الرباط ـ ‘القدس العربي’: بدأت مؤشرات معركة ساخنة بين السلطات المغربية وناشطين صحراويين تظهر في افق احياء ذكرى تأسيس جبهة البوليزاريو، في وقت تسعى فيه الاطراف المعنية بالنزاع الصحراوي الى كسب نقاط جديدة في النزاع والمتمحورة في هذه المرحلة في ملف حقوق الانسان.
ويحاول ناشطون صحراويون ابقاء مدن الصحراء الغربية على صفيح مواجهات مع السلطات واسقاط ضحايا مدنيين للتدليل على انتهاكات ترتكبها السلطات المغربية بهذه المدن، ونجحت السلطات المغربية خلال الاسابيع الماضية في تقليص ملحوظ للانتهاكات التي كانت ترتكب.
ودعت هيئات حقوقية تنشط بالمنطقة الى التظاهر يوم بعد غد الاربعاء والذي يصادف الذكرى الـ40 لتأسيس جبهة البوليزاريو في وقت تؤكد فيه السلطات المحلية عدم السماح باي تظاهرات او مسيرات الا بعد حصول منظميها على ترخيص رسمي.
وعرفت المدن الصحراوية نهاية الشهر الماضي بعد اصدار مجلس الامن الدولي قراره 2099 ذا الصلة بالنزاع، مواجهات ساخنة راح ضحيتها من الجرحى قوات امن ومدنيون الا ان المنظمات الدولية المهتمة بحقوق الانسان اولت اهتماما بالضحايا المدنيين وما تقوله بعنف ارتكبته السلطات المغربية.
وقالت وزارة الداخلية المغربية ان بعض المنظمات الدولية غير الحكومية العاملة في ميدان حقوق الانسان تعتمد ازدواجية الخطاب مشيرة الى منظمة العفو الدولية ‘أمنستي أنترنسيونال’، التي اصدرت نهاية الاسبوع الماضي تقريرا حول انتهاكات تقول ان السلطات المغربية ارتكبتها بمدينة العيون اثناء تظاهرات نهاية نيسان (ابريل) وتعرض لها ستة صحراويين بينهم قاصر اعتقلوا على خلفية هذه التظاهرات.
ونفت وزارة الداخلية المغربية في بلاغ رسمي بشكل قاطع ادعاءات منظمة العفو الدولية بحدوث انتهاكات لحقوق الانسان أثناء سريان اجراءات البحث التمهيدي التي خضع لها ستة مشتبه بهم من بينهم قاصر اعتقلوا على خلفية أعمال العنف والشغب التي شهدتها مدينة العيون.
وجاء في بلاغ الوزارة أنه لا يسعها ‘إلا أن تبدي أسفها على غياب الموضوعية في تعاطي منظمة العفو الدولية مع مزاعم كان بإمكانها طلب الحصول على معلومات بشأنها من السلطات المغربية قبل إصدار أي موقف أو بيان’.
وقالت وكالة الانباء المغربية الرسمية ان منظمة العفو الدولية ‘أمنستي أنترنسيونال’ نشرت بيانا يستعرض مزاعم وادعاءات بحدوث انتهاكات لحقوق الانسان أثناء سريان مسطرة البحث التمهيدي التي خضع لها ستة مشتبه بهم من بينهم قاصر اعتقلوا على خلفية أعمال العنف والشغب التي شهدتها مدينة العيون مؤخراً.
وقالت المنظمة الدولية ان المعتقلين الستة ‘تعرضوا للتعذيب ولسوء المعاملة’ أثناء فترة الوضع تحت الحراسة النظرية و’اعتقلوا بسبب مشاركتهم في عمليات احتجاجية’ وأنهم ‘وقعوا على تصريحاتهم تحت الضغط والإكراه’ كما أن القاصر الموقوف زعم أنه كان ‘يسمع صوت تعذيب باقي المعتقلين أثناء تعرضهم للمعاملة القاسية’.
واكدت وزارة الداخلية المغربية أن كل ما ورد في بيان المنظمة الدولية ‘مجرد مزاعم وادعاءات لا أساس لها من الصحة’ مشيرة إلى أن توقيف المشتبه بهم الستة جاء نتيجة تورطهم في أعمال عنف وشغب شهدتها مدينة العيون ونتج عنها إصابة 119 عنصرا من عناصر القوة العمومية خمسة منهم إصاباتهم بليغة فضلا عن تخريب العديد من الممتلكات العامة والخاصة وهو ما يتنافى مع ما ذهب إليه بيان منظمة العفو الدولية من أن عمليات التوقيف كانت بسبب مشاركة المعتقلين في حركات احتجاجية.
وأبرز البلاغ أن تورط الموقوفين الستة تؤكده تسجيلات وصور توثق مشاركتهم في عمليات التخريب واستعمال العنف في حق رجال الامن تدعمه الأسلحة البيضاء المحجوزة في إطار هذه القضية والمرفقة مع الاجراءات المحالة على النيابة العامة.
وأوضحت وزارة الداخلية أن ما قاله القاصر البالغ من العمر 17 سنة عن تعرضه للتعذيب وسوء المعاملة ‘ادعاء مردود عليه’ وانه عرض على النيابة العامة مرتين الأولى عند تمديد فترة الحراسة النظرية والثانية عند تقديمه أمامها ولم تعاين عليه أية آثار للعنف أو التعذيب مضيفة أنه كان بإمكان المعني بالأمر و أولياء أمره أن يثبتوا مزاعمهم بواسطة شواهد طبية خلال الفترة التي أخلي فيها سبيله من طرف قاضي التحقيق قبل أن تطعن النيابة العامة في هذا القرار ويتابع في حالة اعتقال.
وشدد البلاغ على ان ادعاء المعني بالأمر سماعه لتعذيب باقي المعتقلين ‘هو مجرد اختلاق تدحضه المعطيات في الواقع’ ذلك أنه كان مودعا بالمكان المخصص للأحداث تطبيقا للنصوص القانونية الجاري بها العمل وهو مكان منعزل وبعيد عن المكان المخصص للوضع تحت الحراسة النظرية الذي يودع فيه الراشدون مما يجعل تصريحاته مجرد ادعاءات واهية وعارية من الصحة.
وأضاف أن الادعاء بالضغط والإكراه يبقى بدوره مجانبا للحقيقة والواقع بدليل أن محاضر استماع الاشخاص الستة جاءت تحمل توقيعاتهم مذيلة بأسمائهم الشخصية والعائلية ومكتوبة بخط أيديهم ومضمنة في جميع مرفقات المحضر بعد التصريحات وبعد بيانات الحراسة النظرية ومدونة في جميع نسخ المحضر وهي ضمانات أقرها المشرع المغربي لتفادي تسجيل أي توقيع مجرد تحت الضغط والإكراه.
وأشار البلاغ إلى أنه من خلال حرص وزارة الداخلية على إطلاع الرأي العام على هذه المعطيات فإنها تنفي مجددا كل المزاعم التي أوردها البيان المذكور وتؤكد على أن جميع الإجراءات المسطرية المنجزة تمت في إطار القانون وبتوجيه من النيابة العامة المختصة وتحت إشرافها المتواصل.
وقالت تقارير صحافية ان المبعوث الشخصي للامين العام للامم المتحدة للصحراء كريستوفر روس سيقوم بزيارة للمغرب في غضون الأسبوع المقبل، ستشمل ثلاث مدن بالصحراء هي المحبس و السمارة وبوجدور، يلتقي بناشطين حقوقيين وفعاليات المجتمع المدني بالمدن الثلاث بالاضافة الى زيارة لمراكز قوات المينورسو.
ومنعت سلطات مدينة الداخلة، ثلاثة من قوات بعثة المينورسو، من استمرار تواجدهم بميناء الداخلة، بعدما كان قوات المينورسو بزيهم العسكري يقومون بتصوير رصيف الميناء وبعض السفن التي تحمل منتوجات سمكية وبعد اتصالات أجراها عناصر القوة الاممية، مع الممثل الخاص للامين العام للأمم المتحدة الألماني فولفغانغ فايسبورد المتواجد بمدينة العيون طلب هذا الاخير من قواته الانسحاب وإنجاز تقرير مفصل عن ظروف وملابسات طردهم من داخل الميناء.
وقال موقع الصحراء الان ان الممثل الخاص الألماني رفع مساء اول امس السبت تقريرا للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، بخصوص طرد عناصره من الميناء.
