أنظري إليّ يا سمراء
ها أنا استقبل الحياة
من جديد بيدين
من كرز
أُقبل باطن يديك
بفمٍ فاضح من الرغبة
بصدرٍ جياشٍ
بتفاصيل الماءِ
والرملِ
وها أنت تشكلين سماءَ حياتي
نجوماً
من اللذة
والحب
وبنظرةٍ خضراءَ
من عينيك
تحرثين حقول وجهي
بأنامل من مطر
تخص جهة القلب
وتجعلين الأشياءَ
ترقص
فرحاً
في فراغ عيني
بيدين من كرز
أقبض على حياتي
من جديد الجديد
وأنت تفرحين من
أعماق الأعماق
عندما تتنفسين بثبات
كمن تطرق باباً داخل القلب
بالعيون من شوق وحنان
وقبلة تغرد في فمك كعصفور
ملون وصغير.
عندما أغرق في غابة
شعرك وكأني ميت
بين أكوام الياسمين
حبيبتي…
اكتشفت حديقة
سنوات
معك
بيدين من تعب
السنوات
وقلب من الثلج
وفخذين من الريح
وعيوني تلمع كنجوم
في سماء الكون
عندما أجد ذاتي
في عمق أنفاسك
الحنون
-2-
في صباح طويل جداً
ها أنا ذا أقف أمامك
تماما وجهاً لوجه
كما لو أننا جسدان
من الوقت والشموع
ها أنا عاجز عن
التمعن في شاهقة
إلى حد السماء
وأنت تقفين أمامي
بكل ثبات وقوة
تنظرين إلى عيوني
بشعرك
كغابات مليئة بأشجار الكون
بعيونك
ككواكب لا تعرف المغيب
بصدرك
كحقول فيها كل حنطة العالم
-3-
يوجد في عين عيني
غرفة بسرير واحد
من أجلك
رغم أنني أعرف
أن قامتك تفوق
كل سماوات الكون
لكنني واثق من
وجود غرفة بسرير واحد
في عين عيني من أجلك
ورموشي نجوم متناثرة
فوق شعرك الأسود
وأذناي شواطئ لزوارق
صوتك الجميل
وصدري مرفأ موحش
بدون لمسات يديك
-4-
مدينة قاسية
نامت تحت رغبات
موحشة وتافهة
نامت كمقبرة مهجورة
وغامضة
بينما أصابع رغبتي
تمتد نحوك
تزرع المسافات
طيوراً من الفرح
ترسم أشجاراً من
الحنين كضباب
على نافذتك
المطلة على الواجهة
الغربية لروحي
-5-
الأشجار تعرف
وكذلك الطيور
أن الذي يشدني
إليك ليس نزوة
عابرة
ولا هو اشتهاء
ولا رغبة
إنما معناه
أنت
أنت بالذات
-6-
يوماً ما جمعتنا صدفة
على أكتاف المدينة
بين أعشاب السماء
فتحركت فينا طيور
قطعت المسافة
بيني وبينك
وزرعت أشجاراً…
أشجاراً تطاول حد اليابسة
والمياه
وتحتوي العصافير
العاشقة في المساء
-7-
فراشات تتطاير بين يدينا
والأرض تدري
بأن خطواتك نعمة عليها
خطواتك بالذات
هي سقوط المطر
على مروجها
وذوبان الصقيع
بين خلاياها
-8-
ابتدئ بك حباً
كما يبتدئ السنونو ببناء عشه
لأنك تمددين وجودي
وأنت بياض عمري المبعثر
من بين كل النساء
وأنك مكافأة انتظاري الطويل
في دحر الخسارات المراوغة
***
٭ شاعر وتشكيلي سوري