بوتين عندما ينتقد الاسد

حجم الخط
59

عندما يعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن اسفه لان الرئيس السوري بشار الاسد لم يقم بالاصلاحات السياسية المطلوبة، وانه لو فعل لكان جنب بلاده الحرب الاهلية الحالية، فانه يصيب كبد الحقيقة، واسفه في محله، فادارة النظام السوري للازمة في بدايتها لم تكن موفقة، واتسمت بسوء تقدير للاوضاع على الارض وحجم الغضب الشعبي على وجه الخصوص.
لا احد يستطيع اتهام الرئيس الروسي، وهو يدلي بهذه التصريحات الانتقادية القوية، بانه شخص معاد للنظام في سورية ورئيسه، فما قدمته روسيا بوتين من دعم لهذا النظام في مواجهة التحالف القوي الذي يريد اسقاطه، لا يمكن نكرانه او التقليل من شأنه.
النظام السوري لم يخطئ فقط في ادارة الازمة بالشكل المأمول عندما كانت المظاهرات الاحتجاجية سلمية تطرح مطالب اصلاحية مشروعة ، وانما في عدم البدء في الاصلاحات السياسية، وتقليص او انهاء القبضة الحديدية التي تحكم بها البلاد من قبل الاجهزة الامنية منذ تولي الرئيس بشار الاسد الرئاسة خلفا لوالده قبل 13 عاما تقريبا حيث وعد الشعب في خطاباته الاولى بهذه الاصلاحات.
نحن نتفق كليا مع الرئيس بوتين في قوله بان الرئيس الاسد لو تصرف بشكل مختلف لما كان حصل كل هذا، ويقصد بذلك، ودون ان يقولها صراحة، مقتل اكثر من مئة الف انسان وتدمير معظم سورية، وغرق البلاد في الحرب الاهلية المستعرة منذ عامين وشهرين.
ومع كل هذا نعتقد ان الحديث عن الماضي، واستعمال كلمة ‘لو’ واظهار الندم والاسف، وجلد الذات، كلها امور لن توقف سفك الدماء، واستمرار حرب تهدد بافناء الشعب السوري، وتدمير ما تبقى من عمرانه، وتقسيم البلاد على اسس طائفية وعرقية، والمهم الآن البحث عن كيفية انقاذ البلاد وباسرع وقت ممكن وتقليص الخسائر اذا لم يتأت وقفها.
الرئيس الروسي سيحل ضيفا يوم الاحد المقبل على رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون للبحث في كيفية تسريع الجهود المبذولة لعقد مؤتمر جنيف الثاني، وتهيئة الاجواء للتوصل الى حل سياسي يشكل مخرجا مقبولا للازمة السورية.
نجاح المؤتمر او فشله، يعتمد بالدرجة الاولى على السوريين في السلطة والمعارضة، ورغبتهم في تقديم تنازلات متبادلة مثلما يعتمد ايضا على عزم القوتين العظميين، اي روسيا والولايات المتحدة على ممارسة ضغوط عليهما لتقديم هذه التنازلات.
المعارضة السورية المفككة والمتعددة الايديولوجيات والولاءات السياسية رفضت بشكل مبدئي المشاركة في المؤتمر طالما انه لا ينص على تنحي الرئيس الاسد كشرط مسبق، بينما سارع النظام الى استغلال هذا الموقف الرافض بالاعلان عن تكليف السيد وليد المعلم شيخ الدبلوماسية السورية رئيسا لوفده الذي سيشارك في المؤتمر.
استعادة النظام السوري لبلدة القصير وجوارها بمساعدة قوات تابعة لحزب الله اللبناني، ربما تؤدي الى ‘تليين’ موقف المعارضة المشاركة في المؤتمر، وتخليها عن بعض الشروط المسبقة، خاصة بعد ان شعرت بخذلان حلفائها لها، وعدم تزويد قواتها بالاسلحة المتقدمة التي يمكن ان تعزز وجودها في ميدان القتال.
بالامس طرح تيار بناء الدولة الذي يعتبر احد فصائل المعارضة في الداخل ‘افكارا’ يمكن ان تصلح ارضية للمناقشة في مؤتمر جنيف، ابرزها اعطاء حقيبة الداخلية للمعارضة وان تكون الاجهزة الامنية تحت سيطرتها، فيما تعطى وزارتا الدفاع والخارجية للسلطة، والمالية لاحد فصائل المعارضة، في اي حكومة انتقالية يتم الاتفاق عليها مع التشديد على عدم ترشح الرئيس الاسد في اي انتخابات رئاسية قادمة.
هذه افكار يمكن ان تطرح على طاولة المؤتمر الى جانب افكار اخرى من النظام او فصائل المعارضة الاخرى ويتم تبادل وجهات النظر حولها جميعا، لعلها تكون البداية للخروج من هذا النفق الدموي المظلم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ابومحمد العربي:

    ماكو حل سياسي لاتحلموا الحل عسكري ونحن من يقرر ذالك لدينا الكثير من المواد الولية لصنع المتفجرات والمفخخات ونستطيع ان نستغني عن اسلحة الغرب ونستمر بمعركتنا حتى النهاية كما حصل مع المريكا والروس في العراق وافغانستان ونحن نسأل النظام الطائفي :هل لديه القدرة على تمويل حرب استنزاف طويلة بعد ان وصل سعر الدولار 160ليرة سورية؟ على كل حال انتظروا المفاجآت القادمة

  2. يقول afriqua:

    لااعرف اضحك ام ابكي بعد سنين من تدمير العراق الصقو تهمة الغزو في بوش و بليروتدخل ايران ثم بعد سنوات من تدمير سوريا يبرؤن دولهم ويلصقون التهم بالانظمة الحالية وهكدا الى ان يرت الله الارض

  3. يقول محمد جزائري قح يحب الجرائر واهل الشام:

    اقول للدين يدعون انهم جزائريين.وهم ينتقدون ويدعمون نطام يقتل ويدبح فى شعب قال لن اركع الا الله. والله ماهم بجزائريين انما ابناء فرنسا .الدين افسدوا البلاد والعباد واحكموا سيطرتهم على دواليب السلطة من اقتصاد والاعلام .اقول لهم ابشروا ان نهاتكم ستكون قريبة بادن الله

  4. يقول الشريف الجزائري:

    المهم وقف نزيف الدم السوري
    والعمل على إصلاح الأمور وإيجاد الحل
    ويكفي ماعانه ويعانيه الشعب السوري إلى يومنا هذا

  5. يقول ousama:

    لم تكن سلميه منذ البداية أبدأ. لي إبن عم من المعارضين، في أوائل الأزمة كان يسب الشيعة ومن والاهم ويصفهم بالكفر وماإلى ذلك من الأوصاف. كان الحراك ممنهج منذ البداية. تصريحات بوتن تأتي في سياق الدبلوماسية لا شئ جديد في الأمر. .

  6. يقول ناصر الدين جعفر:

    الرئيس الروسي بوتين حليف قوي للنظام السوري، وهذا التحالف قائم منذ الحرب الباردة بين العملاقين أو القطبين الرئيسيين في العالم، القطب الرأسمالي الذي تتزعمه الولايات المتحدة والقطب الاشتراكي الذي يتزعمه الاتحاد السوفياتي سابقا، ويكفي روسيا أنها خسرت حلفائها التقليديين بعدما خسرت نفسها وتراجع دورها في العالم، بل وتفكك الاتحاد السوفياتي… ها هي اليوم روسيا تستعيد مجدها وقوتها الضاربة في التاريخ مع بوتين وحنكته السياسية وإرث روسيا العظيم، ما يجب أن يفهمه العرب أن التحالف ليس هو الاتكال على الغير، التحالف معناه بناء الذات وتماسكها وقوتها، معناه استيعاب جميع مكونات المجتمع في نظام سياسي قادر على استيعاب الأزمات الداخلية والخارجية، بوتين وجه اللوم والانتقاد لصديقه الأسد متأخرا، فالاصلاحات لا تنجح مع بداية الأزمة…الاصلاحات تحتاج عقود وعقول، تحتاج ترطيب وتهيئة الأجواء من أجل إمتصاص الصدمات والأزمات في الأوقات العسيرة، الأسد لم يستوعب العالم المتغير بعد سقوط الاتحاد السوفياتي، لم يستفد من الانفتاح السياسي على الخصوم السياسيين وعلى المعارضة الوطنية الشريفة التي كل همها هو الوطن، بل استمر في قبضته الحديدية على المجتمع المدني وعلى الصحافة والاعلام، وأصبح الحزب الحاكم هو الدولة، وهو القضاء وهو الصحافة… حتى خرجت الأمور عن السيطرة، نتمنى أن ينجح مؤتمر جنيف 2 ، وأن تتجاوز سوريا أزمتها الحالية، وتخرج منتصرة…. فليس هناك منتصر في هذه الحرب القذرة، المنتصر الوحيد هي المخابرات الامريكية والاسرائيلية التي تتمنى أن تستمر الأزمة وتأتي على الأخضر واليابس، يكفي أن هذه الحرب خلقت أجيال من الأطفال دون تمدرس ودون مأوى، وشردت عائلات…

  7. يقول حسن صالح:

    التحضير لهذة الحرب بداء منذ 2005 لتدمير سوريا —الشعب السوري لم يخرج الى الشارع للمطالبة بالحرية —اموال الخليج دفعت لة لكي يخرج ويحتج وحتى استقالة بشار لن تحل المشكلة
    بالعكس بشار تنازل كثيرا للمرتزقة والمعارضة

    1. يقول Mahir:

      كأنك تريد القول أن الشعب السوري لا يعرف معنى الحرية والكرامة. المسألة يعرفها الكبير والصغير أن ثورة تونس هي الملهمة لكل الشعوب لكي تستيقظ الكل كان يتوقع أن تكون سورية هي التالية وبدلا من أن تدرك القيادة أن الامور لابد لها من تغييرات حقيقية قبل أن تصل إلى الشرارة إلى سورية قامت بمجرد زيارت إلى السويداء أو بصلاة استعراضية في الجامع الاموي. الحكم الفردي المطلق وعبادة الحاكم اصبحت من مفردات التاريخ ولا مكان لها في عالم اليوم.

  8. يقول عبد السلام فران:

    كلام منطقي وجميل
    لكن ماذا عن جزار
    وسفاح القرن الواحد والعشرون هو وأتباعه الجزارون
    ماذا سيكون مصيره؟ماذا سيكون مصيرهم جميعا؟
    هل سيصبحوا مواطنون
    سوريون عاديون ودراويش
    ام سيحاكموا
    محاكمة عادلة
    ولكن كجزارين
    وقاتلين بامتياز لشعب بكامله.
    الجميع يتحدث بفتور
    ببرود وثقة عن اجتماع اممي
    يحضن الجلادون
    وضحاياهم
    فكيف سيستوي
    الامر؟وهل من نجاح؟
    الذي يحصل في سوريا الان منذ اكثر من سنتين هو قدر اكثر من
    80% من السوريون الذين ابتلوا،بابشع
    نظام دموي منهجي،طايفي عرفه التاريخ الحديث،ولو ان الشعب السوري
    قام بثورته ايام حماة قبلها او بعدها لكن افضل لانتظار
    ومنح هذا النظام البعثنازي
    فرصة ثلاثون
    عاما ليتمكن من غسل البلاد والعقول معا
    ربما هذا قدر
    وربما هذا طيبة قلب السوريين لمحبتهم
    بلادهم يعمها الامن والأمان،في ظل نظام خدعهم
    وجهز واشتر
    كل الاسلحة الفتاكةلابادتهم
    وأخيرا رغم كل الذي حصل
    ويحصل،نقول ان الثمن ثمن تأخر الثورة السورية
    سيكون مرعب وفادح
    الا ان الخلاص كما يشتهي
    الطفل السوري الرضيع ويحلم قادم ولامحال
    وستكون هناك سوريا عظيمة حضارية باجيالها
    القادمة أجيال الثورة السورية المباركة
    أجيال اعرق شعب عربي سوري أموي نقي وخالي
    من اي نفس طايفي او حزبي

    a.faran

  9. يقول صافي:

    لا زال منحبكجحشية النظام يتحدثون عن إصلاحاته العظيمة!
    لن أطيل..
    فماذا يعني تعديل الدستور لمنح صلاحيات رب العالمين للرئيس السوري وأولاده من بعده؟
    وماذا يعني السماح بالتعددية الحزبية بشرط موافقة الجهات الأمنية؟

  10. يقول [email protected]:

    أحمد //المغرب

    أتفق جملة وتفصيلا مع تعليق ابن سوريا

1 3 4 5 6

إشترك في قائمتنا البريدية