وتعرف علاقات السلطات المغربية مع قوات المينورسو توترات خاصة بعد نشر فيديو لاحد ضباط هذه القوات يحرض الصحراويين على الاستقلال عن المغرب. وتقول اوساط مغربية ان قوات المينورسو لم تعد تكتفي بالتجول أو التحرك داخل الميناء، بل يعمدون إلى التقاط صور للسفن وعمليات الشحن وغيرها، وهو مخالف لمهامهم.
الصحراء هي أرض الأمازيغ،وأقول للذين يريدون إنشاء دويلة وهمية عربية صحراوية فما عليهم أن يجمعوا أمتعتهم و خيامهم ويركبوا جمالهم ويعودوا من حيث أتوا ،و في تلك الساعة من حقهم إنشاء جمهورية عربية صحراوية في صحراء حضرموت وسيجدون هناك الحرية وحكوك الإنسان……
ـارجو من الكاتب والقراء ان يتمعنوا جيدا في الآتي:
في كلمته أمام الجلسة 21 للجمعية العامة للأمم المتحدة في
13 أكتوبر 1966،وزير خارجية المغرب،محمد الشرقاوي، يقول:
“المغرب يؤيد استقلالاً حقيقيًا للصحراء الغربية، بوضع مستقبل
الإقليم بين أيدي أبنائه، الذين سيختارون بكل استقلالية تقرير
مصيرهم في جو من الحرية. وعليه فإنني أطالب بتنظيم عملية
تقرير المصيروفقا للمراحل الآتية: انسحاب القوات العسكرية
الإسبانية من الإقليم ونشر قوات تابعة للأمم المتحدة (…)
نسحاب الإدارة الإسبانية وعودة اللاجئين الصحراويين من
الخارج. هذه هي المسؤوليات التي يمكن للأمم المتحدة أن
تتحمل بدعم من السلطات المغربية والإسبانية”.
في خطابه أمام الجلسة 37 للجمعية العامة للأمم المتحدة
في 27/09/1983، يعلن الملك الحسن الثاني ملك المغرب،مايلي :
“المغرب يقول لكم بأرنه يريد الاستفتاء، المغرب يؤكد لكم بأنه
مستعد بأن يتم هذا الاستفتاء غدا إذا كنتم أنتم تريدون ذلك، المغرب
جاهز لتقديم كل التسهيلات لجميع المراقبين من أين أتوا من أجل
أن يكون هناك وقف لإطلاق النار ومن أجل تكون هناك استشارة
حرة، عادلة ونزيهة. وختاما، المغرب يلتزم رسميا باحترام نتائج
ذلك الاستفتاء ويعتبر نفسه مجبرا على ذلك”
وحدة الشعب الصحراوي هي الممر الوحيد لحل القضية الصحراوية”
السلاح الذي عجز امامه الاحتلال المغربي هو سلاح الوحدة الوطنية وتكامل الشعب الصحراوي في مشروعه الوطني هو بتمسكه برائدة كفاحة وممثله الشرعي والوحيد الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب
تطرق المدافع الصحراوي عن حقوق الإنسان، حمودي إكيليد، لما جاء به التقرير السنوي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان التي يمثلها في العيون المحتلة من وقائع وحقائق تؤكد استمرار الدولة المغربية في ارتكاب الانتهاكات في حق المواطنين، كما أشار إلى الوضع الخطير والكارثي لوضعية حقوق الإنسان بالصحراء الغربية، مؤكدا على الحل الديمقراطي لحل النزاع بين المملكة المغربية وجبهة البوليساريو، لأنه الحل الوحيد الممكن للحد من استمرار انتهاكات حقوق الإنسان والمؤدي إلى استقرار الأوضاع بالمنطقة في إشارة إلى الصحراء الغربية.
