بماذا تشير اسرائيل لايران

حجم الخط
0

ورد في اعلان نشرته كرميلا منشه في صوت اسرائيل في نهاية الاسبوع الماضي أنه ‘على حسب صورة التجربة’ لـ’منظومة دفع صاروخية’ نُفذت في قاعدة البلماحيم، ‘فان الحديث عن تجربة صاروخية للصاروخ المسمى في أنباء اجنبية منشورة، يريحو’. ويرمي النشر في صوت اسرائيل كما يبدو الى ارسال رسالة ردع اخرى الى ايران.
وقد أشار الخبر الذي أُذيع في نهاية الاسبوع الماضي ايضا الى الصلة بين التجربة في البلماحيم وبين أخبار نشرت في وسائل الاعلام الاجنبية عن نجاح اسرائيل في تطوير صاروخ يريحو الذي مداه 5 آلاف كم والقادر على حمل رأس يزن طنا.
يبدو ان الخبر عن التجربة في البلماحيم أصبح الآن وسيلة في مسار تشكيل سياسة اسرائيل الردعية، قبل ثلاث سنوات نُشر في الصحيفة البريطانية ‘الغارديان’ خبر تناول الصلات الذرية بين اسرائيل وجنوب افريقيا، ذكر ايضا صواريخ يريحو.
في ذلك الوقت، في مايو 2010، تم تجاهل ذلك الكلام تجاهلا مطلقا ولم تؤكده وسائل الاعلام وضاعت فرصة ارسال رسالة الى الايرانيين.
ومرت ثلاث سنوات وظل الايرانيون مستمرين في التقدم بجد نحو القنبلة الذرية، وزادت احتمالات ان يتسلحوا بها في نهاية الامر.
ولهذا حان وقت إزالة الغموض عن الصواريخ البالستية التي تنسبها الى اسرائيل أنباء اجنبية نشرت في العقود الاربعة الاخيرة.
اجل، بالاعتماد على بحوث اكاديمية وأنباء اجنبية، ستؤدي صواريخ يريحو دورا مهما في سياسة اسرائيل الردعية في مواجهة ايران الذرية. فاذا تسلح الايرانيون وحينما يتسلحون بسلاح ذري فستضطر اسرائيل كما يبدو الى تغيير سياستها الحالية، وترك الغموض الذري والأخذ بردع ظاهر.
وستكون هذه أنجع طريقة لمنع الايرانيين حتى من التفكير في استعمال سلاحهم الذري. وستضطر اسرائيل الى ان تُبين للحكام في طهران ان الثمن الذي سيجب على بلدهم دفعه اذا تجرأوا على اطلاق صواريخ ذرية على اسرائيل، سيكون غير محتمل. واذا لاحظت اسرائيل صاروخا بالستيا متجها من ايران الى الغرب فلن تنتظر اصابته بل ستطلق فورا ما يُنسب اليها ويُسمى صواريخ يريحو على المدن المركزية في ايران وتدمرها. ومن الصعب ان نفترض ان لايران مصلحة قومية تُسوغ تدمير مدنها واعادتها الى العصور الوسطى من اجل قتل بضع مئات الآلاف من الصهاينة فقط.
إن مواقع الانترنت مشحونة بتفاصيل عن صاروخ يريحو. وتقول تلك الأنباء المنشورة إن اسرائيل طورت ثلاثة طرز من هذا الصاروخ قادرة على حمل رؤوس ذرية تبدأ بـ يريحو 1 الذي يبلغ مداه 500كم، ثم يريحو 2 الذي يبلغ مداه 1500كم، ثم يريحو 3 الذي يبلغ مداه 5 آلاف كم، ومن المؤكد أنهم في طهران يتابعون هذه الأنباء المنشورة وهم متنبهون الى ان اسرائيل تملك صاروخا بالستيا قادرا على اصابة كل نقطة في ايران. إن النبأ الذي أذاعته في نهاية الاسبوع الماضي المراسلة العسكرية في صوت اسرائيل والذي يربط التجربة في البلماحيم بصاروخ يريحو يرمي الى ان يشير لآيات الله أن عليهم ان يتناولوا ‘الانباء الاجنبية المنشورة’ بجدية.

هآرتس 18/7/2013

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية