بوثائق رسمية وسجلات دولية.. بنغلاديش تشتري منظومة تعقب من شركات سايبر إسرائيلية

حجم الخط
1

منظومة السايبر الهجومية التي هي من إنتاج شركة يمتلكها شخص رفيع سابق في جهاز الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي، تم بيعها قبل نصف سنة لحكومة بنغلاديش رغم المس الشديد والمتواصل بحقوق الإنسان هناك. تقرير “هآرتس” الذي يرتكز على وثائق رسمية لحكومة بنغلاديش وسجلات تصدير دولية كشف عن ثلاث شركات إسرائيلية باعت منظومات تعقب متطورة لبنغلاديش.
تم بيع أدوات لاعتراض المكالمات في الهواتف المحمولة والإنترنت لـ “المركز الوطني لمراقبة الاتصالات” (ان.تي.ام.سي)، وهي وحدة في وزارة الداخلية في بنغلاديش والمسؤولة عن مراقبة اتصالات الإنترنت والشبكات الاجتماعية في الدولة، ورقابة الشبكة والتنصت على المواطنين في تلك الدولة. الدولة الإسلامية الثالثة من حيث الحجم في العالم لا تعترف بإسرائيل ولا يوجد بين الدولتين أي علاقات دبلوماسية. حتى السنة الماضية، فإن أي جواز سفر في بنغلاديش كان يحتوي على عبارة “صالح في كل دول العالم باستثناء إسرائيل”.
شركة “باسي تورا” التي يمتلكها تال دليان، القائد السابق للوحدة التكنولوجية التابعة لجهاز المخابرات، مسجلة في قبرص باسمها السابق “ويسبير”، وكانت هذه الشركة متورطة في فضيحة بدأت بمقابلة متبجحة أجراها دليان مع فوربيس، التي كشف فيها عن منظومة “سبيرهيد” التي تشمل سيارة مزودة بمنظومات تجسس وبرامج لتحديد مكان هواتف محمولة وأخذ معلومات من الهاتف المحمول بواسطة شبكات الـ “واي فاي” في الهواتف المحمولة، ويشمل ذلك معلومات مشفرة مثل رسائل “واتساب” ومكالمات في “الفيسبوك” وسجلات جهات الاتصال وسجلات المكالمات والرسائل النصية في كل هاتف ذكي ضمن دائرة نصف قطرها نحو 0.5 كم. في عروض “ويسبير” المقدمة، يتم الزعم أنه يمكن باستخدام المنظومة تحميل برامج التجسس على أجهزة الحاسوب والهواتف المحمولة.
هذا النشر أحرج حكومة قبرص وأثار عاصفة في الجزيرة، وأدى إلى التحقيق في خرق قوانين الخصوصية للاتحاد الأوروبي. في نهاية المطاف، أزيلت كل الشبهات ضد دليان وأعضاء الشركة. لكن تم تغريم “ويسبير” بمليون يورو بسبب “أخذ معلومات بصورة غير قانونية” من أجهزة المارة في مطار لارنكا.
تدل سجلات التصدير على أنه تم إرسال منظومة “سبيرهيد” في حزيران 2022، من السويد إلى دكا عاصمة بنغلاديش. كان المزود هو شركة “باسي تورا”، والمشتري (ان.تي.ام.سي)، ووزن الشحنة 991 كغم، وكانت تشمل منظومة الاعتراض نفسها وبرنامج تشغيلها وقطع الأجهزة والخوادم ومحركات الأقراص والشاشات وما شابه، بتكلفة إجمالية هي 5.7 مليون دولار.
“باسي تورا” هي جزء من “تحالف انتلكسا”، وهو شبكة شركات تابعة لدليان، الذي اشترى منظومة تكنولوجيا تعقب متطورة، بما في ذلك برامج لاختراق الهواتف المحمولة، ويبيعها لوكالات حكومية في أرجاء العالم. كشف تقرير “هآرتس” قبل شهر شبكة الشركات وطائرة تابعة لدليان، التي نقلت في أيار أدوات تجسس متطورة لمليشيا سيئة الصيت في السودان.
قالت مصادر في فرع السايبر الهجومي إن نشاطات الشركة غير مراقبة من قبل إسرائيل. المدير العام لوزارة الدفاع الإسرائيلي السابق، أمير ايشل، قال مؤخراً لصحيفة “نيويورك تايمز” بأنه لا يمكنه مراقبة دليان وأمثاله، الذين يؤسسون شركات في الخارج. “هذا بالتأكيد يقلقني، أن أحد خريجي وحدات الاستخبارات والسايبر عندنا، التي تشغل شخصيات رفيعة سابقة فيها، يعمل حول العالم بدون أي رقابة”، قال.
لم ترد وزارة الدفاع بصراحة على سؤال “هآرتس” فيما يتعلق بالرقابة على شركة “باسي تورا” والشركات الأخرى التي ذكرت في هذا التقرير، أو إذا كانت قد صادقت على بيع أدوات تجسس لبنغلاديش. وقالت الوزارة: “وزارة الدفاع تعمل وستعمل على متابعة التصدير الأمني غير القانوني، بما في ذلك تقديم خدمات أمنية وتصدير معلومات أمنية طبقاً لصلاحياتها حسب القانون. بشكل عام، لا تعطي وزارة الدفاع أي معلومات عن سياسة التصدير الأمني، لاعتبارات أمنية وسياسية واستراتيجية”.
بقلم: عوديد يارون وذو القرنين ساعر خان
هآرتس 10/1/2023

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول Wadi Berg:

    لكي تتعقب المساكين التي تهجرهم وتقتلهم مينامار

إشترك في قائمتنا البريدية