أستغرب من دكتور “قد الدنيا ” لازال يتوهم أن قضية الصحراء هي قضية شعب هلامي وجمهورية هلامية ، فما إستحضرته لايفيد في حل قضية مفتعلة مائة بالمائة فصحيح أن المغرب هو من كان يواجه إسبانيا التي إحتلت أرضه شمالا وجنوبا مابين 1884و1934 وصحيح أن المغرب طالب إسبانيا بتقرير مصير ما تبقى من أراضي صحراوية بعد إسترجاع منطقة طرفاية 1958 التي إحتلها الإسبان سنة 1919 وصحيح أن المغرب لم يتوانى في الدفاع عما يعتبره حقا من حقوقه التاريخية والقانونية ، وصحيح أن المغرب لبى طلب منظمة الوحدة الإفريقية بالقيام بإستفتاء في الصحراء قبل أن يسحب الحسن الثاني الملف من تجار الحرب الباردة سنة 1984 وأعني بها منظمة الوحدة الإفريقية ويضعه أمام الأمم المتحدة ، لكن ما هو غير صحيح هو أن يقوم بوليساريو ومن لف لفها بإنتقاء ما يحلو لها من أحداث ووقائع ليروج لأطروحة إنفصالية لم تظهر إلا سنة 1975 بعد أن أسس القدافي وبومدين والمخابرات الإسبانية منظمة بوليساريو سنة 1973 فلما ذا لم تدكر يادكتور توصية الأمم المتحدة التي تبنت إتمام تصفية الإستعمار الإسباني من الأراضي المغربية في 16 ديسمير 1965 ؟ ولماذا لم تتحدث عن إيقاف اللعبة الخسيسة التي كان فرانكو يود طرحها على الأمم المتحدة حتى يحقق ما حققته عملية سايس بيكو في الصحراء المغربية ؟ ألم تعلن إسبانيا عن نيتها تنظيم إستفتاء صوري في النصف الثاني من سنة 1974 ؟ ألم يتصدى لها المغرب ويطالب بإيقاف اللعبة الخسيسة من خلال رفع الملف إلى محكمة العدل الدولية التي أقرت بوجود روابط قانونية وولاء مابين سلطان المغرب وقبائل من الصحراء لحظة إحتلال الصحراء سنة 1884؟ فالقضية ليست قضية شعب صحراوي هلامي لم تستطع الأمم المتحدة تحديد هويته بسبب التداخل الحاصل بين قبائل الصحراء الشرقية التي تحتلها الجزائر وبين باقي مكونات القبائل المغربية من واد نون إلى المحاميد إلى الكويرة ، فالجزائر صراحة كانت تريد إلهاء المغرب عن مطالبته بالصحراء الشرقية التي نشبت بسببها حرب الرمال سنة 1963 ووضعت الصحراء الإسبانية كحجرة عثرة في حداء المملكة المغربية حسب تعبير هواري بومدين وإلا كيف تفسر لنا مطالبة بوتفليقة لكوفي عنان بتقسيم الصحراء ؟ وهي المطالبة التي فضحها التقرير الأممي الذي قدمه كوفي عنان في بداية الألفية الثالثة المغرب ياعزيزي لن يتنازل عن سيادته على أرض سقتها الدماء المغربية منذ قرون وكانت هي الممر الذي نشر من خلالها المغاربة الإسلام في إفريقيا ياعزيزي فلا تنتظر من أمة مغربية أصيلة التنازل عن أرض أجدادها حتى ولو تدخل حلف الناتو لأن الحق حق والباطل باطل وما تدعيه الجزائر وبوليساريو لهو الباطل بعينيه
اطرح هنا تسائل ماهو الفرق بين الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين
واحتلال بعض القبائل الراعية للابل لاراضي اصلا ليست لها
الفرق الوحيد ان الاحتلال الاسرائيل هناك من دفع منهم عل الاقل مبلغ الارض التي استولى عليها ولو بتمن بخس اما الرحال فقد استوطنوا ارضا ليست لهم في الاساس والان يطالبون بالاستقلال لا احد يجبركم ان تكونوا مغاربة ولكن ليس لكم الحق في المطالبة في ارض ليست لكم في الاصل لانكم بهدا تكونوا استعماريين الارض ارض مغربية ومن يريد البقاء فمرحبا ومن لا يريد فما عليه أن يجمع أمتعته و خيامه ويركب جماله ويعودا من حيث اتى
كثيرا ما تفتخر قبائل بني حسان العروبية التي غزت الصحراء الأمازيغية ما بين القرن الثامن والتاسع بعاداتها،تقاليدها وموروثها الثقافي الذي تنسبه دائما إلى المشرق على حساب ثقافة السكان الأصليين للصحراء (قبائل صنهاجة والتوارك) التي سادت الصحراء منذ قرون غابرة.
