” بلومبيرغ “:واشنطن تضغط على السعودية لوقف حرب اليمن وإنهاء السياسة القاسية مع قطر

إبراهيم درويش
حجم الخط
1

لندن-“القدس العربي”:

ذكر موقع “بلومبيرغ” أن ولي العهد السعودي بدأ بدفع ثمن سياسي في أعقاب مقتل الصحافي المعروف جمال خاشقجي. وجاء في التقرير الذي أعدته كل من دونا أبو ناصر وعلاء شاهين أن تداعيات مقتل خاشقجي تتزايد على زعيم المملكة الشاب في الخارج إن لم يكن في الداخل.

فبعد إلغاء المشاركين الكبار في مؤتمر الاستثمار الذي حضر له الأمير محمد بن سلمان لاجتذاب المال والخبرات كي ينفذ رؤية 2030. وبعد اسبوع بدأت الولايات المتحدة بالتفكير بطرق التعامل مع الرجل الذي رعته وعولت عليه لكي يكون ملك المستقبل. فقد طلب مسؤولان بارزان في إدارة دونالد ترامب وقف الحرب التي تقودها السعودية في اليمن وبدء محادثات السلام في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) واستخدما لغة من النادر أن استخدمتها في السابق. وقال ثلاثة أشخاص، منهم مسؤول أمريكي إن الإدارة تقوم بالضغط على المملكة لحل مشكلتها مع قطر.

وقال مسؤول عربي أن الأمير محمد بدأ يظهر كزعيم “خطير” لدى المسؤولين الغربيين والذين يعيدون التفكير الآن بنظرتهم بولي العهد البالغ من العمر 33 عاما والذي أدهش حلفاءه وأعداءه بسياسته الخارجية الخارجة عن عقالها. ويقول داعمو المملكة إنها ستقوم في الوقت الحالي بمرحلة من التغيير وإصلاح علاقاتها التي أعطبت بسبب تبني سياسة خارجية غريبة على المدخل التقليدي السعودي للشؤون الخارجية. ويرى دبلوماسي عربي أن الضغط الذي سيترك أثرا هو الضغط الأمريكي. وتضيف أن مقتل خاشقجي أدى إلى إعادة النظر في ولي العهد الذي استقبل كمصلح في الدوائر الغربية بعد صعوده السريع وسيطرته على الشؤون في المملكة. ويبدو الأمير آمنا في منصبه وذلك لأنه سحق كل منافسيه وترك بصماته على المملكة لكنه أصبح شخصية هامشية بدين كبير عليه دفعه للعالم.

وفي اليمن تحاول السعودية مع حلفائها دون نجاح إخراج المتمردين الحوثيين من العاصمة صنعاء وإعادة الحكومة الشرعية للرئيس عبد ربه منصور هادي.

“بلومبيرغ “: هناك همسات داخل إدارة ترامب أن هناك حاجة لقصقصة جناحي الأمير محمد بن سلمان مع استمراره في السلطة.

وضم التحالف الذي قادته السعودية قطر إلا أنها استثنيت بعد الحصار الذي فرضته السعودية والإمارات والبحرين ومصر على الدوحة في حزيران (يونيو) 2017. وأبدى ولي العهد نوعا من النبرة الخفيفة تجاه قطر عندما أثنى على اقتصادها الصامد في مؤتمر الاستثمار الأسبوع الماضي. ويقول كرمان بخاري، المحاضر في شؤون الشرق الأوسط بجامعة أوتاوا “منح مقتل خاشقجي الولايات المتحدة نفوذا أكبر على السعودية” و “عليه فهم مقبلون اليوم أكثر من أي وقت مضى للتأثير الخارجي على سياساتهم. ولكن لأي مدى ستستخدم إدارة ترامب هذه الفرصة لتشكيل تغير في السلوك أمر ننتظره”. ونفى ولي العهد أي علاقة بالجريمة الشنيعة فيما قال المدعي العام التركي يوم الأربعاء أن خاشقجي، الكاتب في صحيفة “واشنطن بوست” خنق وقطع بعد ذلك. وغيرت جريمة القتل مواقف الكثير من المشرعين في الكونغرس الداعمين عادة لولي العهد واتهموه بأنه هو الذي دبرها. وردا على جريمة القتل دعا سناتورات جمهوريين لوقف المفاوضات لبيع السعودية أجهزة الطاقة النووية. وخسر ولي العهد الكثير من رأسماله بعد جريمة مقتل خاشقجي حسبما يقول دبلوماسيون وأحاديث مع السعوديين، فبعد كل كارثة تأتي عواقب.

  وهناك همسات داخل إدارة ترامب أن هناك حاجة لقصقصة جناحي الأمير محمد بن سلمان مع استمراره في السلطة.

ونقل “بلومبيرغ” عن مسؤول سعودي رفض الكشف عن اسمه ان السياسة الخارجية الحازمة سيتم التراجع عنها خاصة مع دول مثل قطر وكندا وألمانيا، وهناك فرصة لولي العهد كي يعيد تشكيل الحلقة القريبة منه وتعيين أشخاص يفهمون السياسة الخارجية أحسن. وبالمقابل يواجه الأمير تحديات داخلية نظرا لأثر الجريمة على مشاريعه لإصلاح اقتصاد البلاد وتطبيق رؤيته 2030 .

فالغضب الدولي تجعل من تحقيق الرؤية مهمة صعبة وتترك الأمير ضعيفا كما يقول توربورن سولتيفت المحلل  في شؤون الشرق الأوسط في شركة تقييم المخاطر فيرسيك مابلكروفت. وقال “بعد مقتل خاشقجي أصبحت مهمة الترويج لرؤية 2030 أصعب” و “بعبارات أخرى فمخاطر الضرر الدولي والعلاقات العامة السلبية أصبحت أثقل”.

 ونتيجة لهذا يقوم والده الملك سلمان بتولي دور أكبر حسب شخصين عارفين بالأمر. خاصة أن الأمير يدير الملفات العسكرية والدفاعية والاقتصادية ومسؤول عن الصندوق العام ومجلس الطاقة. وتحرك الملك وأعلن عن اعتقال 18 شخصا واتصل مع الرئيس رجب طيب أردوغان وأرسل واحدا من مستشاريه إلى أنقرة. وعاد الأمير أحمد شقيق الملك إلى الرياض في ظل تكهنات عن تسلمه بعضا من ملفات ولي العهد. وهناك رد في الرياض عن “حماقة” عملية قتل ناقد لطيف للنظام وكيف افتقدت العملية الحرفية من خلال إرسال فريق من العملاء السعوديين على طائرات وبجوازات سعودية. وضيعت العملية كل جهود المملكة لتنظيف صورتها بعد هجمات إيلول (سبتمبر) 2001. وقال شخص: “هذا أكد كل نمطية سلبية حملها العالم عن السعودية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول السنوات الخداعات:

    لما قدم أهل اليمن على رسول الله عليه الصلاة و السلام في المدينة قال رافعا صوته : ‘ الله أكبر الله أكبر جاء نصر الله و جاء فتح الله و جاء أهل اليمن فقال بعض الصحابة : ‘ و ما أهل اليمن ؟! ‘ فقال صلى الله عليه و آله وصحبه و سلم :’ قوم نقية قلوبهم و لينة طباعهم … الإيمان يمان و الحكمة يمانية هم مني و أنا منهم ‘ و هو شرف و الله عظيم .

إشترك في قائمتنا البريدية