بولتيكو: معارضة الشتات الإيراني تتبادل الاتهامات مما يعقد مهمة دعم الاحتجاجات

إبراهيم درويش
حجم الخط
1

لندن – “القدس العربي”:

نقلت مجلة “بوليتكو” صورة عن خلافات المعارضة الإيرانية في الخارج لنظام الملالي في طهران، ففي الوقت الذي يتفق فيه الجميع على ضرورة رحيل النظام الذي يحكم البلاد منذ الثورة الإسلامية عام 1979 إلا أنهم يتجادلون ويختلفون حول الأساليب والدوافع. وفي تقرير أعدته ناحات توسي قالت إن الانقسامات بين الشتات الإيراني طفت على السطح في هاليفاكس، في نوفا سكوتشيا. وقالت فيه إن الشتات الإيراني اختلف حول كيفية دعم المعارضة الداخلية وحركة الاحتجاج المندلعة في البلاد منذ أيلول/سبتمبر.

وفي يوم السبت تبادلت المعارضة اتهامات حيث ألقى البعض تهما على الآخرين بأنهم جماعات “لوبي” عن الجمهورية الإسلامية. وقالت إن المزاعم التي برزت خلال منبر هاليفاكس الدولي الأمني كشفت عن التوترات داخل الناشطين الإيرانيين في وقت يدعو فيه الناشطون علانية لنهاية نظام الحكم الإسلامي في طهران. وفي الوقت الذي يقول فيه معظم الناشطين في الشتات إنهم يدعمون حركة الاحتجاج إلا أنهم عادة ما يوجهون اتهامات لبعضهم البعض بشأن الدوافع والأساليب.

وأثارت الحرب الكلامية وتبادل الهجمات اللفظية حول التضامن الإيراني خارج إيران الكثير من الأسئلة وبعد أكثر من أربعين عاما على انتصار الثورة. وستعقد خلافات الشتات وعلى المدى البعيد قرارات إدارة الرئيس جو بايدن والحكومات الأخرى والتي تحاول البحث عن طرق للرد على التطورات في إيران.

وقالت الكاتبة إن الناشطة الإيرانية – الكندية البارزة نازنين أفشين – جام ماكي دعت في جلسة صباحية بالمنبر، المجتمع الدولي إلى “وقف العلاقات التجارية والدبلوماسية” وطرد السفراء الإيرانيين وعزل وإضعاف النظام.

وناقشت ناشطة أخرى وهي سنام نراغي أندرليني، ومؤسسة شبكة عمل المجتمع المدني الدولية أن إيران سترد بطرد السفراء الأجانب من بين عدة تحركات وتساءلت إن كان هذا النهج سينجح أم لا. وردت ماكي قائلة إن الشعب الإيراني “يطالب بهذا” وصمتت لحظة لكي تتهم نراغي أندرليني بأن لها علاقات مع المجلس الوطني الإيراني الأمريكي (نياس)، وهي جماعة يزعم عدد من أبناء الشتات الإيراني أنها واجهة للنظام الإيراني، وهو زعم يرفضه المجلس.

وقالت ماكي “نياس لديها أذن في واشنطن ومن وقت طويل، ويعبرون عن المشاعر المثالية الخطأ للشعب الإيراني” و”تصغي إدارة بايدن الآن لبعض أعضاء نياس والذين يعبرون عن مواقف خاطئة عن الشعب الإيراني”.

وفي أثناء جلسة أخرى شاركت فيها مسيح علي نجاد، المعارضة الإيرانية الأمريكية التي تلقت تهديدات من النظام الإيراني، طرحت موضوع نياس وأنه يمثل جماعة لوبي للنظام في طهران، قائلة: “طبعا، حان الوقت لكي تقوم الدول الغربية بإغلاق سفاراتها وقطع علاقاتها مع هؤلاء القتلة”. وبعد نهاية الجلسة، عبرت نراغي أندرليني عن صدمتها من الاتهامات قائلة إن هذه تطرح أسئلة حول الإستراتيجية “طبعا أنا لست لوبي للنظام” و”كل عائلتي دمرت وصودرت وسجنت لـ 43 عاما”. وقالت إنها عملت في مجلس إدارة نياس مدة 3 أعوام حتى 2018، قائلة إن مالية الجماعة معروفة وشفافة. وفي ظل الوضع الحالي، فهي تعارض أي تحرك يبدو وكأنه يمنح النظام أي خدمة. و”هذا ليس وقت التفاوض مع النظام لأنهم يريدون التطبيع ويريدون الشرعية من الخارج”.

واندلعت التظاهرات في إيران منذ أيلول/سبتمبر بعد مقتل الكردية الإيرانية مهسا أميني على يد رجال شرطة الأخلاق، وباتت التظاهرات لا تطالب بالحرية الفردية وحرية الاختيار بل ونهاية النظام أيضا. وتقود التظاهرات في غالب الأحيان الشابات اللاتي يخلعن الحجاب أمام قوات الأمن. ورد النظام بالقوة المفرطة وقتل المئات بمن فيهم أعداد من الأطفال وسجن آلافا من المحتجين بعضهم يواجه إعداما محتملا. وعملت الاحتجاجات على كهربة الإيرانيين في الشتات حيث وصفها المشاركون في هاليفاكس بالثورة. لكن الحركة داخل إيران لا تزال بدون قيادة واضحة وبدون أجندة رسمية وموحدة. وفي ظل اعتقال الكثير من قيادات المعارضة داخل سجون النظام.

وفي الخارج هناك دعوات متزايدة من الشتات للإطاحة بالنظام لا إصلاحه، إلا أن هناك خلافات حول الكيفية والأساليب، وتحديدا فيما يتعلق بالعقوبات وفعالية عزل طهران. وظهرت الخلافات بشكل حاد على وسائل التواصل الاجتماعي وبدت واضحة في منبر هاليفاكس.

وقلل السناتور الديمقراطي عن ديلوار، كريس كونز من إمكانية المواجهة بين الفصائل الإيرانية في الشتات “يجب علينا عدم التعامل معها على أنها انعكاس لشيء غير شتات عاطفي وجامح يتعرض لضغوط من نظام قمعي، وتعبير عن تحديات للحديث بشكل فعال في لحظة تعبر عن خلافات في الإستراتيجية”.

وحول استراتيجية أمريكا من إيران، دعا كونز إلى ضرورة استمرار الدعم الأمريكي بقدر المستطاع والتشجيع والاعتراف ومزيد من العقوبات”. ورغم عدم وجود علاقات دبلوماسية بين الولايات المتحدة وإيران منذ عدة عقود إلا أن الجدال يصح على الدول الأوروبية التي تقيم علاقات مع إيران وعليها إعادة التفكير بعلاقاتها الدبلوماسية. ويصف نياس نفسه بأنه حركة حقوق مدنية أمريكية وليس حركة معارضة. ولديه ذراع للضغط منفصل وهو نياس أكشن. ويقول إن ماليته تأني من المجتمع الإيراني الأمريكي ومؤسسات أمريكية بارزة، وإنه لا يتلقى دعما من النظام الإيراني أو الحكومة الأمريكية.

وقال رئيس المجلس جمال عبدي، إن السبب الوحيد الذي يدعو المجلس للمطالبة برفع العقوبات الواسعة عن إيران هو تخفيف البؤس المالي عن الإيرانيين العاديين ومنحهم ورقة نفوذ اقتصادية للوقوف في وجه النظام. ويدعم المجلس العقوبات التي تستهدف أفرادا من النظام الإيراني، ويدعم الاحتجاجات الحالية، كما يقول عبدي “لا نملك أي طموحات للسلطة في إيران” و”نحن أمريكيون يؤمنون بحق تقرير المصير للإيرانيين ولا نرى حاجة للتناحر وتصفية حسابات قديمة في الشتات، عندما نحتاج أن نركز 100% من طاقتنا الجمعية لدعم الشعب الإيراني ومطالبه بالحرية”.

 لكن الكثيرين من أبناء الشتات الإيرانيين يعكسون في مواقفهم تأكيدات المشاركين في منبر هاليفاكس وهي أن المجلس يقوم بعمليات ضغط نيابة عن النظام الإيراني. فدعم المجلس للاتفاقية النووية عام 2015 أسهم في مساعدة إيران في الحصول على مليارات الدولارات التي عززته الآن كما يقول الناشطون. ويقول ناشطون إن على الولايات المتحدة والدول الأخرى استخدام العقوبات ووسائل أخرى لإضعاف النظام. والوضع الإيراني معقد من ناحية أن النظام يحكمه الملالي ويمثلهم المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، آية الله علي خامنئي. ولكن لدى النظام فرع منتخب يقوده رئيس معتدل يرى المجتمع الدولي أن من المهم التعامل معه، وفي أحيان لا حاجة للتعامل معه عندما يكون رئيسه متشددا كما في هذا الوضع.

ويشعر بعض الإيرانيين في الشتات بأنهم مستهدفون لشغلهم مناصب في الماضي أو مواقف عبروا عنها مع أنهم غيروها في ظل التطورات الحالية. ويقول المسؤولون في إدارة بايدن والمشرعون بأنهم يعرفون بخلافات الشتات الإيراني إلا أنهم يؤكدون في أحاديثهم الخاصة على ضرورة تغليب المصلحة القومية الأمريكية. وفي الوقت الحالي، تضم الأهداف منع تقدم البرنامج النووي الإيراني ودعم الاحتجاجات الإيرانية من خلال رفع العقوبات على بعض الأمور لكي يتسنى للإيرانيين الحصول على التكنولوجيا والتواصل مع الخارج.

وفي هاليفاكس عبر المشاركون عن أمل في توحد أطراف المعارضة بالمنفى لكي تركز في النهاية على دعم الاحتجاجات وجهود التخلص من النظام في طهران. وقال كافيه شهروز، المحامي الإيراني- الكندي “المعارضة ليست متفقة تماما بعد، ولكنني أعتقد أن عددا كبيرا من المعارضة تتفق على نسبة 95% من القضايا” و”هي تعمل عبر خلافات المنفى وتتقارب بشكل تدريجي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ouaji:

    نهاية حكم الملالي يقترب اكثر فاكثر ،فرغم دعم الدول الشمولية لهذا النضام الا انه يحتضر ويقترب من الرحيل

إشترك في قائمتنا البريدية