والسؤال الذي نطرحه هو هل ثقافة، تقاليد وعادات الحسانيين عربية أم أمازيغية؟؟
يثبت الواقع بما لا شك فيه أن البدو الحسانيين يعيشون أوهاما مشرقية منقطعة النظيرفوق صحراء الأمازيغ.
الوهم الأول: يتكون المجتمع الحساني في أغلبه من قبائل أمازيغية صنهاجية وتوارقية تعرب أغلبها على يد غزاة بني حسان. ومازالت هذه القبائل الحسانية تحتفظ بأسمائها الأمازيغية ونورد على سبيل المثال لا الحصر: قبائل أيت لحسن/أيت بوهو/أيت براهيم/تجاكنت/إزركيين….وبالتالي فلا حق لبني حسان نسب هذه القبائل إلى مشرقها وإلا فالحسانيون يعيشون هذا الوهم والزيف التاريخي فالصحيح أن الحسانيين أمازيغ .
الوهم الثاني: يعتقد بني حسان أن لهجتهم (الحسانية) عربية صرفة قافزين على حقيقة علم اللسانيات. فلهجتهم مختلطة ويغلب عليها النظام الصوتي الأمازيغي ومليئة بمفردات أمازيغية صحراوية لا مكان لها في معجم العرب. فجل أسماء الحسانييين تكون مسكونة الحروف أومركبة من كلمات أمازيغية:
أحمد ولد دادا/محمد ولد علي فال/مختارولد احميدوش/فاطنة…. فهذه الأسماء وغيرها تنطق مسكونة الحروف ومركبة من كلمات أمازيغية النطق (احميدوش/فاطنة..وينك أو أمازيغية الأصل (دادا/فال/…) واللائحة طويلة.
فهنا لا ننفي وجود كلمات عربية بل نتفحص مدى نقاء عربية بني حسان وهنا لسان الحسانيين يفضح بما لا شك فيه نظرية اللهجة العربية النقية وبالتالي فاللغة الأمازيغية فرضت مكانتها في اللسان الحساني وبذلك تضع أمام الحقيقة والتاريخ وتوقف مزاعم العروبة.
الوهم الثالث: وهو يتعلق بعادات وتقاليد ما يسمى المجتمع الحساني. فأغلب هذه التقاليد والعادات لا تمت بصلة بعادات وتقاليد عرب المشرق بل أمازيغية الأصل ومازال سكان الصحراء الأمازيغي يحتفظون بها إلى يومنا هذا.
فتقاليد العرس عند الحسانيين في الصحراء المغربية وموريتانيا ،مالي والنيجرتستمد أساسا من قبائل التوارق(إماجغن) سكان الصحراء الكبرى وأسيادها. فمدة العرس الصحراوي سبعة أيام للبنت البكر ويومين أو ثلاث للحالات الأخرى. ويتكون المهر من السكر،الشاي،العطوروغيرها،وما يميزالعرس الصحراوي عادة إخفاء العروس من طرف زميلاتها لإثارة غيرة العريس واختبار مدى حبه لها ونجد كذلك الرقصات الصحراوية والموسيقى التي يأديها المطرب المسمى (أكول) وهي كلمة أمازيغية موجودة لدى الطوارق .
فباستثناء الأشعار والأغاني التي تلقى باللهجة الحسانية فأغلب العادات والتقاليد الصحراوية وزيهم التقليدي لا تجد له مصدرا في المشرق بل لدى أمازيغ الصحراء الطوارق.
و أكثر ما يميز المجتمع الصحراوي هو ما تتميز به المرأة من حرية لا نظير لها في المشرق وثقافتهم وهي متحررة أكثر ويمكن لها الزواج أو الطلاق عدة مرات كم يمكنها الاختلاط بالرجال في الحفلات والأعراس. وهذه من سمات المرأة الطارقية الأمازيغية…
خلاصة القول يمكن القول أن كل الدلائل التاريخية والثقافية تثبت أمازيغية الصحراء وجمال صنع الإنسان الأمازيغ وليست صناعة بني حسان العروبية.
