إسطنبول ـ «القدس العربي» : أثار إعلان السعودية أمس الإثنين، تبرئة سعود القحطاني مستشار ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وأحمد عسيري النائب السابق لرئيس المخابرات السعودية، ومحمد العتيبي القنصل السعودي السابق في إسطنبول، من جريمة قتل الصحافي جمال خاشقجي، ردود فعل عالمية غاضبة.
وفي مؤتمر صحافي لم يعلن عنه مسبقاً، قال مساعد النائب العام السعودي شلعان الشلعان إن المحكمة الجزائية في الرياض أصدرت أحكامها على المتهمين في الجلسة العاشرة، وقضت بإعدام 5 أشخاص لم يكشف عن أسمائهم، ولكن ليس من بينهم أيّ من كبار المسؤولين الذين اتهموا بالمشاركة في التخطيط للجريمة.
وأكدت النيابة أنه تم الإفراج عن عسيري بعد التحقيق معه أمام المحكمة، «لعدم ثبوت تهم عليه في القضية»، وأن «التحقيق تم مع سعود القحطاني ولم توجه له تهم»، وادعت أن القنصل العتيبي «أثبت وجوده في مكان آخر وقت مقتل خاشقجي».
تنديد دولي واسع: مفوّضة أممية تعتبره «مثيرا للسخرية» والرئاسة التركية: «فضيحة» و«استهزاء بذكاء العالم»
وقال مدير اتصالات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن الحكم الصادر عن محكمة سعودية بشأن مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي «فضيحة» وجاء «بعد شهور من جلسات الاستماع السرية».
وقال فخر الدين ألطون: «أولئك الذين أرسلوا فرقة موت إلى إسطنبول على متن طائرة خاصة، ووقعوا على مذكرة خاشقجي بالإعدام ، واخفوا جثة الصحافي المقتول وسعوا لطمس معالم جريمة القتل، مُنحوا الحصانة»، حسب وكالة الأناضول للأنباء التركية الرسمية.
واضاف الطون «الادعاء بأن حفنة من عملاء المخابرات ارتكبوا هذه الجريمة يعد استهزاء بذكاء العالم.»
واعتبر حامي أقصوي، المتحدث باسم الخارجية التركية أن المحاكمة «بعيدة عن التطلعات» و«أبعد ما تكون عن تحقيق العدالة»، مؤكداً على أن بقاء تفاصيل مهمة في طي الكتمان مثل مصير جثمان خاشقجي، وتحديد المحرضين على قتله والمتعاونين المحليين إن وجدوا، هو قصور أساسي في تجلّي العدالة ومبدأ المساءلة».
ووصفت المقررة الخاصة للأمم المتحدة، المعنية بحالات الإعدام خارج القضاء، أغنيس كالامار، الأحكام بأنها «مثيرة للسخرية»، وكتبت عبر تويتر: «تم الحكم بإعدام منفذي عملية القتل، لكن العقول المدبرة لم يمسها التحقيق أو المحاكمة، وهذا يتنافى مع العدالة».
وأضافت: «قتل خاشقجي كان يتطلب إجراء تحقيق في سلسلة القيادة للتعرف على العقول المدبرة، وكذلك أولئك الذين حرضوا أو سمحوا أو غضوا الطرف عن القتل، مثل ولي العهد (محمد بن سلمان) وهذا لم يتم التحقيق فيه»، فيما حثت الخارجية البريطانية، الإثنين، الرياض على ضمان محاسبة جميع المسؤولين عن جريمة قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي.
وقال وزير الخارجية البريطاني، دومينيك راب، في بيان، إن «مقتل خاشقجي جريمة وحشية، وأسرته تستحق أن ترى العدالة تأخذ مجراها» .
وأضاف: «يجب على السعودية ضمان محاسبة جميع المسؤولين، وعدم تكرار مثل هذه الجرائم البشعة» .
وتابع: «تدين المملكة المتحدة استخدام عقوبة الإعدام في جميع الظروف باعتبارها مسألة مبدأ».
لكن مسؤولا كبيرا في الإدارة الأمريكية قال إن الولايات المتحدة تعتبر أن الحكم الذي أصدرته السعودية «خطوة مهمة» لمحاسبة المسؤولين عن هذه الجريمة.
وأضاف المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه «هذه خطوة مهمة لمحاسبة المسؤولين عن هذه الجريمة المروعة، ونشجع السعودية على مواصلة عملية قضائية تتسم بالنزاهة والشفافية».
وبينت منظمة العفو الدولية، الإثنين، إنه «لا يمكن أن تتحقق العدالة للصحافي السعودي جمال خاشقجي، إلا بإجراء تحقيق مستقل ونزيه» .
واعتبرت لين معلوف، مديرة البحوث للشرق الأوسط في منظمة العفو الدولية، الحكم «تسترا على الجريمة، ولا يحقق العدالة لخاشقجي ولا يكشف الحقيقة لأحبائه، نظرا لانعدام الشفافية من قبل السلطات السعودية» .
وأضافت «تم إغلاق المحاكمة، بما في ذلك أمام المراقبين المستقلين، مع عدم توفر معلومات عن كيفية إجراء التحقيق» .
وندد الأمين العام لمنظمة «مراسلون بلا حدود» كريستوف ديلوار، بتبرئة المتهمين الرئيسيين بالقضية، ووصف ذلك بأنه أمر «لا يحترم العدالة الدولية».
كما اعتبرت خطيبة خاشقجي خديجة جنكيز هذه الأحكام «غير مقبولة». (تفاصيل ص 10)
روي عن رسول الله صلوات الله وتسليماته عليه في حديثه عن المخزوميه التي سرقت: ان مما اهلك من قبلكم انه ان سرق فيهم القوي تركوه، وان سرق فيهم الضعيف أقاموا فيه الحد. اين أنتم يا علماء السلطان فيما يحدث؟ كأني بكم تستعجلون سخط الله وعقابه.
الحكم بإعدام خمسة من القتلة درس عظيم لأجراء وعملاء وصبيان الدكتاتوريين والطغاة: مهمتكم تنتهي بانتهاء الحاجة إلى خدماتكم الرخيصة.. ثم إلى المزبلة.. أو المحرقة.. أو المقصلة!
أما الحكم ببراءة بقية القتلة فهو درس أعظم للمتأملين الخير بعدالة الملوك العوراء :)
انها العدالة المغيبة في هده المهزلة فاين هو المتهم الرئيسي في عملية الاغتيال البشعة التي استهدفت الراحل جمال خاشقجي؟ لا شك اننا في جغرافية عربية يسود فيها الظلم والظلام فان اجرم الكبير تركوه وغضوا الطرف عنه وان اجرم الصغير اقاموا الدنيا ولم يقعدوها وهدا ما جرى بالضبط في السعودية فلا استغراب ولا عجب في دلك.