ايكاتيريبورغ ـ موسكو ـ ا ف ب ـ رويترز: اعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء ان روسيا ‘لم تسلم بعد’ صواريخ ارض – جو اس 300 الى سورية مؤكدا ان موسكو لا تريد ‘الاخلال بميزان القوى’ في المنطقة.
وقال بوتين في ختام قمة بين روسيا والاتحاد الاوروبي ان ‘العقد وقع قبل عدة سنوات، ولم يطبق حتى الان’ مضيفا ‘انه بالتأكيد سلاح خطير. لا نريد ان نخل بميزان القوى في المنطقة’.
ودافع بوتين عن موقف روسيا من سورية بعد محادثات مع زعماء الاتحاد الاوروبي وانتقد عدم تجديد حظر السلاح الذي يمنع الدول الاعضاء من تسليح المعارضة السورية محذرا من أي تدخل عسكري خارجي في سورية.
وقال ‘اؤكد مرة جديدة ان اية محاولة للتأثير على الوضع في سورية بالقوة عبر تدخل عسكري مصيرها الفشل وستؤدي الى عواقب انسانية كبرى’.
وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو قام بزيارة الى روسيا الشهر الماضي في محاولة لاقناع موسكو بعدم تسليم دمشق انظمة الصواريخ هذه.
والمح الرئيس السوري بشار الاسد ضمنا في مقابلة تلفزيونية الاسبوع الماضي الى حصول بلاده على صواريخ ارض جو متطورة روسية من طراز اس 300 ما اثار ادانات من الغرب فيما عبرت اسرائيل مجددا عن قلقها.
لكن بوتين ترك الباب مفتوحا للعمل الدبلوماسي حيث تحاول روسيا والولايات المتحدة عقد مؤتمر دولي للسلام قائلا ان صواريخ إس-300 لم تسلم بعد الى حكومة الرئيس بشار الاسد.
وقال بوتين في مؤتمر صحافي مع رئيس الاتحاد الاوروبي هرمان فان رومبي ورئيس المفوضية الاوربية جوزيه مانويل باروزو في مدينة يكاترنبرج بوسط روسيا ‘فيما يخص الصواريخ إس-300 هي في الواقع من بين أفضل النظم الدفاعية في العالم ان لم تكن أفضلها. إنها بطبيعة الحال سلاح خطير.’
وأضاف ‘نحن لا نريد الاخلال بميزان القوى في المنطقة. العقد وقع قبل عدة سنوات ولم ينفذ بعد.’
ولم يذكر بوتين أي شيء يشير الى ان روسيا ستتخلى عن العقد وقال ان صفقات الاسلحة الروسية مع سورية تتسم بالشفافية ولا تنتهك أي قوانين دولية.
ولم يشر كذلك الى ما إذا كانت موسكو على وشك تغيير موقفها من الاسد. وقول روسيا انها لا تربط مستقبل سورية بمصير رجل واحد لكنها عارضت دعوة الحكومات الغربية الى خروجه من السلطة وقال ان ذهابه يجب الا يكون شرطا مسبقا لأي عملية تهدف إلى إحلال السلام.
ويقول بعض الدبلوماسيين الغربيين ان موسكو قد لا تسلم الصواريخ إس-300 أو قد تؤخر الشحنات وتستخدمها ورقة مساومة لتضمن أن يكون لها صوت مسموع في جهود انهاء الحرب الأهلية في سورية.
وصممت الصواريخ إس-300 لإسفاط الطائرات والصواريخ في مدى يبلغ 200 كيلومتر ويقول خبراء عسكريون إن من شأنها تعزيز دفاعات سورية الى حد بعيد وزيادة فرص صمود قوات الاسد في مجابهة قوات المعارضة.
وكرر بوتين انتقاده لعدم تمديد حظر السلاح الأوروبي المفروض على سورية.
وقال ‘لن أخفي أن هذا خيب آمالنا. أي محاولة للتأثير على الوضع باستخدام القوة.. بالتدخل العسكري المباشر.. وستكون لها عواقب وخيمة على الصعيد الإنساني.’
الى ذلك أعلنت وزارة الخارجية الروسية الثلاثاء أن ممثلي الأكراد السوريين على استعداد للمشاركة في مؤتمر ‘جنيف 2’ حول الأزمة السورية.
وذكرت قناة (روسيا اليوم) أن وزارة الخارجية الروسية قالت ان الأكراد السوريين يؤيدون مبادرة عقد المؤتمر الدولي حول تسوية النزاع في سورية، وهم على استعداد للمشاركة فيه.
