غزة – رام الله –« القدس العربي»: أعلن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، أن نسبة اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في المناطق الفلسطينية بلغت حوالي 41% من مجمل السكان، في الوقت الذي ترتفع فيه نسب الفقر والبطالة في اوساطهم أكثر من غيرهم. وأوضح الجهاز، في تقرير له، صدر بمناسبة اليوم العالمي للاجئين الذي صادف أمس العشرين من يونيو/ حزيران انه حسب البيانات المسجلة فإن 26% من السكان في الضفة الغربية لاجئون، في حين بلغت النسبة في قطاع غزة إلى 64%.
وأوضح أنه لا توجد فروق جوهرية ما بين الخصائص الديمغرافية والاجتماعية بين اللاجئين وغير اللاجئين بشكل عام، باستثناء «مؤشرات الفقر والبطالة» التي تعود لأسباب مناطقية، حيث أن نحو ثلثي سكان قطاع غزة هم لاجئون.
يشار إلى أن مشكلة لاجئي فلسطين، المقدر عددهم بنحو ستة ملايين حاليا، بدأت في عام 1948، حيث قامت العصابات الصهيونية بارتكاب مجازر وشن اعتداءات على المدن والبلدات الفلسطينية، فأجبرت تحت تهديد السلاح والقتل سكانها على تركها والنزوح إلى مخيمات اللجوء في الضفة الغربية وقطاع غزة والأردن وسوريا ولبنان.
ولا تزال مشكلة اللاجئين الفلسطينيين قائمة منذ ذلك التاريخ، وتعد من أبرز ملفات الحل النهائي، حيث ترفض إسرائيل القبول بالقوانين الدولية التي أكدت على حلها من خلال عودة اللاجئين إلى أراضيهم التي هجروا منها، وتعويضهم عن سنوات اللجوء وفق القرار الأممي 194.
ومؤخرا صعدت الإدارة الأمريكية من مؤامرتها لتصفية ملف اللاجئين، من خلال محاربة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» التي شكلت في عام 1949، لمساعدة لاجئي فلسطين، حتى إيجاد حل عادل لقضيتهم، من خلال التشكيك في عملها، وقطع المساعدات عنها، ما أغرق المنظمة الدولية في أزمة مالية كبيرة.
وأشار مركز الاحصاء الفلسطيني في تقريره، إلى أن أحداث «نكبة فلسطين» في عام 48 وما تلاها من تهجير شكلت مأساة كبرى للشعب الفلسطيني، لما مثلته وما زالت هذه النكبة من عملية «تطهير عرقي»، حيث تم تدمير وطرد شعب بكامله وإحلال جماعات وأفراد من شتى بقاع العالم مكانه، وتشريد ما يربو عن 800 ألف فلسطيني من قراهم ومدنهم من أصل 1.4 مليون فلسطيني كانوا يقيمون في فلسطين التاريخية عام 1948، في 1.300 قرية ومدينة فلسطينية.
وتطرق التقرير الاحصائي إلى أعداد المخيمات الفلسطينية الرسمية، التي تعترف بها «الأونروا» حسب دولة الاقامة، وأوضح التقرير أن تقديرات الأمم المتحدة لعام 1950، أوضحت أن عدد اللاجئين في ذلك الوقت بلغت 957 ألف لاجئ، فيما بلغ عدد اللاجئين الآن ستة ملايين، في فلسطين والشتات حسب سجلات «الأونروا»، ويؤكد الاحصاء الفلسطيني، أن هذا العدد يمثل ما يقرب من نصف الفلسطينيين في العالم، والبالغ عددهم نحو 13 مليون نسمة.
وحسب التقرير فإن هناك 7% من اللاجئين يعانون من صعوبة واحدة على الأقل، وتبين الأرقام أن من يعانون من صعوبة في النظر ترتفع بين اللاجئين مقارنة بغير اللاجئين، في حين بلغت نسبة من يعانون من الحركة بين اللاجئين حوالي 4% مقابل حوالي 3% بين غير اللاجئين.
وأوضحت الأرقام أن نسبة الفقر بين اللاجئين بلغت 39% خلال عام 2017 وفقا لأنماط الاستهلاك الشهري، ويشير إلى أن ارتفاع نسبة الفقر بالدرجة الأولى بين اللاجئين مقارنة بغير اللاجئين، وعلى وجه الخصوص بسبب البطالة المتفشية لا سيما في قطاع غزة، الذي يشكل اللاجئون فيه نحو ثلثي السكان فيه، إذ بلغت نسبة الفقر بين اللاجئين في الضفة 15.7%، مقابل 54.1% في قطاع غزة.
أما من يعانون الفقر المدقع، فقد بلغت نسبتهم بين اللاجئين الى 23%،، في حين بلغت هذه النسبة في اوساط غير اللاجئين 12%، كما بلغت نسبة الفقر المدقع بين اللاجئين في الضفة الغربية 7.6%.
وأوضح التقرير كذلك أن ثلث اللاجئين يعملون كمتخصصين وفنيين، وأن نسبة الحاصلين على درجة بكالوريوس فأعلى، من اللاجئين أعلى مما هي عليه لغير اللاجئين.
وحول أوضاع اللاجئين في الشتات، استند التقرير إلى دراسة أعدت من مؤسسة (FAFO) حول الأوضاع المعيشية في المخيمات الفلسطينية في الاردن لعام 2011، أظهرت أن حوالي 40% من سكان المخيمات دون سن 15 سنة من العمر، في حين بلغت نسبة الأفراد 65 سنة فأكثر حوالي 4%، كما بلغ متوسط حجم الأسرة في المخيمات 5.1 فرداً، وبلغت نسبة الامية بين الافراد 15 سنة فاكثر 8.6%.
وفي لبنان، أظهرت نتائج التعداد العام للاجئين الفلسطينيين في المخيمات والتجمعات الفلسطينية لعام 2017، أن اللاجئين الفلسطينيين هناك يتمركزون في منطقة صيدا بواقع 36%، ثم منطقة الشمال بواقع 25%، بينما بلغت نسبتهم في منطقة صور حوالي 15%، ثم في بيروت بواقع 13%، كما بلغت هذه النسبة في منطقة الشوف 7% ثم منطقة البقاع بواقع 4%، وأشارت النتائج إلى أن حوالي 7.2% من اللاجئين الفلسطينيين (10 سنوات فأكثر) في لبنان أميون (لا يستطيعون القراءة والكتابة).
وأظهرت النتائج أن معدل البطالة بين اللاجئين الفلسطينيين (15 سنة فأكثر) في لبنان، بلغ حوالي 18% من المشاركين في القوى العاملة. ويرتفع معدل البطالة بين فئة الشباب (15-19 سنة) لتصل إلى 44%، في حين تبلغ نسبة البطالة 29% للأفراد من (20-29 سنة).