وبالتالي فالعرب يعيشون أوهام وأضغاث أحلام فوق شمال إفريقي
الاعتراف بالواقع فضيلة. هذا ما يرفضه بعضهم. الواقع يقول أن الحرب في الصحراء المغربية انتهت وأن ليس ما يدعو الى التصعيد مجددا أو التلويح به… الا اذا كان المطلوب ابتزاز المغرب والسعي الى استنزاف اقتصاده. الدليل على أن هناك واقعا جديدا ترفض “بوليساريو” الاعتراف به انكشاف أن القضية التي تنادي بها لا علاقة لها بالصحراويين بمقدار ما أنها مرتبطة برغبة جزائرية في لعب دور على الصعيد الاقليمي. فالجبهة المذكورة ليست سوى اداة جزائرية تستخدم في عملية ابتزاز للمغرب. لا وجود لشيء اسمه “بوليساريو” من دون الجزائر التي قرّرت الذهاب الى النهاية في المواجهة مع المغرب من أجل تأكيد أنها قوة اقليمية التي لا وجود لمنافس لهل في شمال افريقيا.
قبل أيّام، احتفلت “بوليساريو” بالذكرى الاربعين لتأسيسها في مخيمات تندوف في الجزائر حيث البؤس سيّد الموقف. كان في استطاعتها أن تفعل ذلك في ظلّ السيادة المغربية ورعايتها من دون أي ازعاج أو حرج من أي نوع كان، وفي مدينة العيون نفسها، كبرى مدن الصحراء المغربية.
كان في استطاعتها أن تفعل ذلك في اجواء من الحرّية بدل اللجوء الى التهديدات ولغة السلاح ومشاركة الجزائر في الاستثمار في البؤس لأغراض لا علاقة لها بمصلحة الصحراويين. كان ذلك ممكنا في حال كانت “بوليساريو” حريصة فعلا على مصالح سكّان الصحراء المغربية ومستقبل ابنائهم.
تدّعي الجبهة أن هناك “قضية صحراوية”. الغريب أن الجزائر تلتزم هذه القضية من منطلق أنها مع “حق تقرير المصير” للشعب الصحراوي. ليس هناك من يمكن أن يكون ضدّ حق تقرير المصير لأيّ شعب كان. لكن السؤال الذي يظل يطرح نفسه باستمرار يتلخص بعبارة واحدة: اين يعيش الشعب الصحراوي ومن هم الصحراويون الذين تتبنّى الجزائر قضيتهم؟
الجواب بكل بساطة أن الصحراويين موجودون في كل الساحل الصحراوي، من المحيط الاطلسي الى البحر الأحمر. هل يمكن انكار أن عددا كبيرا من الموريتانيين صحراويون؟ هل يمكن تجاهل أن جزءا من الجنوب الجزائري منطقة صحراوية؟ لو كانت الجزائر حريصة فعلا على حقّ تقرير المصير للصحراويين، لماذا لا تقيم لهم دولة في الجنوب الجزائري؟ لماذا لا تطالب الجزائر بأن تكون موريتانيا دولة الصحراويين؟
هناك استخدام في غير محلّه لـ”حق تقرير المصير” وهو حقّ بكل معنى الكلمة. لكنّه حقّ يُراد به باطل. هذا كلّ ما في الامر. لا هدف لـ”بوليساريو” سوى جعل سكان الصحراء المغربية ومن يعيشون خارجها، ممن في استطاعتهم العودة اليها بكلّ حرية، يشعرون بالبؤس واليأس.
لذلك، نجد دائما، أن هناك من أهل الصحراء من يريد العودة اليها للعيش في ظل السيادة المغربية كمواطن يتمتع بكلّ حقوقه وفي ظلّ دستور عصري يحكم الحياة السياسية في المغرب ويتحكّم بالعلاقة بين المواطن ومؤسسات الدولة كلها.
ليس سرّا أن “بوليساريو” جرّبت اللجوء الى السلاح منذ استعاد المغرب صحراءه بفضل “المسيرة الخضراء” خريف العام 1975… وذلك بعد خروج المستعمر الاسباني منها.
طوال تسع سنوات، أي بين 1975 و1984، حاولت “بوليساريو” بدعم جزائري مباشر وبمباركة سوفياتية (من يتذكّر الاتحاد السوفياتي والحرب الباردة؟) ومساعدات ليبية امّنها السعيد الذكر، العقيد معمّر القذّافي، السيطرة على الصحراء عسكريا.
