بوش منع مساعديه من ذكر كلمة المقاومة وتعمد اخفاء خسائر القوات الامريكية بالعراق
الصحافي الامريكي بوب وودورد في كتاب جديد:بوش منع مساعديه من ذكر كلمة المقاومة وتعمد اخفاء خسائر القوات الامريكية بالعراقلندن ـ القدس العربي :قال صحافي امريكي ان الرئيس جورج بوش قد تجاهل تحذيرا في ايلول (سبتمبر) 2003 من قبل مساعديه الذين نصحوه بارسال اعداد كبيرة من الجنود الي العراق وذلك للتصدي للمقاومة. ويقول الصحافي المعروف بوب وودورد، مؤلف كتاب جديد حالة انكار الذي سيصدر يوم الاثنين القادم في امريكا، وفيه يقول ان ادارة بوش كانت منقسمة علي نفسها وغير فاعلة.ويقدم الصحافي المعروف تفاصيل عن الخلافات التي دارت بين مسؤولي الادارة، وفي بعض الاحيان لم يكونوا يتحدثون مع بعضهم البعض. وكان المساعدون والمستشارون في احيان اخري يقللون من شأن التقديرات التي يقدمها القادة العسكريون علي انها متشائمة وغير واقعية. ويشير الكاتب الي ان جورج بوش حتي شهر تشرين الثاني (نوفمبر) 2003 كان يقول لمسؤولي ادارته لا اريد اي واحد في الادارة يتلفظ بكلمة مقاومة، لاننا لم نصل الي ذلك الوضع بعد . ويصف وودورد، دونالد رامسفيلد، وزير الدفاع بانه لم تكن له علاقة بتفاصيل الاعمار، وهي مهمة كان من المفترض ان تقوم بها ادارات البنتاغون ، وكانت معادية لوزيرة الخارجية الحالية كوندوليزا رايس التي كانت في حينه مستشارة للامن القومي. وينقل الكاتب عن جون ابي زيد، قائد المنطقة الوسطي في الشرق الاوسط قوله لزوار حضروا لمقر القيادة في قطر ان دونالد رامسفيلد فقد مصداقيته لكي يقوم بتقديم استراتيجية واضحة في العراق. ويعتبر الكتاب الجديد لوودورد الثالث الذي تحدث فيه عما يجري في داخل ادارة بوش من نقاشات ومنافسات، خاصة في ما بعد هجمات ايلول (سبتمبر) وحتي غزو العراق. وقدمت صحيفة نيويورك تايمز عرضا لاهم محتويات الكتاب وقالت انه مثل بقية كتب وودورد فالكتاب يحتوي علي العديد من الاستشهادات والاقتباسات لتصريحات مسؤولي الادارة، مما يشير الي طريقة تفكير القيادات في الفترات التي يغطيها الكتاب بدون ان يشير الي مصادر معلوماته. مع انه يقول انه مقابلات مع فريق جورج بوش للامن القومي، وقيادات اخري بارزة ولاعبين ومدراء مكاتب داخل الادارة، ودبلوماسيين واعضاء في فرق الاستخبارات. وبعض الذين تمت مقابلتهم بما فيهم دونالد رامسفيلد، ذكروا بالاسماء، باستثناء بوش ونائبه ديك تشيني اللذين رفضا مقابلة كاتبه. ويقول المؤلف ان روبرت بلاكويل، مستشار شؤون العراق في مجلس الامن القومي، كان يدعم فكرة ارسال قوات اضافية للعراق، وذلك في مذكرة طويلة ارسلها لرايس، حيث توصل لنتيجة ان 40 الف جندي اضافي يجب ارسالهم للعراق. ويقول الكاتب ان بلاكويل وبول بريمر، الحاكم الامريكي في العراق تحدثا مع رايس في مقابلة عبر الفيديو ولكن البيت الابيض لم يقم بعمل اي شيء. ويصف وودورد، الخلاف والحرب بين رامسفيلد وكولن باول، وزير الخارجية الذي قال بعد الانتخابات في تشرين الثاني (نوفمبر) 2004 انه اذا ذهب، اي باول فدون يجب ان يذهب مشيرا الي دونالد رامسفيلد، وذلك في حديث مع مسؤول التشريفات في البيت الابيض اندرو غارد، وحاول الاخير القيام بمهمة قوية من اجل الاطاحة برامسفيلد، ولكن بوش لم يوافق لخوفه من ان عزل رامسفيلد سيؤثر علي الحرب في العراق. ويضيف وودورد ان ديك تشيني، نائب الرئيس كان مهووسا بايجاد دليل علي ان العراق كان يملك فعلا اسلحة دمار شامل. ويصف وودورد كلا من جورج تينت، مدير الاستخبارات السابق (سي اي ايه) وكولن باول بانهما كان مترددين فيما يتعلق