بوادر على عودة التوتر بين «الديمقراطي» و«الاتحاد» تزامناً مع الشروع في مباحثات تشكيل حكومة كردستان الجديدة

مشرق ريسان
حجم الخط
0

بغداد ـ «القدس العربي»: ترى قوى سياسية كردية إن مهمة رئيس وزراء إقليم كردستان الجديد، مسرور بارزاني، تتمثل بإيجاد حلول لأربعة ملفات مهمة، تختص بالأوضاع في كردستان، وبالعلاقة مع الحكومة المركزية في بغداد، مستغلاً دعم رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني وعلاقاته الجيدة مع الحكومة الاتحادية، في وقت أعلنت «الجماعة الإسلامية الكردستانية»، مقاطعتها للحكومة في الإقليم.
النائب في البرلمان الاتحادي، عن كتلة الحزب الديمقراطي الكردستاني، بزعامة مسعود بارزاني، ديار برواري، قال لـ«القدس العربي»: «بعد منح برلمان الإقليم الثقة لمسرور بارزاني رئيساً لحكومة الإقليم، سيكون أمامه 30 يوماً لتقديم كابينة وزارية كاملة»، مشيراً إلى أن «أهم التحديات الموجودة حالياً أمام هذه الحكومة، والتي توجه البرنامج الحكومي الذي أعدّه مسرور بارزاني، هو البرنامج الخدمي وتوفير عدالة اجتماعية، فضلاً عن ترشيق الحكومة والتقليل من فجوات الفساد المالي والإداري الموجودة في إقليم كردستان».
ولم يُفصح برواري عن الأسماء التي ستتولى المناصب الوزارية في حكومة كردستان الجديدة، لكنه أكد أنها «شخصيات مرموقة»، لافتاً إلى أنها «التجربة الأولى لمسرور بارزاني كرئيس لمجلس الوزراء والحكومة، كونه كان يتسلم الملف الأمني، والأمن جيد في الإقليم، لذلك نأمل أن تكون الحكومة جيدة أيضاً».
وعلى الرغم من ذلك، أقرّ النائب عن حزب بارزاني، بأن «التحديات كبيرة جداً»، لكنه أكد أن «رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني سيكون يد العون لرئيس حكومة الإقليم، في توفير الأرضية المناسبة له من خلال العلاقات الجيدة والإيجابية مع الحكومة الاتحادية في بغداد».
وفي الأثناء، قال النائب عن كتلة «الاتحاد الوطني الكردستاني»، في مجلس النواب الاتحادي، بختيار شاويس لـ«القدس العربي»، إن «الحكومة الجديدة في إقليم كردستان، تمتاز عن الحكومات السابقة، بآلية تشكيلها والأحزاب التي شاركت فيها، فضلاً عن الظروف الموضوعية والذاتية في ما يتعلق بهذا الأمر»، مبيناً أنه بالنسبة للاتحاد الوطني الكردستاني «فبعد الاتفاق المبرم بيننا وبين الديمقراطي، سندعم هذه الحكومة من أجل تحقيق مهامها تجاه شعب كردستان، خصوصاً فيما يتعلق بتسوية الخلافات».
ودعا، الحكومة الجديدة في الإقليم، إلى «إيجاد الحلول المناسبة للمشكلات داخل البيت الكردي، ومع بغداد أيضاً»، مؤكداً أن «الكثير من المشكلات لا تزال موجودة، سواء كانت دستورية واقتصادية وسياسية، فضلاً عن موضوع المادة 140 وملفات النفط والرواتب (موظفي الإقليم). كل هذا يقع على عاتق الحكومة».

حل الخلافات داخل البيت الكردي ومع بغداد ومكافحة الفساد أبرز مهام مسرور بارزاني

ورغم شروع مسرور بارزاني بخطوات فعلية في أربيل والسليمانية لتشكيل حكومة إقليم كردستان وفقاً للتوقيت المحدد، تمهيداً لطرحها على تصويت برلمان كردستان، لكن «الجماعة الإسلامية الكردستانية» أعلنت رسمياً مقاطعتها لحكومة الاقليم، مؤكدة أن الأمور الراهنة لا تنسجم مع برنامجها.
جاء ذلك في مؤتمر عقده أمير الجماعة علي بابير، أعلن خلاله عدم المشاركة في حكومة الاقليم، داعيا حكومة كردستان في الوقت ذاته إلى «اعتماد معيار المواطنة مع الجميع وليس المعيار الحزبي والعائلي»
وشدد على «ضرورة أن يكون برلمان الإقليم معبّراً عن إرادة الشعب وأن تكون الحكومة ممثلة عن الجميع».
وأشار إلى أن «موقفهم من عدم المشاركة لا يعني الوقوف بالضد من حكومة الإقليم وعملها»، مؤكداً «استعداد الجماعة للتعاون من أجل أن يكون لشعب كردستان حكومة جيدة»، حسب قوله.
وفي المقابل، نشب خلاف جديد بين الحزبين الكرديين الرئيسيين على خلفية وصف محمود سنكاوي القيادي في حزب «الاتحاد الوطني الكردستاني»، زعيم الحزب الديمقراطي، مسعود بارزاني بـ«الخائن والصغير».
إذ، أصدر مكتب مسعود بارزاني، بياناً ردّ فيه على تصريحات سنكاوي، قائلاً: «تصريحات محمود سنكاوي كانت في قمة الهبوط ولا مستوى لها بحيث لا تستحق الرد»، مبيناً أن «تاريخ وسلوك هذا الشخص واضح ومعلوم».
وكان الاتحاد الوطني الكردستاني، قد أصدر بيانا في وقت سابق، نأى فيه عن تصريحات سنكاوي، مؤكداً أن تصريحات الأخير تمثل رأيه الشخصي ولاعلاقة للاتحاد الوطني بها.
وشنّ سنكاوي، هجوما عنيفا ضد مسعود بارزاني، واصفا الأخير بـ«الصغير» أمام الاتحاد الوطني.
وقال في كلمة له أمام المحاربين القدامى في قوات البيشمركه، إن «مسعود بارزاني رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني يعتبر نفسه أكبر من الاتحاد الوطني، وأن هذا ليس في محله بل أنه أصغر من الاتحاد الوطني».
وأوضح أن «الاتحاد الوطني كان التزم الصمت لفترة طويلة إزاء سياسات الحزب الديمقراطي الكردستاني من أجل توحيد الصف والخطاب الكردي وعدم إنجرار الإقليم في صراعات لا يحمد عقباها».
وانتقد مسعود بارزاني على خلفية استمراره في العمل السياسي بعد وفاة جلال طالباني ونوشيروان مصطفى (زعيم حركة التغيير) وقال: «كان ينبغي أن يعتزل مسعود بارزاني عن العمل السياسي بعد موت جلال طالباني ونوشيروان مصطفى»، متهما إياه بإيواء ما وصفه بـ«الخونة البعثيين الذين قاموا بالتخابر عن مقاتلي قوات البيشمركة إلى جهاز المخابرات العراقية»، حسب قوله.
وتأتي تصريحات سنكاوي بعد يوم من زيارة مسرور بارزاني رئيس الوزراء المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة، إلى السليمانية واجتماعه مع الإتحاد الوطني وحركة التغيير بشأن تشكيل الحكومة الجديدة في الإقليم.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية