بوريس جونسون المتشبث ببريكست

حجم الخط
0

لندن: يتشبث رئيس الوزراء البريطاني المحافظ بوريس جونسون الذي سيتقرر مستقبله السياسي في انتخابات الخميس، بوعده بإخراج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، رغم أنه يواجه انتقادات بالشعبوية، لكنه يقول إنه سيفي بوعده بتنفيذ بريكست.

سخّر جونسون (55 عاما) ذو الشعر الأشقر الأشعث مهاراته الخطابية في الحملة الانتخابية. كما لم يتردد في نشاطات شعبوية من بينها جز الأغنام، وتغيير إطار سيارة فورمولا 1. فقد كانت تلك طريقته لتلميع صورته كرجل مقرب من الناس رغم تخرجه من كبرى الجامعات البريطانية.

وبعد أن لعب دوراً قيادياً في حملة استفتاء حزيران/ يونيو 2016 الذي فاز فيه مؤيدو بريكست بنسبة 52%، وعد جونسون إثر وصوله إلى السلطة في تموز/ يوليو تنفيذ بريكست “مهما كلف الأمر”.

وهو يعول الآن على انتخابات 12 كانون الأول/ ديسمبر أملاً في الحصول على أغلبية مطلقة في البرلمان الذي أدى انقسامه حتى الآن إلى عرقلة تنفيذ بريكست الذي تأجل ثلاث مرات وحدد الآن موعده في 31 كانون الثاني/ يناير. وستسمح له هذه الأغلبية بتمرير الاتفاق على شروط الانفصال التي تفاوض عليها مع بروكسل.

 

“ملك العالم”

ولد الكسندر بوريس دو فيفيل جونسون في نيويورك، وكان أحد أجداده وزيراً لدى الإمبراطورية العثمانية، وهو لا يكف عن التطرق لذلك عند اتهام حزبه بكراهية الإسلام.

ورغب منذ طفولته بأن يصير “ملك العالم”، مثلما قالت أخته ريتشيل لكاتب سيرته أندرو جيمسون. وبوريس هو الشقيق الأكبر بين أربعة أبناء، وتبع المسيرة الكلاسيكية للنخبة البريطانية، فدرس في كلية إيتون ثم في جامعة أوكسفورد.

بدأ بعد ذلك مهنة صحافية في التايمز التي طردته بعد عام واحد لتلفيقه تصريحاً. ثم التحق بصحيفة ديلي تلغراف كمراسل لها في بروكسل، في الفترة من 1989 إلى 1994. وبطريقته التي تعتمد على المبالغة، غطى أخبار المؤسسات الأوروبية وصار “الصحافي المفضل” للسيدة الحديدية، مارغريت تاتشر.

في ذلك الوقت، انهار زواجه الأول. بعدها لجأ إلى صديقة الطفولة مارينا ويلر وأنجب منها أربعة أطفال. إلا أنهما انفصلا في عام 2018. ومنذ ذلك الحين يعيش جونسون مع كاري سيموندز أخصائية الاتصالات التي تصغره بأربع وعشرين سنة.

انتخب نائبا في عام 2001 ثم انتزع رئاسة بلدية لندن من حزب العمال في عام 2008. سجل بعض النجاحات، مثل تنظيم الألعاب الأولمبية، والاخفاقات، مثل مشروع الجسر-الحديقة الفاشل على نهر التيمز الذي كلف عشرات ملايين الجنيهات.

 

بوريس يؤمن … ببوريس

في عام 2016، اختار جونسون معسكر بريكست في اللحظة الأخيرة.

يقول باسكال لامي، الرئيس السابق لمنظمة التجارة العالمية، الذي يعرف عائلة جونسون: “لا أعتقد أنه كان لديه رأي راسخ بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي”. ويضيف: “الشيء الوحيد الذي يؤمن به بوريس جونسون هو بوريس جونسون”.

في حملة 2016، وعد جونسون المملكة المتحدة، بعد تخليصها من “قيود” الاتحاد الأوروبي، بمستقبل مشرق وإعادة مجد الإمبراطورية، حين سيتحكم وفق قوله بالهجرة ويستعيد الملايين التي كانت تسدد للاتحاد الأوروبي ووضعها في النظام الصحي. وكانت كل هذه وعوداً تستند إلى أرقام خاطئة.

عقب التصويت لصالح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، استعد جونسون لتولي رئاسة الوزراء. لكن حليفه مايكل غوف خانه واعتبره غير أهل لتولي المنصب، ورشح نفسه بدلاً منه. فعزف جونسون عن الترشح واختار حزب المحافظين تيريزا ماي في حين تولى هو الشؤون الخارجية.

وبقي في ذلك المنصب عامين ارتكب خلالهما الكثير من الهفوات، وواصل وضع العقبات أمام ماي، قبل أن يخطف منها المنصب.

(أ ف ب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية