الرباط – “القدس العربي”:
عاد عبد الإله بن كيران رئيس الحكومة المغربية السابق والأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية، (الحزب الرئيسي بالحكومة) إلى موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، لإطلاق افكاره ومهاجمة خصومه وقال إن عودته إلى السياسة “حق دستوري له”، ومن صميم ممارسته لما يؤمن به، من نصح، وتعليق على ما يتابعه بشكل يومي من مستجدات سياسية.
وحملت كلمة بن كيران التي بثها مساء أمس الاحد هجوما شرسا على رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، ووزير الفلاحة والصيد البحري، عزيز أخنوش، وبعث إشارات مطمئنة عن نواياه المستقبلية بتأكيد أنه حريص على التوازن، والثوابت المغربية، وعلى رأسها الملكية وقال إنه لا يدعو إلى الثورة، ولا الانبطاح التام “حنا ماغانقربلوها ماغادي ننبطحو، (نحن لن نقلب الطاولة ولن ننبطح) متمسكون بالملكية، ولا بد من النصح، لا بد من الاصلاح، لا بد من مناهضة الفساد، والاستبداد”.
واكد ابن كيران أنه منذ إعفائه من طرف الملك محمد السادس في اذار/ مارس 2017 بعد “البلوكاج” ووضع قوى مناهضة له العصي في تشكيل حكومة جديدة بعد فوز حزبه بتشريعيات 2016، وبعد اختيار قيادات حزبه أن لا يستمر في رئاسته لولاية ثالثة، اختار أن يأخذ مسافة، ولا يتكلم في السياسة، وأن مناسبة الجنائز، التي كان يشارك فيها بشكل كبير، ويلقي فيها خطبه، كان يمارس من خلالها الدور، الذي يؤمن به، وهو وعظ الناس، مقرا أن خطاباته في الجنائز كانت تتسرب إليها بعض الرسائل السياسية.
وقال إنه سبق له أن نصح أخنوش بالقول “هاداك سي أخنوش نصحتو شحال من مرة (لقد نصحت أخنوش عدة مرات)، ولكنك لا تحب الناصحين، وقال في (مدينة) الداخلة الحكومة ماكدير والو (ان الحمومة لا تفعل شيئا) وان الملك لي كيدير كولشي (يفعل كل شيء)” واضاف أن تصريحات أخنوش، تنذر من الآن أنه إذا أصبح رئيس حكومة لن يقوم بشيء، قائلا “كيقولنا من الآن أنه إلى ولا رئيس حكومة ماكيدير والو”، “إلى كان كولشي كيديرو، أنت إلى تصدرت الانتخابات كما يوهمك الذين سبقوك لاش تصلاح أنت؟!” (إذا كان الملك يفعل كل شيء وتم اختيارك رئيس الحكومة ماذا ستفعل).
واعتبر ابن كيران، أن الملك لو كان يريد منسقا، لكان قد احتفظ بمنصب الوزير الأول، ولكنه كان حريصا على إدخال منصب رئيس الحكومة في الدستور الجديد، مضيفا “الملك بغا (أراد) رؤساء حكومة أقوياء فيهم الإبداع وكيفكرو في مصلحة البلاد وكيخدموها ولكن في إطار المشروعية والاقتناع أن رئيسهم هو الملك” وخاطب اخنوش “هادشي أنا سبقتك ليه وقلتو قبل منك، وحتى تفارقنا عاد بغيتي تزايد عليا راه كولشي غادي يضحك عليك” ما قلته قلته قبلك وبعد ان تفارقنا تريد المزايدة.. كل الناس سوف تضحك عليك) “ماتقدرش تزايد عليا في الملكية، لأنه ملي كانت القضية سخونة نزلت للشارع تكلمت مع الناس أنت كنتي ممحو لا يذكرك أحد…أنت عاد طفات عليك الشمعة” وأنه سبق ووجه كلامه للملك شخصيا بالقول “حنا جينا غير بالانتخابات وغادي ندوزو مدة ونمشيو بحالاتنا، أنت هنا وأولادك بعد منك وأولادهم بعد منهم، وأنت هو كولشي فالمغرب بعد الله تعالى” (نحن جئنا في الانتخابات وسوف نذهب وانت كل شيء والباقي) وان الصحافة الأوربية، والمغربية كتبت عن بن كيران مرارا أنه “ملكي أكثر من الملك” و“سألوني أليس عندك مانع أن تكون ملكيا أكثر من الملك، فرددت عليهم إذا لم يكن عند الملك مانع فليس عندي مانع”.
وقال لاخنوش “عيب عليك أن تقارن الملك مع أي شخص آخر، لأن جلالة الملك جا من عند الله لأنه ولد الحسن الثاني عينو ولي ديال العهد ولأن المغاربة بايعوه، شنو جاب الملك لفلان أولعلان”.
ووجه ابن كيران كلامه إلى أخنوش، وقال: “راودني الذي راودني لأترك الدعم للأرامل كما راودتني لأترك الدعم للفقراء ولكنني رفضت وجلالة الملك استقبلني بوحدي وعبر عن ارتياحه لهذا الإجراء وأعطاني الإذن به وقال لي moi même je suis soulagé أ سي ابن كيران”.
وقال بنكيران “بعض الناس كلشي كيبغيو يحشرو فيه الملك بوحد الطريقة فجة، ومنهم هذاك سي أخنوش، لي نصحتو شحال من مرة، ولكنكم لا تحبون الناصحين”.
ومضى متابعا: “أنا، أي شيء قمت به إلا وأخذت فيه موافقة الملك، والفضل في نجاحه بعد الله يعود للملك” و“لكن إذا فشلت فيما قمت به فهل سنآخذ الملك؟ وأنت الذي تقول إن الملك يقوم بكل شيء، هل هذا كلام يصدر عمّن يعتبر نفسه ملكيا!”.
واكد بن كيران “نحن لسنا من دعاة الفتنة ولا الثورة ولا التغيير المفاجئ، نحن نسعى أن يكون ما نطالب به وما نريده في إطار المشروعية والتوافق والتفاهم معه الملك”.