بالذهاب الي العراق، وفي الوقت الذي اثير عن تينت ان فكرة وجود اسلحة دمار شامل في العراق معروفة ويمكن اثباتها الا انه لم يفصح عن موقفه المتردد من الحرب للرئيس بوش. وفي الوقت الذي وصف الكاتب في كتابيه الاولين بوش في حالة حرب ، و خطة الحرب قدم صورة عن ادارة يقودها بوش بتصميم ومساعدين موالين الا ان الكتاب الجديد حالة انكار يقدم تقييما جديدا لبوش وفريقه، حيث لم يكن لديهم الا افكارا غامضة عن العراق وطرق تحقيق النجاح فيه. ويعتقد وودورد ان الادارة الامريكية كانت بعد الحرب تعاني من خلافات في الرؤي والافكار، فقد كان تينت يري ان رامسفيلد يقوم بالتعطيل علي وكالة الاستخبارات لتطوير خطة قادرة علي الامساك بزعيم القاعدة. ويشير الي اجتماع تم بين كوفر بلاك مسؤول مكافحة الارهاب وتينت في البيت الابيض مع رايس حيث حاولا اقناعها بقوة المعلومات المتوفرة عن امكانية حدوث عميات الا ان الاثنين خرجا من الاجتماع بأن رايس لم تتعامل مع الموضوع بجدية كبيرة. ويكشف الكتاب ان والدي جورج بوش لم يشاركا ابنهما قراره واهتمامه بغزو العراق ونقل عن والدته باربرا قولها ان جورج بوش الاب فقد النوم، ويسهر طوال الليل من القلق . كما ينقل عن جي غاردنر قوله ان المخططين الاستراتيجيين لم يكونوا مهتمين بتفاصيل عملية الاعمار بعد الغزو. ويقول ان القادة العسكريين فوجئوا في الايام الاولي للغزو من بدء الهجمات عليهم. ومن المثير في الكتاب ان تشيني كان مهووسا في تأكيد وجود اسلحة دمار شامل في العراق، حيث ايقظ رئيس فريق البحث عن الاسلحة في ليلة الساعة الثالثة صباحا وكان علي الخط مكتب تشيني الذي طلب الحديث مع ديفيد كي، رئيس الفريق حيث سأل تشيني كي ان كان قد قرأ تقرير تنصت من سورية يشير لموقع محتمل للاسلحة العراقية. وكان وودورد مع كارل بيرنشتاين، قد كشفا عن فضيحة ووترغيت التي اطاحت بريتشارد نيكسون، الرئيس الامريكي السابق. ومنذ ذلك الوقت كتب العديد من الكتب التي دخلت قوائم الكتب الاكثر مبيعا.وجاء كتاب وودورد قبل اسابيع من الانتخابات النصفية، التي يواجه فيها الجمهوريون معركة حامية بسبب العراق، وجدلا اثاره تقييم قومي اشار الي ان العراق تحول لساحة لتجنيد الاسلاميين الجهاديين، واضطر بوش للكشف عن بعض محتويات التقرير السري الذي بُدئ العمل فيه منذ عام 2004.وفي حديث مع برنامج ستون دقيقة في شبكة سي.بي.اس التلفزيونية الامريكية الذي سيذاع بالكامل الاحد القادم فإن هجمات المقاتلين علي القوات الامريكية في العراق تحدث كل 15 دقيقة. وفي مقتطفات من الحديث أذيعت مسبقا قال وودورد بمناسبة صدور كتابه عن الادارة الامريكية بعنوان حالة من الانكار الذي يتحدث عن الاوضاع في العراق ان الامر وصل الي نقطة يحدث فيها نحو 900 هجوم في الاسبوع وهذا يزيد علي مئة هجوم في اليوم. وهذا يعني أربع هجمات في الساعة علي قواتنا . وذكر الصحافي الامريكي في حديثه ان بوش ونائبه ديك تشيني اعتادا اللجوء الي هنري كيسنجر كمستشار لهما. وكان كيسنجر مستشارا للامن القومي خلال فترة رئاسة الرئيس الاسبق ريتشارد نيكسون ووزيرا للخارجية خلال حرب فيتنام. ولعبت تقارير وودورد وزميله كارل بيرنشتاين الصحافي بـ الواشنطن بوست دورا هاما في كشف فضيحة ووترغيت التي أجبرت نيكسون علي الاستقالة عام 1974. وقال وودورد ان بوش واثق تمام الثقة أنه علي حق في قضية العراق. وقال الصحافي البارز انه حين دعا بوش مجموعة من الزعماء الجمهوريين البارزين للبيت الابيض لمناقشة قضية العراق قال لهم الرئيس الامريكي لن أنسحب حتي لو لم يؤيدني سوي لورا وبارني مشيرا الي زوجته وكلبه.