الإسرائيلي يعلن ضما جديدا للأراضي المحتلة.. كفى حصانة، وهناك مسؤولية دولية لفرض عقوبات على إسرائيل بعد عقود من الجرائم المنظمة”.
وفي تعليقاته يوم الأحد، لم يشر نتنياهو إلى إنه سيتحرك للضم من طرف واحد، وقوله “بمعونة الرب” سيجد مساحة للتهرب، وذلك حسب تعليق البرفسور إفرايم إنبار، مدير مركز القدس للدراسات الإستراتيجية والأمن. ويقول إنبار إن نتائج الانتخابات وتشكيلة الحكومة التي ستنتج عنها ستحددان طبيعة التحرك؛ فربما يقرر ضم المناطق التي يريد الإسرائيليون الحفاظ عليها حتى بعد عملية السلام.
وقال: “لا أعتقد أنه ستكون هناك عملية ضم واسعة هنا في إسرائيل أو مناطق أخرى”، مشيرا إلى وجود دعم للحفاظ على الكتلة الاستيطانية في غوش عتصيون ووادي الأردن. وقال إنبار: “يجب أن يتم كل هذا بالتنسيق مع الأمريكيين”. وكان نتنياهو قبل أيام من انتخابات 9 نيسان/إبريل، عندما فشل في نتائج الاستطلاعات، قد اقترح أمرا كهذا، وربما كانت حيلة لحرف الانتباه عن اتهامات الفساد التي تلاحقه.