خسرت الجزائر حرب الصحراء، خصوصا بعدما استطاع المغرب تأمين حماية “الجزء المفيد” من المنطقة. تمكّن المغرب من اقامة سلسلة من الجدران في الصحراء أمّنت حماية لها من اعتداءات “بوليساريو”.
لم تقتنع الجزائر، الى الآن، بأن الحرب انتهت. استمرّت بها ديبلوماسيا. هدفها واضح كلّ الوضوح ويتمثل في اقامة دولة “صحراوية” تدور في فلكها، في منطقة الصحراء المغربية، تؤمن لها ممرّا الى المحيط الاطلسي. كلّ هدف الجزائر هو الوصول الى وضع الدولة المتوسطية والاطلسية في آن، على غرار ما هو عليه المغرب. بكلام أوضح، تسعى الجزائر الى أن تكون القوة الاقليمية المهيمنة في شمال افريقيا وذلك بدل الاهتمام بشؤونها الداخلية ومشاكلها المعقدة التي لا يمكن أن تحلّ من دون التخلي عن عقدة الدور الاقليمي.
يظهر، من خلال الخطاب الذي خرجت به “بوليساريو” في الذكرى الاربعين لتأسيسها، ان الجزائر لم تتعلّم شيئا من تجارب الماضي القريب. لم تدرك الجزائر أن حرب الصحراء انتهت وأن المغرب انتصر في تلك الحرب. الاهمّ من ذلك، أن الجزائر لا تريد أن تأخذ علما بأنها خاضت، بين 1988 و1998، تجربة مرّة طوال عقد من الزمن مع التطرف الديني والارهاب بكلّ اشكاله. لا تريد الجزائر أن تأخذ بالاعتبار أن الحرب على الارهاب جزء لا يتجزّا من التعاون الاقليمي الذي في اساسه التعاون مع المغرب بدل العمل على اضعافه بكلّ الوسائل المتاحة بما في ذلك الاداة المسماة “بوليساريو” ومن على شاكلتها من منظمات وتنظيمات وجماعات.
لم يعد سرّا أن هناك علاقات مريبة بين “بوليساريو” وعصابات التهريب وكلّ ما له علاقة بالارهاب والتطرّف في منطقة الساحل الصحراوي. هل عن طريق دعم “بوليساريو” تريد الجزائر خوض الحرب على الارهاب الذي يستفيد حاليا من الفوضى الليبية والتونسية؟
في الذكرى الاربعين لقيام “بوليساريو” يمكن استخلاص بعض العبر.
العبرة الاولى ان هناك لعبة وحيدة في المدينة. اسم هذه اللعبة مشروع الحكم الذاتي الموسع الذي طرحه المغرب للصحراء.
العبرة الثانية أنه لا يمكن الرهان على البؤس المتفشي في مخيمات تندوف من اجل تغذية الحقد على المغرب.
العبرة الثالثة أنّ ما يسمّى “قضية الصحراء” هو مشكلة مغربية – جزائرية يمكن أن تحلّ بين الدولتين الكبيرتين بما يحفظ مصالح كلّ منهما من دون الاساءة الى أي صحراوي، بل بما يؤمن الحياة الكريمة لكلّ من يعتبر نفسه صحراويا.
المهمّ أن تبلغ الجزائر التي استقلّت في العام 1962 حالا من النضج السياسي يجعلها تترفّع عن الصغائر والتفكير السطحي، بما في الاعتقاد أن عائدات النفط والغاز يمكن أن تجعل منها قوة اقليمية.
هذا ما يجعل منها قوة اقليمية يتمثّل في المشاركة في الحرب على الارهاب والتطرّف من جهة ومقدار قليل من التواضع من جهة أخرى. وهذا يعني في طبيعة الحال ادراك أنه لا يمكن أن تكون الجزائر في مواجهة مع الارهاب داخل اراضيها وفي تواطؤ معه خارجها… من اجل ابتزاز المغرب لا أكثر. كثيرون جرّبوا ذلك قبلها ذلك وفشلوا!
لمن أراد الاطلاع على حقيقة الصراع في الصحراء المرجو مشاهدة هذا الرابط، مع علمي أن الاخوة الداعين للانفصال لن يجرؤا على مشاهدته على الرغم من أنه مصدر مستقل: http://www.youtube.com
/watch?v=giX4wSbSrGE