بوتين وأردوغان يؤكدان على العمل سويا للوصول إلى حل دائم للأزمة السورية

إسماعيل جمال
حجم الخط
0

إسطنبول –” القدس العربي”:

اتفق الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان على مواصلة “العمل المشترك” ضد التنظيمات “الإرهابية” في إدلب، وتسريع عمل لجنة صياغة الدستور للتوصل إلى حل سياسي نهائي للأزمة السورية، وذلك في ختام قمة بين الزعيمان في موسكو حضرها كبار قادة الجيش والاستخبارات من الجانبين.

الرئيس الروسي وصف اللقاء الذي استمر لأكثر من ساعتين مع أردوغان قبيل عقد لقاء موسع بحضور وفدي البلدين بـ”الإيجابي والبناء لأعلى مستوى”، مشدداً على استمرار التعاون والتنسيق مع تركيا في الملف السوري.

وقال بوتين: “بحثنا الملف السوري بعمق، مساعي التوصل لحل سياسي نهائي، وأكدنا على وحدة الأراضي السورية، وبحثنا ما يمكننا فعله بشكل مشترك لضمان الاستقرار في إدلب، إلى جانب بحث جهود تشكيل لجنة صياغة الدستور”، لافتاً إلى أن الدبلوماسيين الروس والأتراك والإيرانيين يعملون بجد من أجل تشكيل هذه اللجنة، وأكد على التعاون مع تركيا في إنهاء خطر التنظيمات “الإرهابية”، إلى جانب ملف تأمين عودة اللاجئين السوريين إلى مناطق سكنهم بـ “أمان”.

وقال بوتين: “إذا نفذت الولايات المتحدة خطة انسحابها من سوريا سيكون ذلك خطوة إيجابية، نحترم مصالح أصدقائنا الأتراك، وخاصة فيما يخص تحقيق الأمن”، وأضاف: “ينبغي أن تتعاون روسيا وتركيا في سوريا حتى بعد انتهاء الصراع”.

من جهته، أكد أردوغان ضرورة مواصلة الحرب “بشكل مشترك” على الإرهاب الذي يحاول تقويض التعاون التركي الروسي على حد تعبيره، وذلك في سياق الحديث عن الأوضاع في إدلب، لافتاً إلى أن المباحثات مع روسيا تطرقت إلى تأمين عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، وتسريع العمل في لجنة صياغة الدستور للوصول إلى حل نهائي للأزمة السورية.

وشدد أردوغان على ضرورة أن لا يترك الانسحاب الأمريكي من سوريا فراغاً تستغله التنظيمات الإرهابية، مشيراً إلى عدم وجود مشكلة مع روسيا فيما يتعلق بمقترحات المنطقة الآمنة التي قال إن المباحثات حولها على كافة المستويات تتواصل مع الولايات المتحدة، وأعلن عقد قمة ثلاثية بين زعماء روسيا وتركيا وإيران في موسكو الشهر المقبل.

وكانت وزارة الخارجية الروسية استبقت القمة بالتأكيد على أن “الوضع في إدلب وما حولها يثير القلق. الوضع في منطقة خفض التصعيد يتدهور بشكل سريع، الأراضي عمليا تحت سيطرة كاملة من قبل هيئة تحرير الشام الموالية للنصرة”، معتبرة أن “تواصل الاستفزازات” يشكل خطراً على الجنود الروس في قاعدة حميميم بريف اللاذقية.

وشهدت الأيام الأخيرة تصاعد كبير في الخروقات لاتفاق خفض التصعيد والمنطقة منزوعة السلاح في إدلب وأرياف حماة واللاذقية وحلب، وبينما نفذ الطيران الروسي غارات متفرقة، شن النظام سلسلة هجمات مدفعية وصاروخية خلفت قتلى وجرحى في صفوف المدنيين. والأربعاء، وقعت اشتباكات بين قوات النظام وهيئة تحرير الشام في منطقة أبو الظهور بإدلب خلفت عدد من القتلى والجرحى من الجانبين.

وفي حلقة جديدة من مسلسل التفجيرات الذي تصاعد في عفرين في الأسابيع الأخيرة، انفجرت سيارة مفخخة، الأربعاء، أمام المركز الثقافي عفرين وذلك بعد يومين من تفجير أوقع عدد من القتلى والجرحى في المدينة التي تسيطر عليها القوات التركية وفصائل المعارضة السورية.

ولأول مرة منذ أشهر، استهدفت المدفعية التركية المتمركزة في مناطق “درع الفرات” مواقع تابعة للوحدات الكردية في منطقة “تل رفعت” شمالي سوريا، حيث كثفت الوحدات الكردية مؤخراً هجماتها على المعارضة السورية وأوقعت عدد من القتلى والجرحى في صفوف القوات المدعومة من أنقرة.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية