الجزائر تستدعي سفيرها في فرنسا “للتشاور” على خلفية قضية الناشطة أميرة بوراوي

حجم الخط
30

الجزائر- “القدس العربي” ووكالات:  قرر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الأربعاء، استدعاء سفير بلاده لدى فرنسا “للتشاور” عقب ما وصفه بـ”عملية الإجلاء السرية” للناشطة والصحافية أميرة بوراوي من تونس إلى فرنسا، مساء الإثنين، حسب ما أعلنت الرئاسة في بيان.

وأورد البيان “أمر رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، باستدعاء سفير الجزائر بفرنسا، السيد سعيد موسي، فورا للتشاور”، مشيرا إلى أن الجزائر أعربت في “مذكرة رسمية” وجهتها إلى فرنسا عن “احتجاجها بشدة على عملية الإجلاء السرية وغير القانونية” لبوراوي المطلوبة للقضاء الجزائري.

من جانبها، أكدت بوراوي أن رحيلها إلى فرنسا عبر تونس ليس هروبا إلى “المنفى” وأنها “ستعود قريبا”.

وكتبت الصحافية التي كانت ممنوعة من مغادرة الجزائر وأوقفت في تونس قبل إطلاق سراحها بأمر من المحكمة وتوجهها إلى فرنسا الإثنين، “لم أذهب إلى المنفى، فأنا في بلدي هنا مثلما كنت في الجزائر”.

وأضافت بوراوي عبر فيسبوك “سأعود قريبا جدا” إلى الجزائر.

ووصلت الناشطة إلى تونس، الجمعة، وأوقفت أثناء محاولتها الصعود على متن طائرة متجهة إلى فرنسا بجواز سفرها الفرنسي.

بعد ذلك، قرر القضاء التونسي الإفراج عنها وتأجيل قضيتها إلى 23 شباط/فبراير، بحسب محاميها، لكن شرطة الحدود أوقفتها وتعرضت لخطر الترحيل إلى الجزائر قبل أن تتمكن أخيرًا من الخروج ومغادرة تونس.

واعتبرت بوراوي تصرف شرطة الحدود التونسية “اختطافا”.

وأضافت في منشورها “أشكر كل الذين أكدوا أنني لن أجد نفسي خلف القضبان مرة أخرى”، مشيرة إلى منظمتي العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش، والصحافيين، والموظفين القنصليين في سفارة فرنسا في تونس.

وسُجنت أميرة بوراوي في العام 2020 بتهم عديدة ثم أطلق سراحها في 2 تموز/يوليو 2020. وهي تواجه حكما بالسجن لمدة عامين بتهمة “الإساءة” للإسلام بسبب تعليقات أدلت بها على صفحتها بفيسبوك.

وأكد موقع إذاعة “راديو إم” الجزائرية حيث كانت تقدم برنامجا سياسيا منذ أيلول/سبتمبر، أن بوراوي “معروفة منذ مشاركتها في حركة بركات العام 2014، التي قادت حملة ضد الولاية الرابعة للرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة وحاولت عدة مرات مغادرة البلاد في الأشهر الأخيرة لزيارة ابنها المستقر في فرنسا، لكن بدون جدوى”.

وفي افتتاحيتها التي تعبر عن التوجه الرسمي، كتبت يومية المجاهد الحكومية، اليوم الأربعاء، أن “فرنسا التي تواجه الكثير من الغضب في أفريقيا بسبب غطرستها الاستعمارية الجديدة لن تتغير أبدا”. واعتبرت الصحيفة أن فرنسا تصرفت بصفة “غير ودية للغاية” اتجاه الجزائر وتونس حيث قامت عبر ممثليتها الدبلوماسية في تونس بخرق القانون التونسي من خلال إجلاء باتجاه فرنسا رعية جزائرية كانت على وشك أن ترحل نحو الجزائر لأنها كانت تتواجد في وضع غير قانوني في تونس”.

وأبرزت، من توصف بعميدة الصحافة الجزائرية الناطقة باللغة الفرنسية، أن الجزائريين “قد سئموا من هذه التصرفات غير الودية من قبل فرنسا”، متسائلة كيف لهذه “السياسة الفرنسية التي تتميز بالتقدم بخطوة واحدة والتراجع بعشر خطوات أن تساعد على تهدئة النفوس، بل إنها تضفي برودة على العلاقات الثنائية وذلك قبل أسابيع من زيارة الدولة التي من المنتظر أن يقوم بها رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، إلى فرنسا؟”.

وأبرزت أن باريس، من خلال هذا التصرف، تضر بالعلاقات بين البلدين في الوقت الذي بدأت تشهد فيه تحسنا، بعد الزيارة التي أجراها الرئيس الفرنسي إلى الجزائر في أغسطس الأخير والتي توجت بـ”إعلان الجزائر من أجل شراكة متجددة” وبعدة اتفاقات تعاون.

وخلصت الصحيفة إلى أن هذا التصرف الذي جاء بعد عدة لقاءات واتصالات بين قيادتي البلدين، تحسبا لزيارة الدولة للرئيس تبون إلى فرنسا، قد يؤدي إلى تأزم الوضع وتعكير الجو الهادئ الذي كان يميز العلاقات بين البلدين في الآونة الأخيرة.

ويشير هذا الكلام إلى إمكانية أن تتضرر الزيارة المرتقبة للرئيس عبد المجيد تبون شهر أيار/مايو المقبل، والتي يجري التحضير لها عن كثب على مستوى وزارتي خارجية البلدين. وحتى أن الزيارة الأخيرة لرئيس أركان الجيش الجزائري السعيد شنقريحة، الأولى من نوعها منذ 17 سنة، كانت تدخل في إطار هذه الترتيبات.

ويبدو من خلال الأبعاد التي أخذتها قضية بوراوي، أن إقالة وزير الخارجية التونسي المقال، لم تكن بعيدة عن هذه التداعيات، إذ لم تستطع الخارجية التونسية مواجهة الضغط الفرنسي الذي فرضته القنصلية هناك التي خرجت للعلن واعتبرت أن الناشطة الفرنكو جزائرية، هي تحت الحماية الفرنسية.

ومساء أمس، ظهرت بوراوي عبر حسابها على فيسبوك، مبررة مغادرتها الجزائر بعدم تحملها هذا القدر من الظلم، فمنع المواطن من السفر اعتداء على أبسط حقوقه، ومنعه من العمل ومقاضاته حتى بسبب النكات على فيسبوك يشعره بأنه غير مرغوب فيه، مشيرة إلى أنها تحس بالأمان حيث هي الآن، ولم تعد تخشى الاعتقال لمجرد بضع كلمات وحفنة من الأفكار على فيسبوك.

وفي أيلول/سبتمبر، بدأت بوراوي  بتقديم برنامج سياسي في إذاعة راديو أم التي أغلقت نهاية شهر كانون الأول/ديسمبر بعد اعتقال مديرها الصحافي إحسان قاضي. واشتهرت هذه السيدة وهي طبيبة نساء، بنشاطها السياسي المناهض للعهدة الرابعة للرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، حيث كانت من مؤسسي حركة بركات سنة 2014 التي لم تنجح في إعاقة الرئيس عن الترشح، ثم انخرطت في الحراك الشعبي الذي أطاح بالرئيس الراحل في فبراير/شباط 2019 وكانت من أبرز الوجوه التي تصدرت المسيرات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول مجد:

    تقول هذه الناشطة في إقتباس من المقال ((مشيرة إلى أنها تحس بالأمان حيث هي الآن، ولم تعد تخشى الاعتقال لمجرد بضع كلمات وحفنة من الأفكار على فيسبوك.))
    بضع كلمات التي تحدثت عنها الناشطة كانت في إزدراء الإسلام،
    نقول لهذه الناشطة أن تكتب مثل هذه الكلمات في إزدراء اليهودية حيث هي الأن تشعر بالأمان لترى كيف ستنهال عليها التهم بمعاداة السامية لتجدنفسها خلف القضبان

  2. يقول Ali:

    عند وجودها بتونس، كان بحوزة اميرة بوراوي جواز سفر فرنسي، اي ان السلطات التونسية تتعامل مع سيدة فرنسية و ليست جزائرية. هكذا كان على تونس ان لا تمنعها من السفر إلى فرنسا. الجزائر تظن ان الغاز و البترول يعطيها كل الصلاحيات.

    1. يقول فراس:

      جواز فرنسي صدر من القنصلية الفرنسية في آخر لحظة ، تعتقد أن فرنسا يهمها من يحمل جنسيتها إن كان مسلم أو عربي

    2. يقول amara hichem:

      وهل يحق للفرنسيين دخول تونس بطريقة غير قانونية، هي لم تعبر الحدود الجزائرية التونسية عبر المعابر الشرعية بل عبر مسالك المهربين ، و هي متابعة بسبب ازدراءها الإسلام و شتمها للصحابة و ليس لآراءها السياسية كما تحاول بعض الجهات تصويرها ليست بطلة بل هاربة من العدالة و الاي ستتحقق يوما دون شك

  3. يقول شهاب الجزائر:

    هذه المرأة لا تمثل الشعب الجزائري لانها طعنته
    في الظهر بامتلاكها الجنسية الفرنسية.
    فرنسا تعلم ان الحدث لا شيء لانها تعودت
    على ردات فعل أنظمة مستعمراتها القديمة
    تنديد و سحب سفير ثم لاشيء.
    ثانيا من خلال تتبع الأحداث يمكن إكتشاف تواطؤ
    السفارة الفرنسية بالجزائر في العملية بتهريبها إلى تونس و علىالسلطات الجزائرية التحقيق في الجهة
    التي هربتها
    ثالثا تناقض السلطات التونسية في الحادثة القبض
    عليها ثم عرضها على وكيل الجمهورية ثم إطلاق سراحها ثم محاولة القبض عليها ثانية ثم السماح لها بالسفر .
    ثالثا وقاحة المحامي الفرنسي الذي تكلف بتسفيرها
    و تهديده لمصالح الأمن التونسية بتدخل النيابة
    الفرنسية و كأن تونس مزرعة و ليست دولة.
    هذه عقلية المستعمر التي مازال يبني عليها علاقته
    الدبلوماسية مع مستعمراته القديمة مازال ينظر
    إليها باستعلاء و احتقار لانه ألف ردة فعل هذه
    الأنظمة زوبعة في فنجان ثم تتلاشى.
    أقول للرئيس تبون حقا اذا أراد أن يحافظ على
    ماء وجه الدولة يطالب فرنسا بتسليمها عن طريق
    الإنتربول أو يقوم بتجريدها من الجنسية الجزائرية
    التي ضحى من أجلها ملايين الشهداء مدى الحياة
    لان هذه المرأة خائنة و عميلة تستقوي بفرنسا.
    رحم الله الرئيس هواري بومدين القوي المخلص.

  4. يقول كريم إلياس /الجمهورية الفرنسية:

    السيدة غادرت تونس و هي الآن متواجدة على الاراضي الفرنسية…كل ما سيُقال ليس له معنى او قيمة تُذكر…يتم إستدعاء السفير..او إستدعاء الوزير…المؤكد انه قضي الامر الذي كنتم فيه تستفتيان..السيدة بوراوي حرة طليقة ..و لن يكون هناك مكان للذين يهددونها بسلب حريتها..راحت عليكم يا من راهنتم على إعتقالها و إرجاعها و تناسيتم انها تحمل جواز سفر لونه (أحمر) ..له قيمة لا ينكرها الا جاحد..و السلام

    1. يقول ٌRachid:

      سوف ترى والأيام بيننا

  5. يقول Ahmed:

    ما هو العمل الذي تقدمه للمخابرات الفرنسية حتى تتدخل لاجلاءها ؟

  6. يقول عبد الواحد القهار:

    هذا القرار يتوافق عليه كل الجزائريين لان عدونا الابدي هي فرنسا الاستعمارية ام الخبائث و التاريخ يشهد ان كل مصائب الجزائر منذ استقلالها كانت ورائها فرنسا الخبثة.

  7. يقول سيموح:

    سوف يعود السفير الجزائري لباريس من النافدة…كما كان دالك قبل عام

  8. يقول Bugatti:

    ليس غريب لأن فرنسا معروف عنها من زمان ايوائ الإرهابيين و ناهبي المال العام.

  9. يقول عبد الرحيم المغربي .:

    موضوع الصحفية والمناضلة الحقوقية أميرة بوراوي مجرد تحصيل حاصل في واقع معروف….ولن تلتبس تلك الحقيقة بتعريض البعض بجنسيتها الفرنسية المضافة إلى جنسيتها الأصلية…فهذا قاسم مشترك بينها وبين ملايين الجزائريين في فرنسا وكثير منهم نموذج في الوطنية والنزاهة..والكفاءة.؛ ولكن الصورة المطلوب التوقف عندها هي في كيفية ملاحقة هذه المناضلة التي لم تحمل سلاحا ولم تدعو إلى إرهاب أو عمل عنيف أو مسلح…ثم كيف قدمت أمام القضاء التونسي الذي أمر بإطلاق سراحها وتمكينها من حرية إختيار وجهة سفرها…وكيف تلقفتها أجهزة الأمن وهي تهم بالخروح من المحكمة بهذف ترحيلها إلى الجزائر عنوة….وكيف كان تذخل القنصلية الفرنسية بمثابة أمر نفذه أمن قيس سعيد قبل أن يرتد إليه طرفه..هذه هي التفاصيل المعبرة التي يجب أخذ العبرة منها…وليس قصة سحب السفير المتكررة التي ستنتهي سريعاً بالعودة…وتبادل القبل الحارة…وعقد الاتفاقيات المتعددة..د

  10. يقول عالية:

    باتريك بوريل المغني والممثل اليهودي ذو الأصل الجزائري الذي وُلد سنة 1959 في الجزائر وغادرها وعمره 4 سنوات، خصصت له السلطات الجزائرية استقبالا حارا وعناية لافتة في الأسبوع الفائت حين عاد إلى مدينة تلمسان الجزائرية لتفقُّد البيت الذي خُلق فيه، رغم أنه لا يخفي صهيونيته ويجاهر بها ويعلن عن دعمه للمجازر التي يقترفها الجيش الإسرائيلي بدعوى محاربة الإرهاب… ياتريك بوريل مرحب به في الجزائر، أما أميرة بوريل فإنها مرفوضة رغم جنسيتها الجزائرية ويتعين سجنها لأنها تعبر عن قناعاتها السياسية المنتقدة للنظام الحاكم في الجزائر. فما هذه المقاييس المعتمدة في الحكم على الناس يا ناس؟؟؟؟؟

1 2 3

إشترك في قائمتنا البريدية