وأضافت ان ميخائيل بوغدانوف المبعوث الخاص للرئيس الروسي الى الشرق الاوسط، نائب وزير الخارجية، استقبل وفدا من الهيئة الكردية العليا في سورية وتصدر المباحثات موضوع التحضير لمؤتمر ‘جنيف-2’ حول التسوية السورية. وقد جاء في البيان ان ‘وفد الهيئة الكردية العليا اشاد بالموقف الروسي الرامي الى وقف العنف بأسرع ما يمكن والتسوية السياسية للازمة. وجرى التأكيد على توجه الاكراد السوريين للمشاركة الكاملة في عملية التسوية عبر الحوار الوطني السوري الواسع الذي يراد منه ان يقرر المستقبل الديمقراطي للبلاد وضمان مراعاة حقوق كافة فئات المجتمع السوري’.
وقال بوتين، الثلاثاء، إن غياب الإرادة الحرة للمعارضة السورية يعرقل عقد مؤتمر ‘جنيف-2’، في حين قال وزير الخارجية سيرغي لافروف، إن موعد انعقاد المؤتمر سيحدد بعد التوصل إلى اتفاق بشأن المشاركين فيه.
ونقلت وسائل إعلام روسية عن بوتين، قوله في مؤتمر صحافي في ختام قمة روسيا – الاتحاد الأوروبي امس، في مدينة يكاتيرينبورغ الروسية، إن ‘ما يعيق عقد المؤتمر هو غياب الإرادة الحرة للمعارضة السورية وعدم وجود قاعدة موحدة لها وعدم إمكانية تحديد ممثلي المعارضة المسلحة في المؤتمر’، معرباُ عن أمله بأن تحل هذه المسائل في أسرع وقت.
وأشار بوتين إلى أن ‘وزيرا الخارجية الروسي والأمريكي أعدا اقتراحات بهذا الشأن، (المؤتمر الدولي) وهي اتفاقات جرى التوافق عليها، إذ أخذنا على عاتقنا، عن طيب خاطر، مسؤولية إقناع القيادة السورية بالمشاركة في هذا المؤتمر، وكما بات معروفاً اليوم.. القيادة السورية أعلنت رسمياً موافقتها على المشاركة’.
وأعرب الرئيس الروسي عن أمله بأن لا يشارك في مؤتمر جنيف ـ 2، من طرف المعارضة السورية، معارضون ‘يأكلون أعضاء من أجساد أعدائهم’ في إشارة إلى شريط فيديو لشخص يأكل قلب جندي سوري.
وقال بوتين إن ‘القنوات التلفزيونية عرضت كيف يقطع عناصر المعارضة المسلحة السورية الأعضاء الداخلية لأعدائهم ويأكلونها.. آمل أن لا يظهر مثل هؤلاء في مباحثات جنيف ـ 2، وإلاّ سيكون من الصعب عليّ ضمان أمن المشاركين الروس، كذا سيكون من الصعب أيضاً التعامل مع هؤلاء الأشخاص’.
وأشار الرئيس الروسي إلى تطابق المواقف الروسية والأوروبية بشأن ضرورة عقد مؤتمر ‘جنيف ـ 2’.
بدوره، أكد رئيس المجلس الأوروبي، هرمان فان رومبوي، الموقف الأوروبي الثابت بأنه لا بديل عن الحل السياسي للأزمة السورية، مشدداً على عزم الإتحاد الأوروبي مواصلة التعاون مع روسيا بشأن التسوية في سورية.
وأضاف أن الاتحاد الأوروبي ‘يرحب بالمبادرة الروسية – الأميركية لعقد مؤتمر جنيف 2.. ونحن نقدم دعمنا الكامل لهذه العملية السياسية السلمية البالغة الأهمية’، داعياً المجتمع الدولي إلى القيام بمسؤولياته لمعالجة الكارثة الإنسانية الخطيرة في سورية التي تترك آثاراً على الأمن والإستقرار والتنمية الإقتصادية في المنطقة.
وقال لافروف، من جانبه، إن موعد انعقاد المؤتمر الدولي حول سورية سيحدد بعد التوصل إلى اتفاق بشأن المشاركين فيه.
وصرح وزير الخارجية الروسي للصحافيين على هامش قمة روسيا ـ الاتحاد الأوروبي، ‘أولاً الجوهر ومن ثم المواعيد’.
وذكر انه في اللقاء الاستشاري الثلاثي الذي سيعقد في جنيف اليوم الاربعاء سيتم ‘الاتفاق على سبل تنفيذ المبادرة للدعوة إلى عقد المؤتمر، لكي يكون كل شيء عادلاً’، مضيفاً ‘هناك اتفاق على قائمة المدعوين وهي تضم كافة الأطراف السورية وغيرهم من اللاعبين الدوليين، ممن لديه تأثير في الأوضاع، وبعد ذلك سيتم تحديد المواعيد’.
وأشار لافروف إلى احتمال أن يلتقي نظيره الأمريكي جون كيري قريباً، وقال ‘من المحتمل أن تكون عدة لقاءات في المستقبل القريب والبعيد أيضاً’.
إذا ما ماء الوجه قد ذهب مرات عدة فلا وجه لمن يثقل في من لا ماء لوجهه.